رغم الضربات المستمرة.. "التحالف الدولي" يفشل في وأد مخاطر "داعش"

الأربعاء 17/فبراير/2016 - 02:16 م
طباعة رغم الضربات المستمرة..
 
يواصل التحالف الدولي بقيادة أمريكا، محاربة التنظيم الإرهابي "داعش" في العراق وسوريا؛ حيث يقوم باستهداف المواقع التي يختبئ فيها عناصر التنظيم؛ حيث نفذت مقاتلات التحالف الدولي أول أمس 30 ضربة جوية ضد تنظيم داعش في كل من سوريا والعراق.
رغم الضربات المستمرة..
وقالت قوة المهام المشتركة، أمس الثلاثاء 16 فبراير: "إن الولايات المتحدة وحلفاءها شنوا 30 ضربة جوية ضد تنظيم داعش في كل من سوريا والعراق".
وذكرت أن الضربات التي نفذت في العراق بلغت 20 ضربة، لمواقع قرب 8 مدن، منها القائم؛ حيث قصفت بتسع ضربات منشأة لوجستية ومقهيين للإنترنت ومقري قيادة وموقعًا إعلاميًّا شاملًا يستخدمه التنظيم.
وجاء في البيان أن التحالف نفذ 10 ضربات في سوريا قرب 4 مدن، من بينها 6 ضربات استهدفت نقاط تجميع أسلحة لـ"داعش" ومقار قيادة و3 منشآت لتخزين الأسلحة وثكنة، وقتل على إثرها 15 مدنيًّا على الأقل؛ حيث استهدفت واشنطن استهدفت بلدة الشدادي، أهم معاقل "داعش" في محافظة الحسكة شمال شرق سوريا.
وقال نشطاء سوريون: "قتل 15 مدنيا وأصيب 20 آخرون على الأقل بغارة جوية لطائرات التحالف الدولي استهدفت فرنا في الشدادي"، مشيرين إلى أن عدد القتلى مرشح للارتفاع.
وأوضح النشطاء أن القصف تزامن مع هجوم لقوات سوريا الديمقراطية، وعلى رأسها وحدات حماية الشعب الكردية المدعومة من التحالف الدولي، على مواقع الجهاديين في البلدة.
جدير بالذكر أن تنظيم "داعش" يسيطر على بلدة الشدادي منذ 2011، وكانت قوات سوريا الديمقراطية قد شنت بمساندة من قوات التحالف الدولي هجومًا على تنظيم "داعش" وعناصره في محافظة الحسكة أواخر شهر أكتوبر، وتمكنت من استرجاع قرابة 1400 كم من التنظيم الإرهابي، ولقي 4256 شخصًا، بينهم 332 مدنيًّا، منهم 90 طفلًا، مصرعهم منذ أن أعلنت الولايات المتحدة وتحالفها محاربة "داعش".
رغم الضربات المستمرة..
وعلى الرغم من استمرار التحالف الدولي في شن هجماته على مواقع التنظيم الإرهابي منذ ما يقارب عامين، إلا أنه حتى الآن لم ينجح في دك معاقل داعش بالكامل؛ ما أدى إلى تنامي التنظيم وتوغله في أنحاء الدول العربية والأوروبية.
ودشن التحالف الدولي في أعقاب سيطرة التنظيم علي مدن العراق وسوريا، وذلك لمواجهة التنظيم؛ ما أدى إلى تحفيز دول غربية وعربية على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية على تنسيق الجهود لمواجهة تحول الإرهاب إلى دولة. 
وضم التحالف حوالي 65 دولة أبرزها الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والسويد والدنمارك وإيطاليا وإسبانيا وهولاندا وبلجيكا والنرويج وكندا، فضلًا عن نيوزيلندا وأستراليا، كما ضم أيضًا 6 دول عربية هي السعودية والبحرين والإمارات وقطر والأردن والمغرب.
 وقد نفذ التحالف بحسب مصادر أمريكية أكثر من 8 آلاف غارة جوية على مواقع لتنظيم داعش في كل من العراق وسوريا خلال عام ونيف من بدء عملياته، واتخذ التحالف شكلًا مرنًا من التنظيم بحيث تم تعيين منسق عام له أمريكي الجنسية لينسق العمليات بين الجيوش؛ حيث حددت كل دولة شكل ودرجة انخراطها في هذا التحالف طوعيًّا، وبحسب مصالحها ومدى قدرتها على العطاء في كل مرحلة من مراحل الصراع مع داعش.
رغم الضربات المستمرة..
ووفق مراقبين فإن التحالف الدولي شهد منذ إطلاقه جدلًا كبيرًا حول أهدافه والإطار الزمني الذي يتوجب فيه تنفيذ هذه الأهداف؛ حيث جاءت الصياغات فضفاضة في مؤتمرات صحفية دولية لقادة الدول المشاركة فيه ودبلوماسييها لتعلن عن أن الهدف النهائي هو القضاء على داعش، وأن هذا الهدف قد يتطلب بضع سنوات لتحقيقه. 
من جهة ثانية، كان من ضمن الأهداف المعلنة للتحالف دك معاقل داعش وإضعافها عبر القصف الجوي مما يُسهم في استعادة المناطق التي سيطرت عليها سواء بالعراق أو سوريا، ورغم أهمية هذا الهدف إلا أن الموارد المتاحة لتحقيقه كانت غير متناسبة، فاستعادة المناطق التي سيطر عليها داعش يتطلب تحالفا قويا مع قوات برية لم يكن متوفرًا بشكل واضح منذ بداية التحالف غير أنه تبلور تدريجيا مع عدة شركاء كما سنبين لاحقًا، ومن بين الأهداف الواسعة التي صاحبت إطلاق التحالف كان القضاء على خطوط الإمداد البشرية والمالية لتنظيم داعش؛ خاصة من خلال وقف تدفق المتطوعين والمجندين في صفوفه من مختلف دول العالم ووقف تدفق التمويل الذي يقوم عليه التنظيم.
وعلى الرغم من الغارات المتتالية للتحالف فوق معاقل التنظيم، خاصة القصف الجوي، إلا أن التحالف لم ينجح حتى الآن في دك معاقل داعش بالكامل. 

شارك