بعد فشل الوساطة الباكستانية.. الرياض تقبل بمقترحات سويسرية لحلحلت أزمتها مع طهران

الإثنين 15/فبراير/2016 - 11:35 م
طباعة بعد فشل الوساطة الباكستانية..
 
بعد نحو شهرين على قطع المملكة العربية السعودية العلاقات مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية على خلفية اقتحام متظاهرين إيرانيين السفارة السعودية في طهران، احتجاجاً على إعدام الرياض الداعية الشيعي نمر النمر، دخلت سويسرا على خط الأزمة.
وبدا أن سويسرا التي تُقيم علاقات قوية مع إيران تسعى لتقريب وجهات النظر بين البلدين، في حين لا تزال المملكة السعودية تُصر على القطيعة مع إيران، وتشترط على طهران عدم التدخل في شؤون المملكة أو المنطقة العربية.
وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، أكد موافقة بلاده على العرض السويسري بأن تلعب دوراً ترعى من خلاله مصالح السعودية في إيران بهدف تسهيل الإجراءات للحجاج والمعتمرين الإيرانيين، إلا أنه تحفظ عن قبول وساطة بين البلدين بعد قطع السعودية علاقاتها الدبلوماسية مع إيران، وقال الجبير: "إن سويسرا عرضت التعامل مع المصالح القنصلية للسعودية في إيران، والمملكة تقدر ذلك وتتقبله، إلا أنه ليست هناك حاجة إلى الوساطة في الخلاف مع إيران، في الوقت الحالي".
بعد فشل الوساطة الباكستانية..
كانت سويسرا أوضحت في وقت سابق، أن لديها تقليداً عريقاً يتعلق بحماية المصالح، وأن لديها نوايا حسنة في الأزمة اليمنية والسورية باستضافة المفاوضات، وأن يكون ذلك أمراً ممكناً لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية والأزمة الإنسانية فيها في الأيام المقبلة، وأنها تدعو كل الأطراف إلى الامتناع عن الأعمال الاستفزازية وتخفيف حدة التوتر والانتقال إلى الحوار، وكذلك حماية السكان المدنيين، وضمان كذلك وصول المساعدات الإنسانية للمدن والبلدات في المنطقة، في ظل الحرب.
العرض السويسري جاء بعد أيام من تصريحات أطلقها، وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، حيث قال إنه يعتقد بأن بلاده يمكنها العمل مع السعودية لإيجاد حل للأزمة السورية ولمحاربة المتطرفين الذين يشكلون خطرا على البلدين، مؤكدا أن هناك مصالح مشتركة بين البلدين في سوريا.
بعد فشل الوساطة الباكستانية..
وصرح ظريف في مؤتمر ميونيخ للأمن "نعتقد أنه لا يوجد أي شيء في منطقتنا يمنع إيران والسعودية من العمل معا لتحقيق مستقبل أفضل لنا جميعا". وأضاف أن "المتطرفين يشكلون تهديدا على أشقائنا في السعودية مثلما يمثلون تهديدا على باقي المنطقة. ونحن مرتبطون بمصير مشترك".
وأضاف أن "إيران والسعودية يمكن أن تجمعهما مصالح مشتركة في سوريا من بينها أن تكون سوريا مستقرة وغير إرهابية، ومتعددة الإثنيات والأديان. نستطيع جميعا الاتفاق على ذلك".
وانتقد ظريف السعودية لمحاولتها إقصاء إيران عن محادثات السلام. وقال "للأسف فقد اتبعت السعودية سياسة الإقصاء إلى درجة أنها حاولت إقصاء إيران من المحادثات. وكان الحدث كبيرًا عندما قرر صديقي (وزير الخارجية السعودي) عادل الجبير الحضور إلى فيينا في وجودي"، وأضاف "كان يجب ألا يكون ذلك حدثا كبيرا، فهو أمر طبيعي فقط".
بعد فشل الوساطة الباكستانية..
عرض الوساطة السويسري، ليس الاول من نوعه بل عرضت باكستان الوساطة بين البلدين حيث زار رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف السعودية منتصف يناير الماضي 2016 قبل التوجه إلى إيران، والتقى شريف بالعاهل السعودي الملك سلمان ومسؤولين سعوديين في محاولة لرأب الصدع المتفاقم بين السعودية وإيران عقب قيام المملكة بإعدام رجل الدين الشيعي نمر النمر.
وآثرت إسلام أباد موقفا حياديا في النزاع القائم بين البلدين، حيث إنها تعاني داخليا من توترات طائفية وتعمل على تعزيز روابطها الاقتصادية مع كلا البلدين. وجاء في بيان صدر في إسلام أباد أن شريف دعا لحل الخلاف "لما يصب في مصلحة الوحدة الإسلامية".
وتعتبر وساطة باكستان بين الرياض وطهران نهج جيد، ربما تريد من خلاله إسلام أباد كبح جماح التوترات الطائفية داخل باكستان. كما أن السعودية هي أهم مصدر للنفط والشريك الأوثق، لباكستان ناهيك عن الاستثمارات السعودية داخل باكستان.
وقال المتحدث باسم الخارجية الباكستانية قاضي خليل الله إن "التصعيد الأخير بين المملكة السعودية وجمهورية إيران الإسلامية يقلق باكستان كثيرا"، مستخلصا أن تسوية الخلاف تصب في صالح الأمة الإسلامية.

شارك