هل تمتلك "داعش" القدرة على تصنيع قنبلة كيماوية؟

السبت 13/فبراير/2016 - 09:22 م
طباعة هل تمتلك داعش القدرة
 
طرحت التطورات الميدانية الأخيرة في سورية العديد من الأسئلة حول قدرة تنظيم "داعش" الذي يسيطر على مساحات واسعة من الأراضي السورية والعراقية على تصنيع أسلحة كيماوية واستخدامها في ساحات المعارك، حيث صرح مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA) جون برينان، أن تنظيم داعش استخدم فعلياً أسلحة كيميائية، فضلاً عن قدرة التنظيم الإرهابي على إنتاج كميات من مادة الكلورين وغاز الخردل.
وقد قالت موسكو في وقت سابق إن لديها معلومات مؤكدة عن استخدام "داعش" أسلحة كيماوية، ضد معارضيها في بعض المناطق المختلفة التي تسيطر عليها في سورية، لكن قللت وقتها العديد من الهيئات والمُنظمات الدولية من المعلومات الروسية، وزعمت وقتها إنها تبرر المجازر التي تقوم بها القوات التابعة للرئيس السوري بشار الأسد.
هل تمتلك داعش القدرة
حديث رئيس الاستخبارات الأميركية جاء بالتزامن مع دق طبول الحرب البرية من قبل أكبر داعمين للقوى المُسلحة في سورية (تركيا والسعودية)، الامر الذي طرح العديد من التساؤلات حول مدى احتمالية عرقلة قوة "داعش" الجديدة المتمثلة في الأسلحة الكيماوية الخطوة (التركية – السعودية).
ما زاد من احتمالية مساعي تنظيم "داعش" الحصول على قنبلة نووية، هو ما أعلنه الشهر الماضي في مقالة نشرت في مجلة دابق أن بمقدوره شراء سلاح نووي من باكستان في غضون عام، متوعدا بتنفيذ عملية كبرى تتضاءل أمامها أي عمليات سابقة.
برينان، قال إن بلاده لديها عدد من الإشارات التي تدل على أن التنظيم استخدم ذخائر كيميائية في ميدان القتال، موضحًا أن التنظيم قادر على صنع كميات صغيرة من الكلورين وغاز الخردل، كما أن هناك معلومات تفيد بأن التنظيم في متناول يده مواد وذخائر كيميائية يمكنه استخدامها.
هل تمتلك داعش القدرة
كان وزير العلوم والتكنولوجيا العراقي فارس ججو، استبعد في وقت سابق، أن يتمكن تنظيم "داعش" من صنع قنبلة من المواد المشعة التي حصل عليها من المناطق الخاضعة لسيطرته في سوريا والعراق، ونقلت بعض وسائل الإعلام عن ججو تأكيده أن داعش لا تتوفر لديه البنية التحتية لصنع مثل هذه القنبلة، وأن هذا التنظيم "لا يمتلك التقنية الكافية لصنع قنبلة، من المواد المشعة، التي سيطر عليها، لأن مثل هذه القنبلة تحتاج الى تكنولوجيا عالية وبنية تحتية غير موجودة في العراق وسوريا".
 وأكد الوزير العراقي أن تنظيم داعش سيطر على مواد مخبرية من مستشفيات ومختبرات، لكنه قال إنها ليست بالخطورة لصنع قنبلة كيماوية، مشددا في القوت نفسه على أن "داعش لن يتوانى عن استخدام أي سلاح كيماوي، إذا ما حصل عليه".
وحذرت وزيرة الخارجية الأسترالية جولي بيشوب في وقت سابق أيضاً من احتمال قيام تنظيم "داعش" بصنع ما وصفته بقنبلة كبيرة قذرة، مشيرة إلى أنه يقوم بجمع المواد المشعة من المستشفيات والمؤسسات البحثية في المدن العراقية والسورية.
هل تمتلك داعش القدرة
وقالت بيشوب إن استخدام داعش الكلورين، وتجنيده خبراء فنيين مدربين تدريبًا عاليًا، بما في ذلك من الغرب، كشفا عن جهود أكثر جدية لتطوير أسلحة كيميائية، ورجّحت أن تكون بين عشرات آلاف المجندين في صفوف داعش خبرات فنية ضرورية لتطوير عناصر أولية وبناء أسلحة كيميائية".
وفي يناير الماضي، قالت وزارة الخارجية الروسية، إن هناك احتمالا كبيرا بأن تنظيم "داعش" قد استخدم أسلحة كيماوية في سوريا، ونقلت وكالة أنباء "ريا" عن مدير دائرة ضبط ومراقبة الأسلحة في وزارة الخارجية الروسية، ميخائيل أوليانوف، دعوته للبدء بتحقيق في أدلة تشير إلى أن مكونات السارين تم تهريبها إلى سوريا عبر تركيا، وأوضح أوليانوف أن الأدلة مقدمة من قبل برلماني تركي، وفق ما ذكرت وكالة "رويترز".
هل تمتلك داعش القدرة
وفي كل الأحوال يمكن القول إن تنظيم "داعش" ليس بمقدوره تنظيم أسلحة كيماوية، كونه لا يمتلك الخبرة او مقومات تصنيعها، لكنه من الممكن ان يكون قد وضع يده على مخازن لتلك الأسلحة كانت تابعة للنظام السوري أو العراقي، وينتظر استخدامها كورقة أخيرة ضد معارضيه، أما ما ورد في مجلة "دابق" بأن التنظيم يسعى للحصول على أسلحة كيماوية ونووية من "باكستان" فهو امر غير منطقي أن يحدث من قبل الحكومة الباكستانية كونها تدرك خطورة أن تقع أسلحة فتاكة مثل هذه الأسلحة في يد جماعات أو عناصر مسلحة إرهابية.

شارك