بعد السيطرة على "أحور".. أهداف ومخطط توسع "القاعدة" في اليمن

السبت 20/فبراير/2016 - 05:53 م
طباعة بعد السيطرة على أحور..
 
سيطر مسلحو القاعدة فجر السبت على مديرية أحور في محافظة أبين جنوبي اليمن، لتكون ثالث مدينة يسيطر عليها التنظيم في أبين بعد مدينتي زنجبار وجعار، وتزيد من تعقيدات المشهد الميداني، مع توسع تنظيم القاعدة في اليمن في الوقت الذي يحارب فيه الجيش اليمني والمقاومة جماعة الحوثيين.

القاعدة في مدينة أحور:

القاعدة في مدينة
تمكنت القاعدة من السيطرة على مدينة أحور شرق محافظة أبين. وذكر شهود عيان أن عناصر القاعدة انتشروا فجر اليوم في مدينة أحور ونصبوا نقاط تفتيش رفعوا عليها أعلامهم، مضيفين أن الجماعة قامت بتدمير منازل قيادات وعناصر في المقاومة.
والمدينة الساحلية في محافظة أبين هي موطن لأكثر من 30 ألف شخص، وهي رابط جغرافي مهم بين ميناء المكلا إلى الشرق وبلدة زنجبار. وسيطرت القاعدة على المكلا وزنجبار قبل عدة أشهر.
وقال أحد السكان: "فجر اليوم اشتبك مسلحو تنظيم القاعدة مع قوات المقاومة الشعبية وقتلوا ثلاثة منهم. هاجموا الشيخ المسؤول عن المنطقة، وبعد هروبه نصبوا حواجز على الطرق ورفعوا علمهم الأسود على مباني الحكومة".
وتوسع تنظيم القاعدة في جزيرة العرب خلال الحرب الأهلية اليمنية التي استدعت تدخلًا عسكريًا من تحالف عربي خليجي منذ مارس الماضي.
وقال سكان في حي المنصورة بمدينة عدن، إن انفجارات عنيفة هزت المنطقة مساء أمس، فيما أطلق مسلحون صواريخ في محاولة فاشلة للسيطرة على ميناء حاويات.

لماذا أحور؟:

لماذا أحور؟:
لمديرية "أحور" أهمية استراتيجية، فهي إحدى مديريات محافظة أبين في اليمن. ويبلغ عدد سكانها 25246 نسمة عام 2004، وتقع مدينة أحور على بعد 175 كيلومترًا من عاصمة أبين "زنجبار"، على الطريق الساحلي الدولي الذي يربط بين محافظتي عدن وحضرموت وصولاً إلى دولة عُمان "شرقاً"، وعرفت بمقاومتها لتنظيم "القاعدة".
ولذلك يعد الموقع الجغرافي لـ"أحور"، على درجة كبيرة من الأهمية استراتيجيا لتنظيم القاعدة لتأمين سيطرتهم علي زنجبار، واعتبارها نقطة دفاع عن مدينتي" زنجبار" و"دعار" اللتين سيطرت عليهما القاعدة خلال الأسابيع الماضية، كما يعتبر التنظيم "أحور" نقطة انطلاق وتوسع في عدة اتجهات خاصة عدن العاصمة الاقتصادية للبلاد، والتي تعد مقر الحكومة والرئيس اليمني عبدربه منصور هادي.

استراتيجية التوسع:

استراتيجية التوسع:
تأتي سيطرة تنظيم "القاعدة" على مديرية "أحور" في إطار سياسة التنظيم التوسعية  بمحافظات حضرموت وأبين ولحج جنوب وشرق البلاد.
وتوسع تنظيم القاعدة في جزيرة العرب خلال الحرب الأهلية اليمنية التي أدت إلى تدخل تحالف عسكري بقيادة السعودية في مارس الماضي، كما يسيطر على ميناء المكلا الرئيسي في محافظة مجاورة.
ويعتبر محللون غربيون تنظيم القاعدة في جزيرة العرب أخطر ذراع للتنظيم العالمي المتشدد. وأعلن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب مسئوليته عن هجوم دام في يناير عام 2015 على صحيفة شارلي إيبدو الفرنسية الساخرة في باريس.
وحقق التنظيم تقدمًا في اليمن في الوقت الذي تشتبك فيه قوات التحالف بقيادة السعودية والتي تدعم الحكومة اليمنية مع مقاتلي الحوثي؛ حيث يستثمر مسلحوه تردي الأوضاع الأمنية المتردية.

المشهد الآن:

المشهد الآن:
بعد سيطرة تنظيم "القاعدة" على مدنية عزان بمحافظة شبوة الغنية بالنفط  والغاز ومدنية زنجبار التي أعلن في وقت سابق إمارة اسلامية بها، والسيطرة على مديرية "أحور"، يتأكد أن التنظيم يسير بخطى ثابتة نحو التوسع والانتشار، قاطعًا الطريق علي تنظيم "داعش"، وأيضا يؤكد على نفوذه وسيطرته على أراضٍ واسعة ومتقاربة ليؤسس إمارة إسلامية ممتدة تسهم في التوسع داخل اليمن، وقد تكون مركزًا لتهديد السعودية ودول الخليج.. فهل سيلتف العالم وقوات التحالف لدحر خطر تصاعد نفوذ القاعدة في اليمن؟

شارك