الحل العسكري الأمريكي وإمكانية مواجهة موسكو في سوريا

السبت 23/يناير/2016 - 09:40 م
طباعة الحل العسكري الأمريكي
 
مع اقتراب الثورة السورية  من عامها الرابع  لم تزل  الولايات المتحدة الأمريكية تتحدث عن إمكانية الحل العسكري الذى تحدثت عنه أكثر من مرة دون أن تنفذ منه شيء، ومما يزيد من الأمر تعقيدا هو التواجد الروسي العسكري في سوريا.  

الحل العسكري الأمريكي
آخر تصريحات واشنطن الرنانة ما أعلن عنه   نائب الرئيس الأميركي، جو بايدن،  اليوم  يوم السبت 23-1-2016م قائلا " إن أمريكا مستعدة للجوء لحل عسكري في سوريا إذا لم يكن الحل السياسي ممكنا ونعلم أنه من الأفضل التوصل لحل سياسي ولكننا مستعدون إذا لم يكن ذلك ممكناً لأن يكون هناك حل عسكري لهذه العملية وطرد داعش و أنه بحث مع أوغلو دعم القوات العربية السنية في سوريا.
 واعتبر الدكتور إبراهيم فريحات أستاذ الأزمات الدولية في جامعة جورج تاون أن حديث واشطن يأتي في إطار الاستفادة من الوضع القائم في سوريا، حيث أنه عندما تتخذ إحدى دول المركز قرارا بالتصعيد العسكري والتدخل المباشر فإن الدول الأخرى غالبا ما تلجأ إلى البحث عن طرق للاستفادة من هذا التدخل أو تكييف أهدافها مع هذا وهو ما تقوم به الولايات المتحدة الآن مع التدخل الروسي لسبيين هما: 

الحل العسكري الأمريكي
1- محاربة تنظيم داعش في سوريا والعراق  فالولايات المتحدة تثق تمامًا بإخلاص روسيا في الحرب ضد الجماعات الإسلامية، فتاريخها حافل بهذا الأمر في جروزني وغيرها، وعليه تشعر الولايات المتحدة بالامتنان وليس بالقلق من زيادة الالتزام العسكري الروسي بالحرب ضد الجماعات الإسلامية لا سيما أن تحالفها -أي الولايات المتحدة- الذي شكلته لمحاربة تنظيم الدولة قد مُني بالعديد من الهزائم ولم يحقق أي تقدم حتى اللحظة.
2- منع الانهيار المفاجئ للنظام السوري. الانتقال المنظم للسلطة هو أحد أهم المبادئ التي تقوم عليها السياسة الخارجية الأميركية التي تكره الفراغ والانتقال إلى المجهول حيث تخشى الولايات المتحدة كثيرا من انهيار مفاجئ لنظام الأسد وقد كان ذلك أحد الأسباب التي منعتها من التدخل العسكري ضد النظام بعد استخدام الأسلحة الكيميائية، حيث خشيت انهياره دون وجود مريح لها"

الحل العسكري الأمريكي
وتابع الولايات المتحدة إذا ليست فقط غير قلقة كثيرا من زيادة النفوذ العسكري الروسي في سوريا، بل في حقيقة الأمر هي متواطئة مع هذا التدخل في محاولة لإعطاء روسيا -التي ستتفاهم معها بنهاية المطاف- عبئا أكبر في محاربة المجموعات الجهادية والمحافظة على النظام حتى يتم إيجاد تسوية تتفق عليها الأطراف الدولية وانتقال منظم للسلطة وهناك العديد من المؤشرات التي تؤيد هذا التحليل أهمها ما ورد في خطاب أوباما في الأمم المتحدة الأخير الذي أعلن صراحة استعداد الولايات المتحدة العمل مع روسيا وإيران من أجل إيجاد تسوية سياسية في سوريا و ليست أمريكا فحسب بل إن معظم الدول الأوروبية التي طالما طالبت برحيل الأسد دون قيد أو شرط قد بدأت تغير رؤيتها باتجاه عدم رحيله الآن، بل تراه كجزء من الحل يجب التفاوض معه من أجل محاربة تنظيم الدولة.
 وشدد على أنه بالرغم من أن الوجود العسكري الروسي بدون شك يقلق الولايات المتحدة، ولكن على المدى البعيد هي متواطئة معه، فهذا التدخل محاولة لإعطاء روسيا عبئا أكبر في محاربة المجموعات الجهادية والمحافظة على النظام حتى يتم إيجاد تسوية تتفق عليها الأطراف الدولية وانتقال منظم للسلطة، وتعي واشنطن أن هناك مخاطر وقد يكون هناك ثمن لوجود قوات عسكرية روسية في سوريا من الممكن عدم السيطرة عليها مستقبلا لا سيما في حالة انعدام الثقة مع روسيا في أوكرانيا وغيرها، ورغم ذلك تفضل أمريكا المضي بهذا الاتجاه -الدور العسكري الروسي في سوريا- الذي يخدم أجندتها تماما على المدى المنظور، أما المستقبل البعيد فلكل حادث حديث و نهاية المطاف ومهما تكن النتائج تعي الولايات المتحدة أن سوريا كانت ومنذ أكثر من عقدين حليفا روسيا لا يتزعزع - وليست أمريكية- ومهما يكن الأمر فروسيا تستثمر عسكريا بإحدى حليفاتها وهو أمر يقع ضمن التفاهمات وقواعد اللعبة الدولية، فالولايات المتحدة لا تحتاج إذنا روسيا لتقوية وجودها العسكري مع الدول الحليفة لها كدول الخليج أو المغرب أو كوريا الجنوبية وغيرها وإن تفاهما أمريكيا روسيا . 

الحل العسكري الأمريكي
مما سبق نستطيع التأكيد على أن الولايات المتحدة بهذا الإعلان تريد إرسال رسالة الى روسيا بعد تدخلها المباشر لصالح نظام الرئيس بشار الأسد  بأنها موجودة وانها لن تضحي بمصالح  ولكن دون الدخول في مواجهة عسكرية  باعتبار ان سوريا لا تستحق تحدي  جاد  مع موسكو من أجل قوى لا تسيطر عليهم على الأرض.

شارك