الكونجرس يدرس إقامة منطقة آمنه لأقليات العراق وبابا الفاتيكان يلتقي العبادي

الخميس 11/فبراير/2016 - 11:38 ص
طباعة الكونجرس يدرس إقامة
 
تم الإعلان أن الكونجرس الأمريكي يدرس موضوع إقامة منطقة حكم ذاتي في العراق لحماية المسيحيين واليزيديين من اضطهاد الدولة الإسلامية (داعش)، وانتقد وزارة الخارجية الأمريكية لعدم مشاركتها بالمناقشات الجارية.
حيث قال فرانك وولف عضو الكونجرس عن فيرجينيا: "أعتقد أن هناك مناقشات، وسيكون هناك قرار يُقدم إلى الكونجرس لإقامة منطقة محمية في السهول؛ حيث سيتم حماية المسيحيين واليزيديين وغيرهما من الأقليات المضطهدة".
وأشارت نينا شيّا، مديرة معهد هدسون للحرية الدينية، بأنه لعدم كون وزارة الخارجية جزءاً من المناقشة الجادة في الكونجرس فإن احتمالات إقامة منطقة آمنة للمسيحيين واليزيديين المضطهدين في العراق ليست جيدة.
وسألت وكالة أخبار CNS شيّا حول احتمال إنشاء منطقة حكم ذاتي للمسيحيين واليزيديين في منطقة الشرق الأوسط؟ أجابت شيّا بأن ذلك لن يكون جزءاً من مناقشة جادة؛ لأن صوتهم ليس موجوداً.
للأسف لم يتواجد بعض من المسئولين عن الحرية الدينية من وزارة الخارجية، كالسفير ديفيد سابرستيان أو مستشار الأقليات، أثناء تلك المناقشات؛ ولذلك سيكون الوضع قاتم جداً بالنسبة لهذه الأقليات.
وأضافت شيّا: "لا يمتلك المسيحيون العراقيون النازحون الذين يعيشون حالياً في إقليم كردستان إلا أملاً ضئيلاً جداً للعودة إلى ديارهم، فقد تم هدم منازلهم ولا يوجد لدى معظمهم الرغبة بالعودة، كما أنه ليس لديهم موقف قانوني ولا تقبلهم أية دولة غربية؛ لأنهم ليسوا لاجئين قانونيين. ولا تُعّد الأقليات الدينية التي ما تزال تعيش ضمن الحدود العراقية من اللاجئين بموجب القانون الدولي الذي يُعرّف اللاجئ على أنه شخص ما يخاف الاضطهاد ويعيش خارج حدود وطنه".
وأكدت شيّا: "إنها لوصمة عار أن تقوم الأمم المتحدة بإدارة مخيمات اللاجئين التي نُمولها؛ إذ إن لنا نفوذ واسع عليها، فنحن الممول الأكبر. ولا يجرؤ المسيحيون واليزيديون على دخول هذه المخيمات؛ لأنها خطرة جداً بالنسبة لهم. والشيء نفسه ينطبق على أية منطقة آمنة تمت إقامتها. وأكدت شيّا، يجب فصل هذه الأقليات عن بقية اللاجئين وحمايتها".
وخلصت شيّا بالقول: "هناك الآن محادثات تجري في جنيف حول مصير سوريا، ولكن ليس هناك صوت للمسيحيين أواليزيديين أو الأقليات الأخرى في هذه المحادثات".
وسهول نينوي هي منطقة في شمال العراق تبعد 30 ميلًا إلى الشمال من الموصل. وفي يوم 11 من شهر مايو الماضي وافق البرلمان الأوربي على قرار غير ملزم لاستحداث ملاذ آمن من عنف الدولة الإسلامية للأقليات الدينية في المنطقة.
وأوضحت الأمم المتحدة في تقريرها المنشور يوم 16 يناير الماضي استمرار الدولة الإسلامية على اضطهاد الأقليات الدينية والمجاميع العرقية.
وجاء في التقرير: "ما تزال الدولة الإسلامية مستمرة في استهداف طوائف الأقليات الدينية والعرقية المختلفة، وتضطهد هذه الجماعات بشكل مُبرمج، وتُعرضهم لمختلف التجاوزات والانتهاكات، إذ تُجسد هذه الأعمال الأهداف السياسية الواضحة للدولة الإسلامية المُستندة على القمع والاضطهاد بصورة دائمة؛ مما يُسبب إلى طرد أو تدمير بعض المجتمعات".
وأشارت شيّا إلى أن الرئيس باراك أوباما كان متحفظاً في تسمية هذه الانتهاكات على أنها إبادة جماعية.
وأشارت شيّا أيضاً إلى أنه منذ بدء الصراع السوري تم قبول وإدخال 53 مسيحيًّا ويزيديّ واحد كلاجئين إلى الولايات المتحدة. ومع ذلك، ففي السنة المالية 2016 التي بدأت في شهر أكتوبر الماضي تم قبول 6 أشخاص فقط من المسيحيين واليزيديين كلاجئين من سوريا.
أضافت شيّا، هذا هو الوقت الذي وعدت فيه الإدارة الأمريكية قبول 10 آلاف لاجئ سوري، لكن العدد 6 من المسيحيين يُمثل أقل من 1% من اللاجئين المسيحيين السوريين الذين تم قبولهم في الربع الأول من العام. وهذه النسبة (أقل من 1%) من المسيحيين تُطابق 10% من سكان سوريا قبل الحرب.
وتابعت شيّا: "لأكثر من عام تمهل أوباما في تعيين مسئول في وزارة الخارجية ليهتم بمحنة الأقليات الدينية في الشرق الأوسط، وأخيراً عيّن مستشاراً وليس مبعوثاً خاصاً على الرغم من التشريعات التي يُقرها الكونكرس وتُجيز هذا المنصب. في المقابل، تم تعيين مبعوث خاص في الخارج لمثليي الجنس وثنائيي الجنس وحقوق المتحولين جنسياً. وتم ذلك التعيين في غضون شهر من طرح مشروع القانون في الكونجرس".
وفي سياق متصل استقبل البابا فرنسيس في قاعة بولس السادس بالفاتيكان، رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي.
وقال الكرسي الرسولي في بيانه: إن "المحادثات الودية" التي دارت خلال اللقاء "أشير فيها إلى الوضع الجيد للعلاقات الثنائية"، بين العراق والفاتيكان، فضلاً عن "حياة الكنيسة في البلاد، وأوضاع المسيحيين والأقليات العرقية والدينية التي تعيش في العراق"، مع "إشارة خاصة إلى أهمية وجود هؤلاء والحاجة إلى حماية حقوقهم".
وتضمّن اللقاء "إشارة إلى دور الحوار بين الأديان، ومسئولية الطوائف الدينية في تعزيز التسامح والسلام". وفي هذا السياق "تم التركيز على أهمية عملية المصالحة الجارية بين المكونات الاجتماعية المختلفة في البلاد"، وكذلك "على الوضع الإنساني على المستويين الوطني والإقليمي".
من جانبه، أكد رئيس مجلس الوزراء خلال اللقاء "أن العراقيين من جميع مكوناتهم يقفون موحدين للدفاع عن بلدهم ضد الإرهاب الذي لا يمثل الإسلام ويستهدف جميع الأديان والطوائف، بما فيها المسلمون والمسيحيون"، مضيفاً أن "الإخوة المسيحيين في العراق هم محط اعتزازنا ومحبتنا ونحن حريصون على رعايتهم وحمايتهم وتأمين حريتهم في ممارسة طقوسهم الدينية".
وفي لقائه مع الكاردينال بيترو بارولين، أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان، قال: "إن العراقيين يحققون انتصارات كبيرة ضد داعش وقد حررنا مساحات واسعة من أرضنا ومدننا، ونتجه لتحرير مدينة الموصل التي تملك تاريخاً عريقاً وتمثل منطقة تعايش لجميع أديان وقوميات ومكونات الشعب العراقي، وبالأخص المسيحيين الذين سكنوا هذه المدينة منذ القدم، وتعرضوا مع بقية المكونات إلى الاضطهاد والتهجير من قبل داعش"، بحسب البيان العراقي.

شارك