هل تنجح القوات العراقية في تحرير "الموصل" من قبضة "داعش"؟

الثلاثاء 09/فبراير/2016 - 11:45 ص
طباعة هل تنجح القوات العراقية
 
بعد ما يقارب عامين من سيطرة التنظيم الإرهابي "داعش" على مدينة الموصل  أكبر المدن العراقية، فإنه حتي الآن لم تستطيع القوات العراقية استعادة المدينة من قبضة التنظيم.
هل تنجح القوات العراقية
كان تنظيم "داعش" استولى على مدينة الموصل، مركز محافظة نينوى، 405 كلم شمال العاصمة بغداد، في العاشر من يونيو 2014، قبل أن يمد نشاطه الإرهابي لمناطق أخرى عديدة من العراق، ويرتكب فيها مجازر كثيرة عدتها جهات محلية وعالمية جرائم ضد الإنسانية وإبادة جماعية.
وكانت انهارت فرق عسكرية عراقية في الأيام الأولى من الاجتياح، حيث لم يتعرض تنظيم داعش منذ ذلك الحين لأي هجوم باستثناء الغارات الجوية التي يشنها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحة.
وبدأت السلطات العراقية في عملية استعادة الموصل، حيث نشرت السلطات العراقية آلاف الجنود في قاعدة عسكرية في شمال البلاد، وقال ضابط في الجيش إن وحدات من قوات الجيش بدأت تصل إلى قاعدة عسكرية قرب قضاء مخمور لبدء عملية عسكرية نحو الموصل. 
وقد ألحقت القوات العراقية بتنظيم "داعش" الإرهابي، أمس الاثنين 8 فبراير 2016، هزيمة موجعة بالعتاد والأرواح، وطردته من أخطر أوكاره في مركز غرب العراق.
ويهدف نشر القوات العراقية إلي قطع إمدادات التنظيم بين الموصل ومناطق كركوك والحويجة من جهة، والموصل وبيجي الواقعة في صلاح الدين من جهة أخرى. 
ووفق المصادر فإن هناك ثلاثة ألوية متمركزة في تلك القاعدة حاليا، ومن المقرر وصول 4500 جندي آخرين من الفرقة 15 إلى القاعدة لتدخل تحضيرات استعادة الموصل في مرحلة جديدة.
يشار إلى أن الفرقة 15 والفرقة 16 من الجيش العراقي أنهتا تدريباتهما في معسكرات ببغداد من أجل المشاركة في عمليات استعادة الموصل.
وذكر المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة العميد يحيى رسول، أن الجيش يقوم باستحضارات من ناحية الجنود والمعدات والتجهيز والتدريب من أجل عمليات تحرير نينوى، فيما لم يذكر رسول أي موعد عن بدء العمليات لأسباب أمنية، وأغلب الجنود الذين ينتشرون في المنطقة الخاضعة لسيطرة حكومة إقليم كردستان العراق هم أكراد يعملون ضمن الجيش الاتحادي العراقي، بحسب مسؤول عسكري كردي.
 وقال هلكورد حكمت، أحد المتحدثين باسم قوات البشمركة الكردية، إن هذه القوات جاءت بموافقة رئاسة وحكومة إقليم كردستان العراق، وستكون القاعدة مقرا للجنود وقاعدة عسكرية للطيران في ذات الوقت بحسب المسؤول الكردي.
في هذا السياق أكد العقيد أحمد الدليمين من قيادة عمليات الأنبار، انطلاق عمليتين عسكريتين لتحرير مناطق جويبة وحصيبة الشرقية شرق مدينة الرمادي، قائلا: إن القطعات العسكرية وأفواج الشرطة والحشد العشائري يشاركون في العمليتين.
هل تنجح القوات العراقية
وفي موازة ذلك، أعلن الحشد الوطني الذي يقوده أثيل النجيفي في نينوى، عن قيام "داعش" بإعدام 300 من أهالي الموصل، غالبيتهم من منتسبي الجيش والشرطة والناشطين المدنيين.
وقال الناطق الرسمي باسم الحشد الوطني، محمود السورجي، في حديث نشرته "المدى برس"، إن "عصابات داعش الإرهابية ارتكبت مجزرة جديدة بحق الموصليين عندما أعدمت 300 منهم داخل المدينة، مضيفًا أن غالبية الضحايا من منتسبي الشرطة والجيش والناشطين المدنيين".
من جانبه أكد رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة الأنبار راجح بركات العيساوي، أن القوات العراقية حررت منطقة جويبة بالكامل، وقطعت شوطاً كبيراً في تحرير حصيبة الشرقية من سيطرة "داعش، مضيفًا أن فرق الجهد الهندسي العسكري باشرت برفع العبوات الناسفة وتفكيك المفخخات من منطقة جويبة، بعد رفع العلم العراقي عليها، وتكبيد تنظيم داعش خسائر كبيرة .
وأضاف أن القوات شرعت بتأمين الطريق الرابط بين قضاء الخالدية والرمادي"، ملمحاً إلى نتائج انتصار بتحرير منطقة حصيبة الشرقية بالكامل من هيمنة التنظيم الإرهابي، خلال الـ24 ساعة المقبلة.
وذكر العيساوي أن القوات العراقية أخلت مئات العائلات التي كانت محتجزة لدى تنظيم داعش كدروع بشرية في منطقتي جويبة وحصيبة، ونقلتها إلى مخيمات النازحين في عامرية الفلوجة والمدينة السياحية في الحبانية.
وكان نفذ تنظيم "داعش"، الاثنين، حكم الإعدام بعائلة حاولت الهرب من مناطق سيطرته في غرب العراق، وتكونت العائلة من ثمانية أشخاص بينهم ثلاثة أطفال وامرأتان، حاولت الهرب من منطقة الصقلاوية، شمال غربي الفلوجة، باتجاه المنافذ التي أمنتها القوات العراقية لخروج العائلات.
واعتقل تنظيم داعش الإرهابي، العائلة، أن العائلة اعتقلت من قبل عناصر تنظيم "داعش" الذين اقتادوها إلى منطقة البوعلوان، غربي الفلوجة، ونفذ بها الإعدام رمياً بالرصاص.
هل تنجح القوات العراقية
وأضاف تنظيم "داعش"، مجزرة أخرى لسجله الإجرامي في العراق، تمثلت بإعدام 8 عائلات، رفضت الانصياع لأوامره  شرقي الرمادي.
وقام "داعش" باحتجاز العائلات كرهائن في مناطق تواجده بغرب العراق، لاستخدامها كدروع بشرية، خلال تقدم القوات العراقية وضربات طيران "التحالف الدولي ضد الإرهاب".
وهرب عدد من عناصر "داعش" هربوا من جويبة نحو جزيرة الخالدية، وكر التنظيم الأخطر والأبرز في الأنبار بغرب العراق، وفق متابعين.
في هذا السياق، عقد وزير الدفاع خالد العبيدي اجتماعا موسعا مع قائد عمليات تحرير نينوى وضباط وقادة الحشد العشائري، بحسب بيان للوزارة.
واستمع العبيدي إلى شرح مفصل من قبل قائد عمليات تحرير نينوى اللواء نجم الجبوري عن مراحل الاستحضارات واهم الاستعدادات الجارية لتحرير محافظة نينوى من دنس عصابات داعش التكفيرية.
وفيما أكد مقرر لجنة الأمن والدفاع النيابية النائب عن الحزب الديمقراطي الكردستاني شاخوان عبد الله، أن مجيء الجيش العراقي لإقليم كردستان تم عبر اتفاق وتنسيق وسيكون وقتياً" مؤكداً أنه "سيتم تسليم القاعدة لقوات البشمركة حالما تتم استعادة الموصل"، مضيفًا أن انشاء تلك القاعدة كلف نحو 10 ملايين دولار بالتعاون مع الأمريكيين وسيتم نقل وتثبيت جنود من الجيش فيها عبر طريق كركوك إلى مخمور وبالتنسيق مع اقليم كردستان".
وكانت استعادت القوات العراقية بمساعدة التحالف الدولي الذي قدم اسناداً جوياً وتدريباً للقوات العراقية مساحات كبيرة، من أيدي تنظيم داعش.
وتعد معركة الموصل هي الأصعب على الإطلاق بسبب مساحتها الواسعة وبعدها عن العاصمة، حيث تتصل المدينة بطرق إمداد معقدة وكثيرة على معاقل التنظيم في سوريا، ويبقي كذلك تحريرها صعب في ظل توغل وتنامي التنظيم الإرهابي في العرق، فهل تنجح القوات العراقية في تحرير الموصل من قبضة التنظيم الإرهابي؟.

شارك