من السيطرة للانسحاب بمصراتة.. "داعش" يواصل تمرده في ليبيا

الأربعاء 24/فبراير/2016 - 01:32 م
طباعة من السيطرة للانسحاب
 
بعد أسبوع من الغارات التي نفذتها الطائرات الأمريكية على معاقل التنظيم الإرهابي "داعش" في مدينة صبراتة؛ انسحب عناصر داعش بعد أن سيطروا على أجزاء من أحيائها لبضع ساعات، إثر مواجهات متقطعة مع ثوار المدينة والمدن المجاورة لها.
من السيطرة للانسحاب
وكان التنظيم الإرهابي قد سيطر أمس الثلاثاء على وسط مدينة صبراتة غربي ليبيا، على الرغم من الخسائر التي تكبدها التنظيم المتشدد في بنغازي في الشرق إثر عملية الجيش دم الشهيد.
وقالت مصادر محلية: "إن تنظيم داعش سيطر على وسط صبراتة بالكامل، وذلك بعد أن كان قد احتل مديرية الأمن والمستشفى الحكومي".
وتحدثت المصادر عن مقتل 5 "من أهالي صبراتة و8 من عناصر داعش" في المواجهات التي جاءت بعد أيام على إعلان الولايات المتحدة شن غارة على المدينة.
وقالت وزارة الدفاع الأمريكية "بنتاغون" إنها استهدفت معسكر تدريب لداعش في صبراتة الواقعة أقصى غرب البلاد؛ مما أسفر عن مقتل أكثر من 40 شخصًا.
وتزامن التقدم في صبراتة مع نجاح الجيش في السيطرة على معاقل لداعش في بنغازي شرقي البلاد، في عملية لا تزال مستمرة لدحر المتشددين من كافة أرجاء المدينة.
وأفادت مصادر طبية من مدينة صبراتة أن 9 من الأهالي توفوا حتى فجر اليوم الأربعاء؛ بسبب الاشتباكات الدائرة بالمدينة ضد مقاتلي داعش.
وكان أهالي منطقة "العلالقة" حاصروا عصر أمس الثلاثاء منازل وعمارة سكنية بالمنطقة تسكنها عناصر أجنبية تنتمي لتنظيم داعش، وأسفرت الاشتباكات مساء أمس عن قتل 5 من الأهالي و12 من عناصر داعش، فيما فرت أعداد أخرى من عناصر التنظيم إلى خارج المدينة، بحسب الأهالي.
وقال الأهالي: "إن مقاتلي التنظيم استعادوا تنظيم صفوفهم قبل أن يتمكنوا من الهجوم على المدينة والسيطرة على أغلب أحيائها في وقت متأخر ليلة أمس، ورفعوا راياتهم السوداء على مبانيها العامة".
من السيطرة للانسحاب
وكانت أمريكا شنت غارة يوم الجمعة الماضي ضد معسكر تدريب تابع لداعش في مدينة صبراتة القريبة من الحدود التونسية، استهدفت الإرهابي نورالدين شوشان.
وقال أحد قادة المجلس العسكري بصبراتة، اليوم الأربعاء 24 فبراير 2016: "إن عناصر تنظيم داعش انسحبوا من جنوب المدينة ووسطها، وغادروها بالكامل تجاه أطراف المدينة وضواحيها؛ إثر مواجهات شهدتها المدينة استمرت حتى ساعات الصباح الأولى".
ولفت إلى أن سرايا ثوار المجلس العسكري، بمساندة من سرايا مدن زوارة والزاوية وصرمان- لاحقت عناصر التنظيم وقتلت نحو 8 منهم، تبين أنهم من الجنسية التونسية، موضحًا أن المدينة في وضعها المعتاد والطبيعي، لكن بعض سكانها متخوفون؛ بسبب الأخبار التي نقلتها وسائل الإعلام بسيطرة داعش على صبراتة، مؤكداً أن لا وجود لمسلحي التنظيم إطلاقاً.
في المقابل، أكدت مصادر محلية أن خروج عناصر داعش جاء بعد اتفاق أفضى إلى خروجهم من المدينة، تجنباً لعملية عسكرية كانت قوات الجيش الليبي تستعد لتنفيذها في المنطقة الغربية، بالتعاون مع بعض المجالس العسكرية للمدن المجاورة لصبراتة، لتطهيرها من داعش بالكامل.
وقد تمكن عناصر داعش من السيطرة على بعض أحياء المدينة، الثلاثاء الماضي، وتحديداً منطقتي العلالقة والنهضة الطنيبات، والاقتراب من الطريق الساحلي بوسط المدينة والسيطرة على مديرية الأمن، وقيامهم باستيقافات أمنية بواسطة عناصر تونسية وليبية.
وتسارعت الأحداث عقب أن نفذت عناصر تابعة للمجلس العسكري صبراتة، على مقرات داعش، تمكنوا على إثره من قتل وجرح العشرات في صفوفهم.
وكان توسع تنظيم داعش بشكل كبير غرب ليبيا، واتخذ مدينة صبراتة القريبة من الحدود الليبية- التونسية، قاعدة مهمة نظراً لطبيعتها الجغرافية.
كما يستفيد التنظيم من دخول وتسلل التونسيين المتطرفين، ويضمهم إليه ويقوم بتدريبهم في معسكرات سرية بصبراتة.
وأعلن تنظيم "داعش" منذ سابق أن مدينة صبراتة الليبية إمارة إسلامية وعاصمة له، وكانت المدينة شهدت استعراض أرتال عسكرية قوامها 30 آلية مسلحة، ورفع خلالها المسلحون الرايات السوداء.
وقالت مصادر في أواخر ديسمبر الماضي: "إن تنظيم "داعش" بولاية طرابلس الغرب، أعلن رسميًّا عن وجوده بمدينة صبراتة، مؤكدة أن رتلًا يقل مسلحين ملثمين، يهتفون بشعارات "جهادية" جابت شوارع المدينة؛ حيث أقام التنظيم نقاط تفتيش وسيطر على مراكز الشرطة هناك".
من السيطرة للانسحاب
ويسيطر التنظيم الإرهابي على أكبر المناطق العراقية، الغنية بالنفط، وكان على رأسها مدينة سرت مسقط رأس الرئيس الراحل معمر القذافي، واتخذ منها عاصمة له، وحولها إلى قاعدة خلفية لجذب متشددي المنطقة، والجهود الدولية تتجاهل توسعه وتركز على مكافحته في العراق وسوريا.
واستغل داعش انشغال العالم بمكافحة التنظيم في كل من سوريا والعراق، ليحول التنظيم الجهادي إمارته في منطقتي سرت وصبراتة الليبية إلى قاعدة خلفية يجند فيها مئات المقاتلين الأجانب ويدربهم على تنفيذ هجمات في الخارج، بحسب مسئولين وخبراء.
وأكد شهود عيان من مناطق مصراتة، أن بعض المسلحين التابعين لمليشيات المدينة، يقومون بدوريات مكثفة في المناطق المحيطة بمدينة مصراتة باتجاه مدينة سرت، في محاولة لمنع تحرك عناصر داعش باتجاه المدينة.
يشار إلى أن ميليشيات مصراتة ومسلحيها، كانوا سببًا في تواجد داعش منذ سنوات بمدينة سرت، حين دعموا مسلحي التنظيم بقوة وتركوه يعمل براحة في سرت بحجة أنهم ثوار، وشاركت كتائب مصراتة في طرد كتيبة الصاعقة، التي كان يقودها العقيد صلاح بوحليقة، والذي اغتيل بالقرب من مدينة مصراتة.
وعلى الرغم من انسحاب عناصر التنظيم من المدينة إلا أنها لا تزال تعيش فوضى عارمة لإصرار التنظيم بالسيطرة علي المدينة بالكامل، حيث مازال الأهالي يسمعون دوي إطلاق النار بين الحين والآخر؛ مما يؤشر بعدم انسحاب التنظيم نهائيًا.

شارك