تفجيرات حمص ودمشق.. دائرة الصراع تتضيق في سوريا

الأحد 21/فبراير/2016 - 06:39 م
طباعة تفجيرات حمص ودمشق..
 
تسود حالة من الترقب على جبهات القتال بين فصائل المعارضة السورية المسلّحة وقوات الجيش السوري، تتخلّلها اشتباكات ومناوشات متقطعة بين الطرفين، وقد مُنيت حمص اليوم بتفجيرات متزامنة تمثل جزءًا من المعركة الكبرى في سوريا، مع بدء معركة الحسم والسيطرة، في الوقت الذي تزيد فيه حدة التوتر بين فصائل المعارضة وقوات "حماية الشعب" الكردية.. ويأتي ذلك، في الوقت الذي يواصل فيه تنظيم (داعش) محاولاته التوسعية في عدة مناطق.

تفجيرات حمص ودمشق:

تفجيرات حمص ودمشق:
هزت 4 تفجيرات وقعت في شارع التين بمنطقة السيدة زينب بريف دمشق.
ونقلت وسائل إعلام سورية أن الانفجارات نفذت بثلاثة انتحاريين وسيارة مفخخة. وحسب المعلومات الواردة من مصادر الدفاع الوطني السوري فإن تفجيرات السيدة زينب خلفت نحو 30 قتيلا على الأقل وعشرات الجرحى. 
وتبنى تنظيم "داعش" مسؤولية التفجيرات في السيدة زينب
كما هز اليوم مدينة حمص انفجاران متزامنان، ما أدى إلى إصابة عدد كبير من الأشخاص ومقتل العشرات، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وأضاف أن التفجيرين الناجمين عن سيارتين مفخختين وقعا في حي الزهراء بوسط حمص، ما أدى إلى مقتل 46 شخصاً وإصابة أكثر من 100 بجروح وإصابات متفاوتة.
من جهته، ذكر محافظ حمص طلال البرازي لوكالة الأنباء الرسمية (سانا) أن "عدد ضحايا التفجير الإرهابي المزدوج ارتفعت إلى 32 شهيدا". وكان البرازي أشار لوكالة فرانس برس إلى مقتل 17 شخصا في التفجيرين و29 جريحا بعضهم اصابتهم خطرة.
واعتبر محافظ حلب وقوع التفجيرين "استهدافا للجبهة الداخلية في حمص التي شهدت خلال العام المنصرم حالة من التعافي وعادت الحياة الاقتصادية والاجتماعية الى طبيعتها" لافتا إلى أن "الانفجارات تكررت في المنطقة لكنها لم تدخل الأحياء وتكون السيارات قادمة من خارج المدينة".
وأضاف "أن التفجيرات جاءت ردًا على المصالحات التي جرت في حمص والانتصارات الميدانية التي يحرزها الجيش وبخاصة في بلدة مهين ومحيط القريتين (ريف حمص).
وشهد الحي الشهر الماضي تفجيرين انتحاريين استهدفا نقطة تفتيش للجيش السوري وأسفرا عن مقتل 22 شخصًا وإصابة أكثر من مئة آخرين بجروح، تبناه تنظيم "داعش".
وتعرضت أحياء عدة في مدينة حمص لتفجيرات في وقت سابق تبنت بعضها جبهة النصرة (ذراع القاعدة في سوريا)، كان أعنفها تفجير استهدف مدرسة في مايو 2014 أسفر عن مقتل نحو مئة شخص أغلبهم من الطلاب.
وتعدّ حمص ثالث أكبر مدينة في سوريا بعد حلب في الشمال والعاصمة دمشق في الجنوب، ويعكس سكانها مزيجاً متنوعاً من الخلفيات الدينية المختلفة في سوريا، وتتألف في معظمها من الناطقين باللغة العربية من المسلمين السنة والعلويين والأقليات المسيحية، وهناك عدد من المساجد والكنائس التاريخية في المدينة، وعلى مقربة من قلعة الحصن، وهو موقع التراث العالمي.

دوائر الصراع:

دوائر الصراع:
التفجيرات المتوالية في سوريا سواء في دمشق العاصمة أو في عدة محافظات، تأتي كجزء من الصراع بين الجيش السوري والمعارضة المسلحة، وهو يعتبر جزءًا من الصراع بين المعارضة والنظام.
وخلال الأيام الماضية سيطرت قوات الجيش السوري وحلفائه من المليشيات الإيرانية وحزب الله، على عدة قرى وبلدات استراتيجية في عدة جبهات مختلفة في اللاذقية وحمص وحماة ، وريف حلب الشرقي، وذلك بعد معارك عنيفة دارت بينها وبين تنظيم "داعش" الذي اضطر للانسحاب من المنطقة بسبب كثافة الغارات الجوية التي نفذتها الطائرات الروسية في المنطقة.
وذكرت تقارير إعلامية إلى انسحاب "تنظيم "داعش"، من أكثر من 20 قرية وموقعًا استراتيجيا في محيط مدينة "السفيرة" بما فيها "المحطة الحرارية" أكبر محطات توليد الطاقة الكهربائية في سوريا، قبل أن تدخلها قوات الجيش السوري وتعلن بسط سيطرتها فيها بشكل كامل.
كما حرر الجيش السوري عدة قري في ريف حلب الشمالي، وهي " بلاط، صوامع بلاط، كبارة، ريان، الصالحية، الكروطية، تل علم، الصبيحية، عين سابل، تل اسطبل، حويجينة، وجب غبشة".
وأصبح الجيش السوري على مسافة أقل من 25 كيلومترًا من الحدود التركية بفضل الهجوم الذي يعتمد فيه بشدة على غطاء جوي روسي ودعم بري من مقاتلين من جماعة حزب الله اللبنانية ومن إيران.
وأصابت ضربات جوية بقيادة الولايات المتحدة أهدافًا لداعش في مناطق خاضعة لسيطرة التنظيم في محافظات الرقة ودير الزور والحسكة في شمال وشرق البلاد.
يأتي هذا ضمن العمليات العسكرية الأخيرة للجيش السوري التي يتركز هدفها على استعادة ريف حمص الشمالي، وفتح طريق حماة دمشق الدولي.

المشهد الآن:

المشهد الآن:
يشير ارتفاع موجة تفجيرات حمص اليوم والتي تأتي كجزء من دوائر الصراع في سوريا إلى تراجع المعارضة المسلحة، وانحسار دوائر الصراع بتقدم الجيش السوري، مع الدعم الجوي الروسي والتردد السعودي في التدخل البري.

شارك