بينهم 10 مصريين.. السعودية تدخل مرمى نيران الإرهاب وتعتقل 40 إرهابيًا

الخميس 04/فبراير/2016 - 08:10 م
طباعة بينهم 10 مصريين..
 
في ظل مساعيها للتصدي للعمليات الإرهابية التي لحقت بها في أعقاب تدشينها للتحالف العربي وكذلك التحالف الإسلامي العسكري، بدأت المملكة العربية السعودية تتلقى عدة ضربات إرهابية على فتراتٍ متقاربة، ما أدى إلى مواصلة تصديها لتلك الهجمات، ونجحت القوات السعودية في اعتقال نحو 40 متهما في قضايا ذات صلة بالإرهاب والجماعات المتطرفة، وذلك خلال خمسة أيام بينهم 10 مصريين وفق المعلومات الأولية.

اعتقال 40 ارهابيًا:

اعتقال 40 ارهابيًا:
وقالت مصادر إخبارية سعودية إن قائمة المتهمين الـ40 المقبوض عليهم ضمت 27 سعوديا، و10 مصريين، إضافة إلى متهمين من اليمن ومتهم من الأردن، وجاءت خلال الفترة من 29 يناير إلى الثاني من فبراير الحالي .
وفي يوليو 2015 كشفت السلطات الأمنية السعودية عن تنظيم مكون من خلايا عنقودية مرتبطة بتنظيم "داعش"، حيث بلغ عدد من ألقي القبض عليهم 431 شخصاً ينتمون إلى 9 جنسيات أجنبية فمنهم يمنيون ومصريون وسوريون وأردنيون وجزائريون ونيجيريون وتشاديون، إضافة إلى آخرين غير محددي الهوية ضمن 4 مجموعات شاركوا في تنفيذ عمليات هذه الخلايا، ومن بينها استهداف مسجدين في كل من بلدة القديح وحي العنود بالدمام شرق السعودية.
وكان قد تم القبض على أربعة متهمين في 29 يناير الماضي، وهم ثلاثة سعوديين وأردني، فيما أسفرت الجهود الأمنية عن الإطاحة بـ10 متهمين يوم 30 يناير الماضي جميعهم سعوديون.
أما في 31 من الشهر الماضي، فقد انضم إلى قوائم المطاح بهم بقضايا الإرهاب خمسة متهمين جميعهم من الجنسية السعودية، فيما شهد أول فبراير الجاري القبض على 15 متهما، وهم 10 مصريين، وأربعة سعوديين، ويمني، وفي الثاني من الشهر الجاري، انضم إلى قوائم المتورطين بقضايا الإرهاب ستة متهمين وهم خمسة سعوديين ويمني.
وكانت مصادر أفادت بأن الأجهزة الأمنية السعودية تمكنت من القبض على 55 متهما إرهابيا ينتمون إلى تنظيم داعش خلال الثمانية أيام الماضية دون مقاومة مسلحة بعدة مواقع من مناطق المملكة، من 12 جنسية ، منهم 29 سعوديا وأربعة أميركيين وإندونيسي وفلبيني وسوري وإماراتي ويمني وفلسطيني وكازاخستاني وباكستاني وأردني وعدد من المصريين .
والجدير بالذكر أن السعودية نفذت في أول يناير الماضي، حكم الإعدام في 47 "إرهابيا" بينهم رجل الدين الشيعي نمر النمر، ووفق ما قالت آنذاك وزارة الداخلية السعودية أن معظم من أعدموا ضالعون في سلسلة هجمات نفذها تنظيم القاعدة بين عامَي 2003 و2006.
وكانت السعودية قد ألقت القبض على آلاف الإرهابيين بعد سلسلة هجمات نفذها تنظيم القاعدة وقتل بها المئات خلال الفترة من 2003 إلى 2006 وأدانت مئات منهم.

مساعٍ لمكافحة الإرهاب:

مساعٍ لمكافحة الإرهاب:
وتقول السعودية إنها تبذل ما بوسعها لمكافحة التطرف وتتبع خلايا الإرهاب، ويطرح العديد من السياسيين تساؤلات في هذا الشأن، هل تستطيع المملكة التصدي للإرهاب وتجفيف منابع الفكر المتطرف؟ وهل تثمر الجهود التي تبذلها السعودية لمكافحة العنف الطائفي المتفشي في المنطقة؟.
وفي هذا السياق أكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أن بلاده هدف للإرهاب من جهات عدة وخصوصا إيران، في وقت تشارك المملكة بفاعلية في المعركة ضد هذه الآفة، ولا سيما في الحرب على تنظيم "الدولة الإسلامية" داعش في سوريا.
وفي مقال نشرته مجلة نيوزويك الأمريكية اليوم الخميس 4 فبراير 2016 قال الجبير إن السعودية تعتبر هدفاً للإرهاب من جهات عدة سعت إلى زعزعة استقرار المملكة وترويع شعبها، لذلك فإن أولوياتنا ومصلحتنا الوطنية تقتضي هزيمة الإرهاب، سواء جاء عبر جهات تنظيمية مثل القاعدة أو داعش، أو كان إرهاباً ترعاه دولة إيران ووكلاؤها، الأمر الذي شكل لدى المملكة دافعاً أمنياً للعمل نحو وقف التجنيد والتمويل والفكر المتطرف الذي يغذي العنف والإرهاب.
واضاف إن الذين يتهمون المملكة بدعم العنف والتطرف والإرهاب، فشلوا في إدراك دورها القيادي في مكافحته في جميع أنحاء العالم، كما غاب عن ذهنهم أنه من غير المنطقي وغير العقلاني أن لا تتبوأ السعودية صدارة الدول الُمكافِحة له
وأوضح وزير الخارجية السعودي أن إيران استخدمت الإرهاب أداة في سياستها الخارجية منذ قيام الثورة الخمينية في العام 1979. واستهدفت المملكة طوال هذه السنين من قبل الإرهاب الذي يرتكبه وكلاء طهران.
وأشار إلى أنه في العام 1987، قام حزب الله الحجاز المدعوم من إيران بتنفيذ عملية تفجير في منشأة نفطية برأس تنورة شرق السعودية، مضيفاً أنه في العام نفسه، أحبطت السلطات السعودية محاولة حجاج إيرانيين تهريب متفجرات إلى المملكة. كما قام حزب الله الحجاز في العام 1988، بالهجوم على منشأة بتروكيماويات في الجبيل، في حين يعد التفجير الذي شهدته الخبر في العام 1996 من أبشع الأعمال الإرهابية التي تورطت بها إيران، والذي أسفر عن مقتل 120 شخصاً، من بينهم 19 أمريكياً.
وأكد أن المملكة لم تدخر الجهد أو الموارد المطلوبة لمواجهة الاعتداءات الإرهابية المتنوعة والخطيرة، انطلاقاً من حرصها على اجتثاث الإرهاب من جذوره وتجفيف منابعه، وقامت لذلك بإلقاء القبض على الإرهابيين على أراضيها، ومحاكمتهم من خلال المحاكم المختصة، وفرضت أقسى العقوبات على من تم إثبات تورطهم.
وأوضح وزير الخارجية أنه في العام 2003، استهدفت العاصمة السعودية بتفجيرات انتحارية لثلاثة مجمعات سكنية، وتسببت التفجيرات بمقتل أكثر من 30 شخصاً، من بينهم سعوديون ولبنانيون وأمريكيون وبريطانيون وأستراليون. تلتها هجمات أخرى بهدف زعزعة استقرار البلاد وهز ثقة المقيمين لدفعهم إلى المغادرة، إلا أنها باءت بالفشل.
وأبان أن أحد قادة القاعدة فارس الزهراني الذي أقيم عليه الحدّ أخيراً، إلى جانب آخرين متهمين بتورطهم بالإرهاب، قام في العام 2004 بتدبير هجوم على القنصلية الأميركية في جدة، ما أسفر عن مقتل أربعة حراس أمن وخمسة موظفين.

داعش تستهدف المملكة:

داعش تستهدف المملكة:
وقال الجبير إن سفاحي داعش أعلنوا أن أحد أهم أهدافها هو الاستيلاء على السعودية، تلى ذلك قيامهم بشن هجوم على أربعة مساجد في الدمام والقطيف وأبها ونجران خلال العام الماضي، ما تسبب بمقتل 38 وإصابة 148، مضيفاً أنه في أغسطس الماضي، اعتقلت السلطات السعودية 421 من المشتبه بانتمائهم إلى أربعة خلايا إرهابية مختلفة متورطة في هذه الجرائم، كما تم القبض على 15 آخرين من المشتبه بهم أثناء التخطيط لعملية انتحارية ضد السفارة الأميركية في الرياض، باستخدام شاحنة محملة بالمتفجرات. 
وألقي القبض على منفذي هجمات داعش في المملكة، وهم يحاولون تهريب إرهابيين متهمين من السجن، وتجنيد الشباب، بالإضافة إلى نشر الحملات الدعائية للتنظيم المتطرف.
وأوضح أن المملكة قامت بتطبيق أحد أكثر أنظمة الرقابة المالية صرامة في العالم لقطع التمويل عن الإرهاب، وحظرت جمع التبرعات في المساجد والأماكن العامة، كما حظرت على الجمعيات الخيرية السعودية تحويل الأموال إلى خارج البلاد، لضمان عدم وصول الأموال إلى أيدي المتطرفين.
وفي سياق مواجهة الفكر المتطرف وتوعية الرأي العام من مخاطره، أشار الجبير إلى أن المملكة أطلقت حملة توعوية وطنية عامة لمكافحة التطرف في العام 2005، ولا تزال قائمة حتى الآن، وأكد أن بلاده عملت جنباً إلى جنب مع الدول الأخرى لمكافحة الإرهاب على الصعيدين الديبلوماسي والعسكري على حد سواء.
 وأسهمت المملكة في تأسيس مركز الأمم المتحدة لتعزيز جهود الدول الأعضاء في مكافحة الإرهاب ومواجهة الفكر المتطرف الذي يغذيه، ودعمته بمبلغ 110 ملايين دولار. 
وأشار الى أنه في سوريا، تعد طائرات القوات الجوية الملكية السعودية من أوائل الأسراب التي نفذت طلعات جوية في إطار العمليات العسكرية ضد داعش، كما تقود المملكة تحالفاَ من 38 دولة إسلامية لمحاربة الإرهاب والتطرف، مضيفاً أن الإرهاب يظل آفة عالمية، عانت من ويلاته العديد من الدول، ومن غير المعقول أن تتغاضى المملكة أو تدعم أولئك الذين يهدفون إلى تدميرها وبما يتنافى مع عقيدتنا وقيمنا وهويتنا الوطنية.
فيما يبدو أن المشهد الإرهابي في السعودية أصبح أمر معتاد، فشهرًا بعد الآخر تتواصل العمليات الإرهابية في مناطق مختلفة بالمملكة العربية السعودية، فيما تتصدي الأخيرة لهذه العمليات، فهل تنجح في القضاء على الفكر المتطرف في البلاد.

شارك