الامن الروحي والفكري يحذر من تحويل الشباب الي ارهابين عبر الانترنت

الثلاثاء 16/فبراير/2016 - 03:02 م
طباعة الامن الروحي والفكري
 
في اطار هوجة المؤتمرات المستمرة حول حوار الاديان شهدت الدوحة اليوم 16 فبراير 2016   انطلاق مؤتمر الدوحة الثاني عشر لحوار الأديان، تحت عنوان "الأمن الروحي والفكري في ضوء التعاليم الدينية"، ومشاركة نحو خمسمائة شخصية عربية ودولية، من رجال دين ومتخصصين وتربويين وإعلاميين.
وفي كلمته خلال حفل الافتتاح، قال الكاردينال جان لويس توران، رئيس المجلس الحبري للحوار بين الأديان، بالفاتيكان  "إن وقتنا الحاضر ينطبع فيه الإحساس بعدم الشعور بالأمان، على المستويات السياسية، الاجتماعية، الاقتصادية، وغيرها. حتى أننا نشعر به أثناء تنقلاتنا، وحتى داخل بيوتنا ومدننا. كما نخاف على مستقبل أولادنا، في طريقة اندماجهم وسط العالم، كما وفي حمايتهم من المخدرات، عدم الأخلاق، التطرف والعنف"، مشيراً في هذا السياق إلى أهمية اختيار المواضيع المتعلقة بإطار السلامة الروحية والفكرية.
تابع المسؤول الفاتيكاني: "ضمن هذا الإطار العريض، هنالك الحاجة إلى النظر في المواضيع الفرعية التي تعمل على تحليل الواقع لانعدام الأمن، وكما وعملية اقتراح الحلول، مع التأكيد على أهمية دور العائلات، والقادة الدينيين، والساسة وغيرهم في خلق عالم أكثر أمناً"، مؤكداً أن الأمر الأساسي يكمن في التعليم، "فالتربويين لديهم مسؤولية عظيمة"، كما أن للساسة دور يكمن في التشريعات التي تؤثر على العديد من حياة الناس".
وأضاف الكاردينال توران: "كما ويلعب الإعلام ووسائل التواصل دوراً محورياً في حياة الأشخاص، سيما من فئة الشباب، فمن خلالهما يمكن أن تحولوا بسهولة إلى إرهابيين من خلال المواقع الإلكترونية والاجتماعية"، مشدداً على أهمية "أن تكون المناهج التربوية منتقاة بعناية فائقة، وتخدم الأهداف الموضوعة لتحقيقها، كما وتحترم جميع الاختلافات الإثنية والدينية واللغوية والثقافية". وخلص إلى القول: "ينبغي التأكد من أن الأساليب والادوات المستخدمة في عملية تعليم الشباب جميعها مستوحاة من الحكمة والاعتدال واحترام الآخر".
وسيتطرق المؤتمر إلى دور الدين كوحدة إنسانية مشتركة للأمن الروحي والفكري، وأساليب زعزعة الأمن الفكري والأخلاقي ووسائله، والأسباب التي تجعل الإنسان يرفض السلم والوئام، بالإضافة إلى أسباب اكتساب الأشخاص العدوانية الموجهة دينياً أو ثقافياً تجاه الآخر، ودور الإعلام السلبي ووسائل التواصل الاجتماعي، وتأثير بعض رجال الدين المتشددين والقيادات السياسية على الشباب.
كما يناقش المؤتمر كذلك سبل تحصين الشباب من العنف الفكري والأخلاقي والتضليل الثقافي، ودور الأسرة والمناهج التعليمية المقدمة في المدارس والجامعات في إنشاء جيل مسالم فكرياً. وفي ختامه، سيبحث المؤتمر في وضع استراتيجيات حول حماية الأمن الروحي والفكري، من خلال تضافر جميع المؤسسات في إرساء القيم الأخلاقية في نفوس الشباب، وقراءة في استشراف المستقبل.
وهذا نص كلمة الكاردينال توران في مؤتمر الدوحة: التعليم هو المفتاح
بعد تقديم للشكر لله القدير الذي جاء بنا جميعاً إلى الدوحة بسلام وأمان، أقدم شكري الخاص وشكر المونسينيور خالد عكشة إلى منظمي هذا المؤتمر خاصة البروفيسور ابراهيم النعيمي والبروفيسورة عائشة المناعي. ويسعدني أن أقدم لكم تحيات البابا فرنسيس وأمنياته الطيبة، فهو يصلي من أجلكم جميعاً ومن أجل نجاح هذا اللقاء. كما يطلب منكم أن تذكروه في صلواتكم.
نحن جميعاً مدركون الحقيقية بأن وقتنا يشتمل، ضمن أشياء الأخرى، على مشاعر عدم الآمان في العديد من الأمور منها السياسية والاجتماعية والاقتصادية وغيرها. لا نشعر بالأمان عندما نسافر، ولكن الأمر لا يتوقف هنا، لاننا كذلك لا نشعر بالأمان في بيتنا وفي مدننا أيضاً. فأولئك الذين يمارسون وظائف ما يشعرون بالخوف من فقدانها، كما أن أولئك العاطلين عن العمل يشعرون بالمعاناة لعدم تمكنهم من الحصول على عمل شريف يضمن لهم العيش بكرامة. كما أننا نشعر بالخوف على مستقبل أبنائنا، ليس فقط لاندماجهم في عالم الأعمال، ولكن أيضاً لحمايتهم من جميع أشكال الانحراف التي تتمثل في المخدرات، والانحراف الأخلاقي، والتطرف، والعنف وغيرها.
وفي هذا الاطار فان اختيار عنوان لقائنا يتمثل " بالامن الروحي والفكري" هو عنوان مناسب.
فإضافة إلى العنوان الرئيسي، هنالك أيضاً عناوين فرعية تحلل حالة عدم وجود الأمن وتقترح حلولاً مشيرة إلى دور العائلات والزعماء الدينيين والسياسيين وغيرهم في تأمين عالم آمن. وفي هذا السياق، أؤكد أنكم سوف تتفقون  بأن التعليم أو التربية هو المفتاح. فعلى المعلمين الذين يمارسون رسالتهم في كل مكان، سواء في المنزل أو في المدرسة أو في أماكن العبادة، مسؤولية أكبر. فلدى السياسيين، المسؤولين عن النظام العام والمصلحة العامة من خلال تشريع القوانين العادلة، دور كبير يقع على عاتقهم. كما تلعب وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي أيضاً دوراً بارزاً في حياة الشعوب خاصة الشباب. وكما نعلم جميعاً هنالك كثر من الذين يتم تجنيدهم ليصيروا إرهابيين من خلال الشبكة العنكبوتية وشبكات التواصل الاجتماعي، وبخاصة من فئة الشباب.
وعودةً إلى موضوع تعليم الشبان، خاصة في ما يتعلق بالمناهج التي تتناول الدين والتاريخ، هنالك وعي متزايد في ضرورة منح اهتمام أكبر نحو المحتوى والرسالة التي تقدمها إلى الشبان كونهم غاية التغيرات القانونية التي تشمل النواحي العرقية والدينية واللغوية والثقافية وغيرها. وفي هذا الاطار أود أن أقدم تقديري لمبادرة صاحب الجلالة الملك محمد السادس الرامية إلى تحديث المناهج الدينية في بلده من أجل التحقق من أن الطرق والأساليب المتبعة في تعليم الشباب يتم استقاؤها من حكمة الآخرين واعتدالهم واحترامهم.
وهنالك فكرة موجزة أود ذكرها قبل إنهاء كلمتي. يجب أن يكون حوارنا كمؤمنين، إضافة إلى كل مسعى نقوم به بالتأكيد، نابعاً من المحبة والحقيقة أو من الحقيقة مع المحبة لأن الله هو المحبة والحقيقة. دعونا ندعو الله القدير لأن يقود خطواتنا في هذا المؤتمر وفي حياتنا بصورة عامة لنبقى دائماً شهوداً على محبته ورحمته نحو البشر ونحو كل الخليقة.

شارك