لماذا تسعى روسيا للتواجد شرق سورية الحدودي مع تركيا؟

الإثنين 25/يناير/2016 - 04:41 م
طباعة لماذا تسعى روسيا
 
قطعت روسيا الطريق على الشائعات التي تطلقها تركيا عبر منابرها الإعلامية، وعلى رأسها فضائية "الجزيرة" القطرية، بأن موسكو تسعى لتأسيس قاعدة عسكرية جديدة في (جنوب شرق سوريا) قرب الحدود التركية، وأكدت موسكو أن تواجدها في مطار "القامشلي" هو لتأمينه وليس بُغية تحويله لقاعدة عسكرية جديدة للروس في شرق تركيا.
تحركات روسيا شرق سوريا تزامن مع قرب الانتهاء من العملية العسكرية التي يقوم بها الجيش السوري وقواته الرديفة من (حزب الله والحرس الثوري) والمدعومين بقوة من المقاتلات الروسية التي تنطلق من القاعدة الروسية "حميميم" في مدينة اللاذقية، والتي شارف ريفها الشمالي على الانتهاء من الوجود المسلح.
ورجّح مراقبون أن يكون حرص الروس على التواجد شرق سوريا هو تمهيد للانتقال إلى خطوة لاحقة تتمثّل في التمدّد نحو الشرق السوري، وتحديداً في المناطق المختلطة كردياً– عربياً، في محاولة لضبط العمليات العسكرية على إيقاع واحد مُوَجَّه نحو محاربة "الإرهاب"، إلى جانب ضمان قطع خطوط الإمداد القادمة من تركيا لدعم العناصر الإرهابية، فضلاً عن أن التواجد قرب الحدود التركية سيكون بمثابة ورقة ضغط على حُكومة أردوغان التي دخلت في قطيعة دبلوماسية واقتصادية مع روسية بعد إسقاطها مقاتلة "السوخاي" الروسية التي كانت تنفذ عمليات ضد بؤر إرهابية في سورية، وزعمت أنقرة أنها اخترقت مجالها الجوي.
بطريرك السريان الأرثوذكس
بطريرك السريان الأرثوذكس في العالم، مار افرام الثاني
روسيا التي تتحرك بخفة القط في الأراضي السورية نتيجة قوتها الاستخباراتية، لا يمكن اعتبارها تحركات عسكرية وفقط بل إن المتابع للملف السوري يجد أن روسيا مَهَّدت للتوجه في شرق سوريا عبر إرسال بطريرك السريان الأرثوذكس في العالم، مار افرام الثاني، لمدينته القامشلي قبل أيام، وقد أجرى البطريرك لقاءات عدة مع وفود سريانية وكردية وعربية سورية، ولم تكن تلك اللقاءات عشوائية بل كانت تستهدف إنهاء الخلاف القائم بين الأطراف الثلاث؛ حيث تتقاسم تلك الأطراف السيطرة على المدينة، وكلهم يوجهون سلاحهم ضد العناصر الإرهابية، وقد تمكن البطريرك من إنهاء الخلافات بين قوات "الأسايش" الكردية، وقوات "السوتورو" السريانية.  
وبعد مهمة التمهيد الاجتماعي بين القوات الثلاث المسيطرة على مدينة قامشلي، والتي قام بها بطريرك السريان، عاين الخبراء الروس مطار القامشلي، وأجروا لقاءات عدة مع قيادات عسكرية وأمنية سورية، وزاروا مواقع للجيش السوري، كما التقوا قياديين أكرادًا وزاروا بعض المواقع التي يسيطر عليها الأكراد، ما يعني قرب تنفيذ موسكو مُخططها لتطهير الشرق السوري من العناصر الإرهابية، وقطع خطوط الإمداد عن العناصر الإرهابية القادمة من تركيا.  
لماذا تسعى روسيا
وتسعى موسكو إلى الضغط على المقاتلين الأكراد للانخراط في مشروعها ضد الإرهاب؛ حيث لوحظ خلال الفترة الماضية، تصاعد مستوى التعاون (الروسي – الكردي)؛ حيث تستغل موسكو الطريقة الخاطئة التي يتعامل بها التحالف الذي تقوده أمريكا مع الأكراد، لطرح مشروعها البديل، الذي يتضمن مساعدة الأكراد.
المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع الروسية، اللواء إيغور كوناشينكوف، قال اليوم الاثنين 25-1-2016: "إن الفرضيات التي يتناقلها عدد من وسائل الإعلام بشأن إنشاء قاعدة جوية روسية جديدة في سوريا، قد تكون غطاءً إعلاميًّا لحشد تركيا لمجموعة كبيرة من القوات على الحدود مع سوريا". وأكد أنه "لا توجد أي قواعد جديدة أو مطارات إضافية لإقلاع الطائرات الحربية الروسية على أراضي الجمهورية العربية السورية، ومن غير المقرر إنشاؤها".
المتحدث الرسمي باسم
المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع الروسية، اللواء إيغور كوناشينكوف
وأوضح كوناشينكوف أن "ما نشرته صحيفة "تايمز" البريطانية من فرضيات بهذا الشأن، يعتبر إما افتراءات غير حرفية، أو محاولة غير ناجحة لتوفير الغطاء الإعلامي لحشد تركيا لمجموعة كبيرة من القوات على الحدود مع سوريا بالقرب من القامشلي، وأعاد كوناشينكوف إلى الأذهان بأن الوقت المطلوب لوصول الطائرات الروسية إلى أي هدف في سوريا لا يتجاوز نصف الساعة"، وأضاف: "الحديث عن نشر الطيران الروسي في مدينة القامشلي الواقعة على الحدود السورية- التركية، لا يمكن أن يأتي إلا على لسان أشخاص غير محترفين تمامًا". 
سياسياً، دعا وزيرا الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأمريكي جون كيري إلى الإسراع في الإعلان عن موعد إطلاق المفاوضات السورية- السورية من قبل المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، وأفادت وزارة الخارجية الروسية في بيان أن الوزيرين بحثا خلال مكالمة هاتفية بينهما، اليوم سير التحضير للمفاوضات بين ممثلي الحكومة والمعارضة السورية برعاية الأمم المتحدة؛ من أجل تسوية النزاع السوري المستمر منذ مارس عام 2011.
لماذا تسعى روسيا
وجاء في البيان أن الوزير الروسي شدد مجددًا خلال المكالمة على ضرورة تحلي جميع الأطراف بالنزاهة لدى تطبيق أحكام القرار الأممي رقم 2254، بما في ذلك مسألة تشكيل وفد للمعارضة واسع التمثيل، وإدراج مسألة تشكيل جبهة موحدة لمحاربة التنظيمات الإرهابية على الأجندة، بالإضافة إلى وقف إطلاق النار وحل القضايا الإنسانية ووضع إصلاحات سياسية على أساس التوافق بين الحكومة والمعارضة السورية.

شارك