كردستان تعتقل خلية لداعش ومواطنو "تلسقف" يرفضون العودة بعد تحريرها من التنظيم

الثلاثاء 09/فبراير/2016 - 12:59 م
طباعة كردستان تعتقل خلية
 
في ظل الحرب الدائرة في كردستان ضد تنظيم داعش أعلن مجلس أمن إقليم كردستان اعتقال خلية إرهابية تابعة لتنظيم "داعش" الإرهابي، كانت تنوي تنفيذ عملية إرهابية داخل مدينة آربيل.
وكشف مجلس أمن إقليم كردستان في بيان، عن إحباط مخطط إرهابي لتنفيذ عملية إرهابية داخل مدينة آربيل، واعتقال ثلاثة إرهابيين، وأوضح البيان أن اعترافات الإرهابيين الثلاثة، أكدت أن تنظيم "داعش" الإرهابي استخدم الإرهابي (حازم محمد داود منصور الجبوري‌) لنقل حزم ناسف ومجموعة قنابل من أطراف منطقة (سليمان بك) إلى كركوك ومن ثم إلى مدينة آربيل، فيما تم تحديد الإرهابي (خلف إسماعيل خلف عبيد الجبوري) لتنفيذ العملية الانتحارية. وأضاف البيان أنه وفق مخطط الخلية الإرهابية، فإن الإرهابي (جنيد خالد بلاسم غضبان) كان سيتولى مهمة نقل الإرهابي الانتحاري (خلف إسماعيل) إلى الموقع المحدد لتنفيذ العملية الإرهابية. وأكد بيان مجلس أمن إقليم كردستان إحباط المخطط الإرهابي قبل تنفيذه واعتقال الإرهابيين الثلاثة وضبط الحزام الناسف والقنابل التي كانت بحوزتهم. وأشار البيان إلى أن الإرهابيين المعتقلين قد استغلوا التسهيلات التي قدمها إقليم كردستان للنازحين من مدن عراقية مختلفة للسكن في الإقليم.
وفي سياق متصل على بعد نحو أربعة كيلومترات من المناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم داعش شمال الموصل، وفي بلدة تلسقف ذات الغالبية المسيحية تتمركز قوة سهل نينوي التابعة لوزارة البيشمركة والمتألفة من مقاتلين مسيحيين أنهوا قبل أشهر تدريبات عسكرية على يد مدربين من البيشمركة ليكونوا جاهزين لخوض المعارك ضد التنظيم لتحرير مناطقهم ومسك الأرض بعد تحريرها.                                                     وذكرت "الشرق الأوسط"، حاضرة في بلدة تلسقف التي أصبحت خالية من سكنها الذين هربوا منها صيف 2014 إثر مهاجمة تنظيم داعش لكل المدن والبلدات في سهل نينوي، ورغم تحرير البلدة من قبل البيشمركة بعد 11 يومًا من احتلالها من قبل «داعش» فإن سكانها لم يعودوا لها حتى الآن لقربها من خط المواجهة مع التنظيم واستهدافها من قبل «داعش» بعشرات القذائف والصواريخ يوميًّا، بينما تظهر آثار القصف الجوي وقصف «داعش» على مباني وشوارع البلدة.                                                   
ويقول قائد قوة سهل نينوي، صفاء إلياس ججو، لـ«الشرق الأوسط»: «أنهينا تدريباتنا العسكرية قبل نحو عام على يد قوات البيشمركة، وتدربنا على مختلف أنواع الأسلحة الخفيفة والمتوسطة إلى جانب التدريبات البدنية وتدريبات خاصة باقتحام الأبنية وإبطال الألغام والعبوات الناسفة وحرب الشوارع والمدن، وسنلتحق قريبا بدورة خاصة بحرب المدن، يبلغ قوام القوة 600 مقاتل، التحق نحو 285 مقاتلًا منهم بجبهات القتال فيما ينتظر الباقون الانتهاء من معاملاتهم في وزارة البيشمركة ليلتحقوا بأقرانهم قريبا، وزارة البيشمركة هي التي تزودنا بالرواتب والأسلحة والأعتدة كأي فوج من الأفواج التابعة لها»، ودعا ججو وزارة البيشمركة إلى منحهم فرصة ثانية لتشكيل لواء خاص من المسيحيين لحماية المناطق المسيحية في سهل نينوي، مشيرًا إلى أن تلك المناطق واسعة وتحتاج إلى عدد كبير من المقاتلين. وتابع قائد قوة سهل نينوي: «مهام قواتنا تتمثل في المساهمة إلى جانب قوات البيشمركة في معارك تحرير سهل نينوي، بالإضافة إلى مسك الأرض وحفظ الأمن والاستقرار في المناطق المحررة».                                                     
ويسيطر تنظيم داعش على عدة مناطق من سهل نينوي، منها القرى والبلدات والأقضية ذات الغالبية المسيحية كقرية باطنايا وقضاء تلكيف وناحية برطلة وقرية كرمليس وقضاء قرقوش.                                    وعما إذا خاضت قوة سهل نينوي معارك فعلية ضد التنظيم في جبهات القتال حتى الآن، بين قائد القوة بالقول: «خاضت قواتنا منذ نشرها في جبهات القتال حتى الآن عدة معارك إلى جانب قوات البيشمركة ضد (داعش)، كانت أبرزها مشاركة قوات البيشمركة في صد هجوم للتنظيم على جبهة تلسقف في نهاية ديسمبر (كانون الأول) الماضي».                                                         
وأضاف ججو بالقول: «تلسقف قريبة جدًّا من المناطق التي يسيطر عليها مسلحو (داعش)، الأمر الذي جعلها في مرمى قذائف التنظيم، وحال هذا دون عودة سكانها حتى الآن فهي منطقة تماس مع التنظيم وتتعرض يوميا لقصف "داعش"».            
نور، شاب مسيحي اضطر إلى ترك الدراسة بعد نزوح عائلته من قضاء قرقوش، واختار هذا الشاب الالتحاق بقوة سهل نينوي للمشاركة في تحرير منطقته، نور رافق «الشرق الأوسط» في جولتها داخل بلدة تلسقف، وتحدث عن الأوضاع في هذه البلدة والمعارك ضد «داعش»، وأضاف بالقول: «تنظيم داعش يقصف هذه البلدة يوميا بالعشرات من قذائف الهاون وصواريخ الكاتيوشا وبالمدفعية الثقيلة، ويشن قصفه من مناطق تلكيف وباطنايا والمناطق الأخرى الخاضعة له، وغالبية الصواريخ التي يستخدمها في القصف هي صواريخ مصنوعة محليًّا، التنظيم لا يجرؤ على مواجهة قوات البيشمركة بشكل مباشر؛ لذا يتوجه إلى قصف هذه المناطق»، مبينًا أن تلسقف لا تحتاج إلى جهود كبيرة لإعادة إعمارها، وهي جاهزة لعودة السكان إليها بمجرد زوال خطر التنظيم عنها.
بدوره قال العريف ستيفن نوروز صليوه، أحد مقاتلي قوات سهل نينوي: «معنوياتنا عالية جدًّا، ونحن مستعدون للمشاركة مع قوات البيشمركة في تحرير مناطقنا من (داعش)، والعودة إليها بعد أن اضطررنا إلى تركها إثر هجوم داعش عليها»، وطالب صليوه التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية إلى تقديم الأسلحة الثقيلة والمتطورة والأعتدة والمستلزمات العسكرية الضرورية لقوات البيشمركة للقضاء على (داعش) وتحرير ما تبقى من المناطق.
بحسب مصادر البيشمركة زرع تنظيم داعش قبل فراره من تلسقف مئات العبوات الناسفة وفخخ إلى جانب الشوارع والطرق عشرات المنازل والأبنية فيها، لكن كتيبة الهندسة العسكرية التابعة للبيشمركة تمكنت من تطهير هذه الطرق والأبنية، بينما تواصل قوات البيشمركة حماية منازل المواطنين ومحلاتهم التجارية وممتلكاتهم،؛ حيث لا يكاد يخلو شارع أو حي من البلدة وسوقها من وجود مجموعة من مقاتلي البيشمركة الذي أخذوا على عاتقهم حمايتها من أي اعتداء ورصد أي حركة تحاول إلحاق الضرر بالبلدة لحين عودة سكانها إليها.

شارك