تلاسن بين "الرياض" و"طهران ودمشق" حول إرسال "قوات برية"

الأحد 07/فبراير/2016 - 05:56 م
طباعة تلاسن بين الرياض
 
في أول رد فعل من القوى التي تُقاتل على الأرض في سورية (قوات الجيش الوطني السوري والقوات الرديفة له من قوات الحرس الثوري الإيراني) على ما لوحت به مصادر وصفتها وكالة الأنباء العالمية "رويترز" بـ"المُطلعة"، إن المملكة العربية السعودية ودول إسلامية وأخرى عربية، جهزوا نحو 150 ألف مقاتل تمهيداً لإرسالهم إلى سورية لقتال تنظيم الدولة "داعش"، ردّ نظام الرئيس السوري بشار الأسد وحليفته إيران بعنف على تلك التقارير.
وزير الخارجية السوري وليد المعلم قال إن أي تدخل بري في الأراضي السورية دون موافقة حكومتنا هو عدوان ينبغي مقاومته، وأضاف، "سنعيد من يعتدي على سورية في صناديق خشبية، سواء كان تركياً أو سعودياً، أو كائناً من يكون".
تلاسن بين الرياض
طهران الداعم الأكبر بعد روسيا لنظام الرئيس الأسد، قللت عبر لسان القائد العام لقوات الحرس الثوري الإيراني اللواء محمد جعفري من الخطوة، وقال إن السعودية لن تجرؤ على إرسال قوات إلى سورية، لأن ذلك سيكون بمنزلة إطلاق رصاصة الرحمة على نظام الرياض، بينما حذر أمين مجمع تشخيص مصلحة النظام الإيراني محسن رضائي من أن دخول السعودية هذه الحرب سيؤدي إلى إشعال المنطقة كلها، ومنها المملكة نفسها، باستثناء إيران، على حد زعمه.
وتسعى كل من الرياض وأنقرة منذ فترة إلى البحث عن التدخل البري في سورية لإنهاء نظام الأسد، إلا أن كلا البلدين يدرك خطورة الخطوة وتداعياتها، كما أن العمليات العسكرية التي نفذتها أنقرة داخل الأراضي السورية بزعم حماية رعاياها كانت بعلم من نظام الأسد.
تلاسن بين الرياض
كما أن الرياض تدرك خطورة إرسال قوات برية إلى سورية، خاصة أن القاهرة أعلنت صراحة عدم إرسال قوات برية إلى الخارج اللهم إن كانت تلك القوات لحفظ الأمن القومي العربي، وحماية الأمن القومي المصري، مثلما أرسلت القاهرة قوات بحرية وجوية إلى اليمن لحماية مضيق باب المندب بعد الانقلاب الحوثي على سلطة الرئيس اليمين عبدربه منصور هادي.
كانت القاهرة أرسلت منذ أيام قوات بحرية وجوية وبرية، للمشاركة في المناورة الكبرى التي من المُقرر أن تشارك فيها قوات عربية وإسلامية على الحدود الشمالية السعودية، وقال مُراقبون إن المناورة رسالة مهمة من الرياض إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية. 
ونقلت شبكة "CNN" عن مصدرين سعوديين أن السعودية وتركيا شكلتا بالفعل منذ أسبوعين قيادة للقوات المشتركة التي ستدخل سورية من الشمال عبر الأراضي التركية، وأفادت تلك المصادر أن المناورة، التي ستستضيفها المملكة مارس المقبل، والمخصصة لمكافحة تنظيم "داعش"، سيشارك فيها 150 ألف جندي، معظمهم سعوديون، إضافة إلى قوات مصرية وسودانية وأردنية موجودة بالمملكة حالياً، موضحين أن المغرب والكويت والبحرين والإمارات وقطر التزمت بإرسال قوات إلى جانب تركيا والسعودية.
تلاسن بين الرياض
ووصل التلاسن بين النظامين السعودي والسوري، إلى الدرجة التي قال فيها وليد المعلم، إن الرياض تنفذ فقط ما يقرر في واشنطن، وقال "أساس التصريحات السعودية إن هناك مراكز أبحاث في الولايات المتحدة وتصريحات وزير الدفاع الأمريكي تطالب بتشكيل قوات برية لمحاربة "داعش" لأن الولايات المتحدة لا تريد أن تتعاون مع الجيش السوري، ومن الطبيعي أن تستجيب السعودية.. والسؤال هو ماذا فعلت السعودية في اليمن، وهل أفلحت؟.. إنها دمرت ولم تبق حجراً على حجر".
في السياق، قالت دولة الإمارات العربية المتحدة اليوم الأحد (7 فبراير 2016) إنها مستعدة لإرسال قوات برية إلى سوريا في إطار التحالف الدولي الذي يقاتل "داعش"، وقال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش في إفادة لوسائل الإعلام في العاصمة الإماراتية أبوظبي هذا هو موقفنا على الدوام." وأضاف "نشعر بخيبة أمل من بطء... التصدي لـ"داعش".
وقال قرقاش "نحن لا نتحدث عن آلاف الجنود، لكننا نتحدث عن قوات على الأرض تقود الطريق... سيقدم هذا الدعم... وأعتقد أن موقفنا يبقى كما هو وعلينا أن نرى كيف يتقدم ذلك". وأضاف قرقاش أن وجود "قيادة أمريكية لهذه القوة سيكون شرطًا مسبقا للإمارات".

شارك