بعد تفكيك موسكو خلية إرهابية.. أنقرة تعود لمرمى الانتقاد الروسي

الإثنين 15/فبراير/2016 - 09:25 م
طباعة بعد تفكيك موسكو خلية
 
ما زالت تداعيات إسقاط تركيا مقاتلة "سوخاي" الروسية بعد زعم أنقرة أنها اخترقت مجالها الجوي، حيث استمر التلاسن بين الطرفين، فقد قالت السلطات الروسية إنها ألقت القبض على مجموعة من 7 أشخاص ينتمون إلى تنظيم داعش، اليوم الاثنين، كانوا يُخططون لشن هجمات في موسكو وسان بطرسبرغ، بحسب ما أفادت وكالة إنترفاكس نقلا عن جهاز الأمن الروسي.
وبعد الأزمة بين البلدين التي شهدت قطع روسيا علاقتها الدبلوماسية مع أنقرة، فضلاً عن وقف استيراد الخضروات والفاكهة منها، استمر التراشق بين البلدين، حيث تمسكت روسيا بإشراك الأكراد في عمليات التفاوض في حين رفضت تركيا الأمر، كما كثفت روسيا ضرباتها على الحدود التركية في خطوات استفزازية، كما نشرت منظومة صواريخ "S400" في سورية وحذرت من أي اقتراب من مقاتلاتها في الأجواء السورية.
جهاز الأمن الفيدرالي الروسي، ذكر أنه أوقف أعضاء الخلية المرتبطة بـ"داعش" في مدينة يكاتيرنبورغ، وكان قائدهم وصل إلى روسيا قادما من تركيا، وقال إن القوات عثرت على مختبر لصنع المتفجرات وأسلحة متنوعة بحوزة المجموعة.

بعد تفكيك موسكو خلية
وبدا لافتاً أن قوى عظمى (أمريكا وانجلترا أكثر الدول المتهمة) تسعى لإشغال الروس عن الملفات الخاراجية وخاصة الروسية، عبر الدفع بالجماعات الإرهابية إلى دول القوقاز لضرب روسيا في خاصرتها الجنوبية، ولذلك تتمسك روسيا بالذهاب إليهم في سورية، وإعطاء الجيش السوري الوطني القوة اللازمة لبسط نفوذه على الحدود مع تركيا أكبر الدول التي تسهل حركة العناصر الإرهابية في سورية.
وروسيا تتمسك بنظام الأسد، لضمان الوجود في المنطقة الدافئة في البحر المتوسط بعد أن أدركت موسكو أن أهم العوامل التي ساعدت على انهيار الاتحاد السوفيتي إبان الحرب الباردة مع الولايات المتحدة الأمريكية، هي أن الإمبراطورية السوفيتية رُغم امتلاكها أقوى الجيوش البرية في العالم، لكنها لم تؤسس قواعد بحرية أو جوية حول البحار والممرات المائية الدولية بالقدر الكافي أمام النفوذ البحري الأمريكي.

بعد تفكيك موسكو خلية
كما صعّدت المؤسسة العسكرية الروسية الحرب الكلامية على القيادة التركية واتهمت الرئيس رجب طيب أردوغان وأفراد أسرته بالضلوع في شكل مباشر في عمليات سرقة وتهريب النفط وتسليح الإرهاب في سورية، وقد سارع أردوغان إلى التنديد بالمزاعم الروسية، وقال في خطاب ألقاه في الدوحة وبثه التلفزيون التركي: "لا يحق لأحد نشر افتراءات عن تركيا بالقول إن تركيا تشتري النفط من داعش"، متوعداً "إذا استمرت هذه الاتهامات فسوف نتخذ بأنفسنا إجراءات".
ونشرت وزارة الدفاع الروسية، خلال مؤتمر صحافي نظمته، صوراً التقطت من الفضاء تظهر فيها طوابير طويلة من الشاحنات على معبر حدودي بين سورية وتركيا، وقالت إن طائرات استطلاع روسية التقطتها في الفترة بين (اغسطس) و(نوفمبر) الماضيين. وأضافت أن صوراً فضائية تُظهر 3 مسارات أساسية لتهريب داعش للنفط من سورية إلى تركيا، لافتة إلى أن ناقلات النفط تمر بالأراضي التركية من دون عوائق وتذهب إلى موانئ لنقل النفط عبر السفن إلى بلد ثالث لتكريره.

بعد تفكيك موسكو خلية
وأفادت وزارة الدفاع الروسية أن داعش يرسل معظم قوافله إلى تركيا ليلاً، مستخدماً 8500 شاحنة لتهريب 200 ألف برميل من النفط يومياً. واتهمت تركيا بأنها المستهلك الرئيسي للنفط المسروق، داعية أنقرة إلى فتح المناطق التي يشتبه بمرور النفط فيها أمام الصحافيين.
واتهم نائب وزير الدفاع الروسي اناتولي انطونوف الرئيس أردوغان وأسرته بـالضلوع مباشرة في تهريب النفط. وقال انطونوف: "يتبيّن أن المستهلك الرئيسي لهذا النفط المسروق من مالكيه الشرعيين سورية والعراق هو تركيا. وتفيد المعلومات التي تم الحصول عليها أن الطبقة الحاكمة السياسية، ومن ضمنها الرئيس أردوغان وأسرته، ضالعة في هذا التهريب غير الشرعي"
وفي إشارة إلى تصريحات الرئيس التركي حول استعداده للاستقالة من منصبه إذا قدمت روسيا اثباتات على اتهاماتها، قال الجنرال الروسي إن أردوغان لن يستقيل لأنه يكذب ويتدخل بوقاحة في بلد مجاور ويسرق نفطه وسعى إلى إسقاط رئيسه (بشار الأسد) لأنه اعترض على الدعم التركي للإرهاب.
وهي المرة الأولى التي تسمي فيها موسكو الرئيس التركي وأوساطه صراحة لاتهام أنقرة، لكن أردوغان وصف هذه الاتهامات بـ"الأكاذيب" ونفى في شدة التستر على تهريب تنظيم داعش للنفط الخام، المصدر الرئيسي لتمويل التنظيم المتطرف.

شارك