مع تقدم الجيش الليبي في بنغازي.. البرلمان يؤجل منح الثقة لحكومة الوفاق

الثلاثاء 23/فبراير/2016 - 05:26 م
طباعة مع تقدم الجيش الليبي
 
في ظل مساعي الجيش الليبي، لتحرير المناطق التي سيطر عليها تنظيم داعش الإرهابي، على مدار المرحلة الماضية، سيطر الجيش الليبي، اليوم الثلاثاء 23 فبراير 2016، على واحد من أهم معاقل تنظيم داعش في مدينة بنغازي الساحلية شرقي ليبيا.
مع تقدم الجيش الليبي
ووفق متابعين فإن الجيش سيطر أيضا على حي الليثي بالكامل، الذي شكل إلى جانب منطقة الصابري أبرز معاقل التنظيم الإرهابي في بنغازي، كما سيطر على معسكري "36 صاعقة" و"الدفاع الجوي" ومزرعة أبوبكر يونس جابر في منطقة بوعطني بمدينة بنغازي.
على صعيد متصل أكد الناطق باسم القوات الخاصة "الصاعقة" العقيد ميلود الزوي استعادة الجيش معسكري "36 صاعقة" و"الدفاع الجوي" ومزرعة أبوبكر يونس جابر في منطقة بوعطني بمدينة بنغازي، مشيرا إلى استمرار المعارك ضد "داعش" والتشكيلات المسلحة الأخرى الموالية له.
وقال الزوي إن فصيل الهندسة العسكرية وخبراء قسم إبطال المتفجرات يمشطون المنطقة داخل المعسكرين بحثًا عن الألغام والعبوات الناسفة والمُتفجرات.
يأتي هذا التطور، فيما يشن الجيش الليبي غارات على معاقل تنظيم داعش وتجمعاته في مدينة درنة إلى الشرق من بنغازي، بينما كان قد طرد تنظيم داعش من منطقة الهواري في بنغازي قبل أيام، وسيطر على ميناء المريسة جنوبي المدينة، وهو الميناء الذي كان يستخدمه داعش في استقبال المقاتلين والأسلحة.
وقد أعلن الجيش الليبي، مساء أمس الاثنين 22 فبراير2016، استهداف الطائرات الحربية لتجمعات ومواقع داعش في مدينة درنة، بعد أن كان قد كشف عن تحقيق "تقدم كبير وانتصارات" في مدينتي بنغازي وإجدابيا، شرقي البلاد.
وقال مدير مكتب الإعلام في قاعدة الأبرق الجوية، علي بوستة، إن الغارات الجوية دمرت "7 آليات لداعش في حي الـ400 بدرنة" وأسفرت عن "مقتل عدد كبير من المنتمين" للتنظيم، كما تسببت بتدمير "عدد من الآليات في المنطقة المقابلة لحي باب طبرق ومقتل عدد من عناصر داعش".
مع تقدم الجيش الليبي
وجاءت الغارات الجوية بعد أن أعلن الجيش تحقيق تقدم كبير وانتصارات في مدينتي بنغازي وإجدابيا، في عملية نوعية أطلق عليها اسم "دم الشهيد"، حيث دحر خلال اليومين الماضيين الجماعات الإرهابية.
وكانت طائرات أمريكية كانت قد قصفت الأسبوع الماضي معسكرا تدريبيا لتنظيم داعش في صبراتة، غربي ليبيا، الأمر الذي أدى إلى مقتل 49 شخصا على الأقل، وكان الهدف الرئيس لها القائد الميداني التونسي في التنظيم نور الدين شوشان، الذي لم يتأكد مقتله بعد.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" جيف ديفيس، أمس إن الغارة الأمريكية حالت دون وقوع هجوم في تونس.
وأشارت الإحصائيات أن عدد مسلحي التنظيم الإرهابي داعش في ليبيا وصل نحو 5 آلاف عنصر، مقابل تقديرات سابقة أشارت إلى أن عددهم يتراوح بين ألفي و3 آلاف مسلح.
وكان الجيش الليبي استعاد سيطرته على مرفأ المرّيسة الاستراتيجي مساء أمس الأول، الأحد، وقال الناطق باسم غرفة عمليات الجيش الليبي منصف ووفق محللين سياسيين فإن قوات الجيش الوطني أحرزت انتصارا كبيرا في وقت قياسي بالسيطرة على عدة مناطق غرب مدينة بنغازي، مشيرا إلى أن تحرير الجبهات الغربية مكّن الجيش من إحكام سيطرته على الطرق المؤدية إلى مدينة إجدابيا.
واسترد الجيش منطقة بوعطني وحي الليثي بالكامل شرق بنغازي، بينما استعاد سيطرته على مستشفى الهواري وميناء المرّيسة وهي المناطق الغربية التي كانت نقاط تمركز لمسلحي تنظيم أنصار الشريعة الموالي لتنظيم القاعدة في ليبيا، وأوضح أن الميناء كان يعد أهم النقاط الاستراتيجية لإمدادات الإرهابيين في المدينة.
في سياق مواز، فشل البرلمان الليبي المعترف به دوليا اليوم الثلاثاء عن التصويت على منح الثقة لحكومة الوفاق الوطني المدعومة من الأمم المتحدة لعدم تحقيق النصاب، وسط خلافات حول برنامج عمل الحكومة وآلية التصويت عليها، وتم تأجيل الجلسة إلى الأسبوع المقبل.
مع تقدم الجيش الليبي
وقال النائب محمد العباني "لم يتحقق النصاب المطلوب (89 نائبا) لافتتاح جلسة التصويت اليوم فرفع رئيس المجلس الجلسة وانصرف الجميع".
وأشار النائب علي القايدي إلى وجود خلافات بين النواب، حيث تحفّظت مجموعة منهم على أعضاء في المجلس الرئاسي الليبي، بينما تعارض مجموعة أخرى برنامج الحكومة على خلفية "الحديث عن نية الحكومة طلب تدخل أجنبي".
وعقد البرلمان الليبي على مدى الأيام الأربعة الماضية جلسات خصصت لمناقشة برنامج عمل حكومة الوفاق الوطني والسير الذاتية للوزراء البالغ عددهم 18 وزيرا بينهم خمسة وزراء دولة.
وتنتظر الدول الكبرى بدء حكومة الوفاق عملها لتحدد طبيعة تدخلها في ليبيا لوقف تنظيم "داعش"، دون استبعاد طلب تدخل عسكري مباشر، وهو ما يرفضه عدد من نواب البرلمان المعترف به.
والى جانب رفض احتمال طلب التدخل الأجنبي، يختلف النواب حول آلية التصويت على الحكومة، إذ يفترض أن يصوت النواب أولا على تضمين الاتفاق السياسي الموقع في المغرب في الإعلان الدستوري لعام 2011 كي يتحول الى إطار دستوري يحدد آلية عمل الحكومة، الأمر الذي يرفضه نواب آخرون.
من جانبه عقد مارتن كوبلر المبعوث الأممي لدي ليبيا جلسات موسعة مع رئيس مجلس النواب، عقيلة صالح، وعدد من النواب، حث خلالها المبعوث الأممي مجلس النواب على سرعة منح الثقة للحكومة.
 من جانبه قال عضو مجلس النواب الليبي  خليفة الدغاري أن كتلة "السيادة الوطنية" في البرلمان والتي تتكوم من 50 عضوا قررت "عدم منح الثقة لتشكيلة حكومة الوفاق الوطني المعروضة على البرلمان".
وتدخل ليبيا في مرحلة خطيرة في ظل مماطلة الاطراف على التوقيع لحكومة الوفاق الوطني.

شارك