من الإنحراف إلى الإرهاب.. مقتل "شوشان" العقل المدبر لهجمات تونس

الأحد 21/فبراير/2016 - 02:53 م
طباعة من الإنحراف إلى الإرهاب..
 
الغارة الأمريكية التي شنتها أمريكا أول أمس الجمعة ضد معسكر تدريب تابع لداعش في مدينة صبراتة القريبة من الحدود التونسية، استهدفت الإرهابي نورالدين شوشان.

استهداف شوشان

استهداف شوشان
أكد متحدث باسم القيادة العسكرية الأمريكية أن شوشان قتل في الغارة الجوية التي نفذتها قوات الجيش الأمريكي ضد متشددين مرتبطين بتنظيم الدولة بليبيا.
وكانت ذكرت معلومات أن نور الدين شوشان كان العقل المدبر لأخطر عمليتين إرهابيتين شهدتهما تونس في السنة الماضية، والمتمثلة في الهجوم على متحف باردو ثم مدينة سوسة السياحية، ويمثل شوشان أحد العناصر الرئيسية في تقديم التعليمات لخلية سوسة.

من هو شوشان؟

هو نور الدين بن الطاهر بن بلقاسم شوشان، ولد عام 1980، في ولاية سيدي بوزيد التونسية، صاحب 36عامًا، وقد انضم إلى أنصار الشريعة سنة 2013.
كشفت الوثائق الأمنية الخاصة بشوشان بتورطه في عمليات نشل وسرقة وجرائم كثيرة مختلفة، حتى ظهور تنظيم أنصار الشريعة، الذي خرج قياديوه وأبرزهم القاعدي السابق أبوعياض من السجون بعد سقوط نظام بن علي، ترك شوشان المخدرات وانضم للتنظيم.
ارتبط شوشان بعلاقة غرامية، بسيدة متزوجة، ولكنها ناشطة باستقطاب أنصار الشريعة ونجحت في تجنيده في صفوف التنظيم، وتحويله إلى إرهابي في فترة زمنية قياسية، بعد أن وجد نفسه "يُنفذ كل ما تطلبه منه، ويورط في الهجوم على دورية أمنية في محافظة سيدي بوزيد".

مهرب للأسلحة والمخدرات

مهرب للأسلحة والمخدرات
بدأ حياته كلاعب "كيك بوسينج" وهي إحدى ألعاب الميسر، كان مُدمن "زطلة" أي القنب الهندي نوع من أنواع المخدرات، سافر إلى إيطاليا للعمل ثم عاد إلى تونس، ليقوم بتزويد الإرهابيين بالمئونة داخل مخابئهم وقد استطاع في عملية سيدي بوزيد إصابة عنصر من الحرس الوطني بسلاح كلاشينكوف خلال تبادل لإطلاق النار بإحدى المناطق، بعد أن قتل رفيقه من الإرهابيين، وقد تمكن من الفرار بعد أن اختبأ داخل أحد الجوامع في المدينة ليلتحق بصفوف التنظيم الإرهابي داعش ليبيا.
نجح الأمن التونسي في رصد علاقته شوشان بالإرهاب بعد العثور على بطاقة هويته في مكان الهجوم على الدورية، وعلى هذا الأساس صدر ضده حكم غيابي بالسجن المؤبد بعد شعوره بتضييق الخناق عليه، وبسبب تورطه: "في قضايا عنف، وقتل، ونشل، واعتداء، واستهلاك المخدرات، وتورطه في الهجوم الإرهابي على رجال الأمن في سيدي بوزيد" في 2013.
ووفق تقارير عالمية فإن الإرهابي نور الدن شوشان يعتبر من أكثر الإرهابيين معرفة بالسلاح؛ حيث أشرف بنفسه على ادخال 3 شحنات أسلحة بمساعدة الإرهابي محمد علي الغربي، واستغل معرفته بالمنطقة وقام بمساعدة العناصر الإرهابية على التنقل بين الجبال المحيطة بولايتي سيدي بوزيد والقصرين .

تورطه في هجمات تونس

في 21 مايو 2015، نشرت وزارة الداخلية التونسية والإيطالية صورة شوشان كأحد المتورطين في هجمات متحف باردو التي راح ضحيتها 38 شخصًا غالبيتهم سائحون، وطالبت الوزارة التونسية مواطنيها بالإبلاغ عن أي معلومات تقود للقبض على متورطين خمسة هم: نور الدين النايبي وعادل الغندري وشمس الدين سندي وماهر القايدي ونور الدين شوشان.
وبعد أقل من شهر على هجوم المتحف، سقط 27 شخصًا على الأقل في هجوم آخر على منتجع سياحي في مدينة سوسة في 26 يونيو 2015، ما استدعى الجهات الأمنية لتكثيف البحث والتحقيقات التي كشفت عن تورط شوشان للمرة الثانية.
وأشارت المعلومات الاستخباراتية الأمريكية، أن شوشان انتقل إلى الأراضي الليبية بعد تضييق الأمن التونسي الخناق عليه، لينضم إلى فرع تنظيم داعش هناك، وأوضحت أنه مسئول عن تسهيل الإمدادات اللوجستية للتنظيم بين ليبيا وتونس.
إلا أن صحفًا تونسية أكدت أنه التحق بتنظيم أنصار الشريعة في ليبيا منذ عام 2013، واتهمت الداخلية التونسية شوشان بالإرهاب بالإضافة إلى تهم بمحاولة اغتيال النائب في حركة نداء تونس رضا شرف الدين، في سوسة، وأوضحت تحقيقات نشرتها الصحف التونسية أن شوشان مسئول عن إيصال المؤونة والعدة والعتاد للمتشددين في ليبيا، بالإضافة إلى أنه مصدر معلوماتهم في تونس.

انضمامه لداعش ليبيا

انضمامه لداعش ليبيا
بعد أن تمكن نور الدين شوشان من التسلل إلى ليبيا قام بمبايعة تنظيم داعش الإرهابي في تسجيل صوتي، وأصبح من أبرز قياداته في ليبيا وأشرف على تدريب عناصرهم وكان شوشان من القيادات الإرهابية التونسية البارزة في التنظيم ويلقب بأبو طلحة التونسي.
وحسب مصدر أمني فإن الإرهابي نورالدين شوشان كان يخطط للعودة مجددا إلى تونس للقاء قيادات تنظيم داعش المتمركزين في جبل المغيلة الرابط بين بين ولايتي سيدي بوزيد والقصرين .
ويبدو أن هذا السجل الإرهابي، فتح لشوشان حسب الأمن التونسي المجال أمامه ليُصبح أحد أبرز قياديي تنظيم داعش في ليبيا وهو الذي يبحث عن التمدد والتوسع في ليبيا، ولكن أيضاً في تونس المجاورة، ليصبح شوشان أبو طلحة التونسي أحد أكبر قادة داعش في سرت.

شارك