إصرار "الحشد" على المشاركة في معركة "الموصل" تُعزز اندلاع حرب طائفية

السبت 13/فبراير/2016 - 11:22 م
طباعة إصرار الحشد على المشاركة
 
بدا أن قوات "الحشد الشعبي" الشيعية، باتت تمثل حملاً ثقيلاً على العراق، كونها تدافع بقوة عن وجودها في المعارك التي يخوضها الجيش العراقي لتطهير البلاد من تنظيم "داعش" حتى ولو رأى المراقبون إبعادهم عن المناطق التي ينتوي الجيش العراقي تحريرها ويقطنها أغلبية سنية تفادياً لنشوب حرب طائفية فيها.
ويمكن تبرير رغبة قوات "الحشد" في كونها تسعى لعدم الخروج من مشهد تحرير المدن العراقية من يد تنظيم "داعش" كورقة ضغط على الجميع أنها لن تنسحب بسهولة من المشهد حتى في المدن السنية العراقية، وقد وقعت تجاوزات عديدة من قوات "الحشد الشعبي" في المدن العراقية السنية، الأمر الذي أدانته العديد من الهيئات الدولية، مما دفع إلى اندلاع اشتباكات بينهم وبين الفصائل السنية.
وقوات "الحشد الشعبي" مدعومة بقوة من الجمهورية الإسلامية الإيرانية، التي بسطت يدها على كثير من الأمور العراقية، وأصبحت العراق فعلياً تابعة لإيران، وهو الأمر الذي زاد بلا شك من النفوذ الإيراني في المنطقة، رغم أن الوجود الإيراني في العراق يلقى اعتراضات العديد من الجهات.
   
إصرار الحشد على المشاركة
"ائتلاف دولة القانون"، حذر الحكومة العراقية من الرضوخ لضغوط داخلية وخارجية هدفها تحجيم "الحشد الشعبي" لإبعاده من صفوف القوى التي تحارب "داعش"، فيما جدد ائتلاف "متحدون للإصلاح" بزعامة نائب رئيس الجمهورية السابق أسامة النجيفي رفضه مشاركة الفصائل الشيعية في معركة تحرير الموصل للحيلولة دون حرب طائفية.
رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، أكد في تصريحات له في "ميونيخ" أن القوات العراقية استعادت نصف الأراضي التي يسيطر عليها "داعش"، وتعهّد أن يكون العام الحالي عام التنظيم الأخير في العراق، فيما أكدت النائب عن "ائتلاف دولة القانون" الذي ينتمي إليه العبادي، عالية نصيف وجود ضغوط داخلية وخارجية لمنع قوات الحشد الشعبي من المشاركة في عمليات التحرير التي تخوضها قوات الأمن ضد داعش، لا سيما في الموصل.

إصرار الحشد على المشاركة
وأشارت إلى أن هذه الضغوط تسعى إلى تنفيذ أجندات خارجية وإقليمية، تريد فرض رؤيتها من خلال ترويج أن فصائل الحشد الشعبي قوات شيعية، لا يمكن إشراكها في معادلة القوى التي تحارب داعش في المناطق السنّية، على رغم ترحيب العشائر في محافظة الأنبار وصلاح الدين بمشاركتها.
كان الأمين العام لمنظمة "بدر" هادي العامري، أعلن أن قوات "الحشد الشعبي" ستشترك في تحرير الموصل رغم أنف المعترضين، ولن ينحصر دورها في نطاق جغرافي معين، وشدد على عدم قدرة أي جهة عربية أو أجنبية على منع عناصر الحشد من دخول الموصل، وأكد الناطق باسم "هيئة الحشد" كريم النوري أن أميركا أعلنت معارضتها مشاركات قوات "الحشد الشعبي" في معركة الموصل المقرر انطلاقها قريباً".
إلى ذلك، توقّع النجيفي بدء عمليات تحرير الموصل في النصف الأول من هذه السنة، ونقلت وكالة "الأناضول" التركية عنه قوله: "لا نستطيع أن نحدد توقيتها (العمليات)، لأن ذلك يعتمد على عوامل، واتفاق القوى المشاركة على الخطة والتوقيت وحجم المشاركة".
وأوضح أن الجهات المرشحة للمشاركة في عملية التحرير هي التحالف الدولي، والبيشمركة، والحشد الوطني، والجيش العراقي، وقوات مكافحة الإرهاب وهناك بعض الأطراف تريد إشراك الحشد الشعبي، وشدد على أن اتئلافه "يرفض تماماً مشاركة الحشد لأن ذلك سيزيد عمق المشكلة، ويعقّد المعركة وسيستغل داعش الأمر كي يحشد لحرب طائفية".

إصرار الحشد على المشاركة
ودعا إلى مشاركة كل قوات التحالف الدولي، بما فيها القوات التركية في عمليات التحرير لأن هناك تأثيراً إيرانياً - روسياً في القرار العراقي، وضغوطاً لإبعاد أنقرة عن دورها الطبيعي في الحرب على الإرهاب.
في سياق آخر، نفت هيئة الحشد الشعبي، أمس، الأنباء المتداولة بشأن إقالة نائب رئيس الهيئة أبومهدي المهندس، والمعاون الإداري فيها حميد الشطري من منصبيهما.
وقال المتحدث باسم الهيئة النائب أحمد الأسدي، إنه "لا صحة للأنباء التي تتحدث عن الإقالة"، مضيفا، أن "المهندس والشطري مازالا مستمرين في العمل".
جدير بالذكر، أن المهندس مطلوب في الكويت، بتهمة التورط في تفجيرات ضربت البلاد في ثمانينيات القرن المنصرم.

شارك