"تداعيات وقف إطلاق النار بسوريا" و"تفكيك داعش في ليبيا".. يتصدران الصحف الأجنبية

الأربعاء 24/فبراير/2016 - 11:22 م
طباعة تداعيات وقف إطلاق
 
تواصل الصحف الأجنبية متابعة الملف السوري، ومناقشة تداعيات الاتفاق الذى توصلت إليه كل من واشنطن وموسكو بشأن وقف اطلاق النار في سوريا وفرص انجاح هذه الهدنة من أجل التوصل إلى هدنة سياسية شاملة، إلى جانب الاهتمام بمتابعة تطورات الغارات الأمريكية على معاقل تنظيم داعش في ليبيا، ومدى امكانية نجاح هذه الضربات في تفكيك معاقل داعش.

الاتفاق الأمريكي الروسي

الاتفاق الأمريكي
من جانبها رصدت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية تداعيات الاتفاق الروسي الأمريكي بشأن وقف إطلاق النار في سوريا معتبرة بأنه نجاح حققه الكرملين مقابل ثمن منخفض نسبيًا، والإشارة إلى أن العملية العسكرية الروسية في سوريا حققت هدفها الرئيسى، فيما يخص تعزيز مواقع حكومة الرئيس بشار الأسد، على الرغم من أنّ مخرجا "لائقا" من الأزمة لا يلوح في الأفق حتى الآن.
واهتمت الصحيفة بتصريحات الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين بشأن مساعدة الدور الروسي في سوريا لتجنيب البلاد الانهيار الكارثي، على غرار ما حصل في العراق وليبيا واليمن، بالإضافة إلى كونه مثالا على "العمل المسؤول".
وأكدت الصحيفة في تقريرها أن موسكو لدى إطلاقها العملية العسكرية في سوريا، في سبتمبر الماضي، كانت تسعى لتحقيق 5 أهداف، وهي:" وضع حد للمحاولات الخارجية لتغيير النظام، وإظهار نفسها كشريك موثوق بقدر أكبر بالمقارنة مع الولايات المتحدة، لكي تفشل بذلك خطط واشنطن لعزل موسكو، والدعاية للأسلحة الروسية الجديدة، وتقديم مسرحية خارجية جديدة للجمهور الروسي الذي تعب من الحرب في أوكرانيا المجاورة، إلا أن موسكو حققت الأهداف المذكورة بقدر كبير، معيدة إلى الأذهان تأكيد بوتين على مواصلة العمليات القتالية ضد التنظيمات الإرهابية في سوريا.
وشدد تقرير الصحيفة أن القوات الموالية للجيش السوري تكاد تطبق الحصار على مدينة حلب، وتوقعت الصحيفة بأن يواصل الجيش السوري الحكومي هجماته قبل دخول الهدنة حيز التطبيق يوم السبت المقبل، ولم تستبعد استمرار تلك الهجمات بعد الشروع في تطبيق الهدنة.
ورصدت الصحيفة "نقطة ضعف" في الاتفاق الروسي-الأمريكي والذى يسمح بمواصلة الهجمات ضد تنظيمي "داعش" و"جبهة النصرة"، مشيرة إلى أن هذا البند يصب في مصلحة روسيا، وخاصة وأن عدد من الفصائل المعارضة تحارب إلى جانب مقاتلي "جبهة النصرة".، وانه في الوقت الذي يشترط الاتفاق على حلفاء أمريكا أن يتوقفوا عن القتال ضد حكومة السيد الأسد، يمكن لروسيا والحكومة السورية أن تواصلا ضرب فصائل المعارضة التي تدعمها الولايات المتحدة، دون أدنى خشية من أي رد فعل أمريكي لإيقاف ذلك".
وقامت الصحيفة بنقل تصريحات عن محللين تشير  إلى أن روسيا تريد أن تمدد تواجدها في سوريا، لكي تشرف على الانتقال السياسي حتى تشكيل حكومة جديدة، ولكي تبقى دمشق عاصمة ودية بالنسبة لموسكو، بالإضافة إلى إظهار إمكانية تحقيق الانتقال السياسي عبر التفاوض وليس عبر تغيير النظام.

هدنة مؤقتة

هدنة مؤقتة
وفى صحيفة الجارديان تداعيات هدنة وقف إطلاق النار في سوريا وتأثير ذلك على الحلول السياسية، وتحت عنوان " هدنة وقف اطلاق النار قد تجعل إمكانية إحلال السلام في سوريا أقرب". أكدت الصحيفة إنه بالرغم من الحرب الدعائية الحادة مع روسيا، إلا أن الدبلوماسية تبقى بصيص أمل، إلا أن الاتفاق الذي ناقشه الرئيس الأمريكي باراك أوباما ونظيره الروسي فلاديمير بوتين ووافق عليه أغلبيه الأطراف المتناحرة يستحق أن يلاقى أصداء أكثر إيجابية على المستوى الدولي".
وتم مناقشة مدى استمرارية الهدنة ستبرهن إن كان هناك هيكلية قيادية قادرة على إبرام المزيد من الاتفاقيات قد يكون لها أكثر من توجه سياسي".
وأشارت الصحيفة إلى أن السبب الأساسي أو السبب الوحيد لهذه الهدنة هو إيقاف القتال الدائر في مناطق معينة لمدة كافية لإيصال المساعدات الإنسانية وإنقاذ الجرحى والمرضى من المدنيين.

تفكيك داعش ليبيا

تفكيك داعش ليبيا
بينما اهتمت صحيفة التايمز بالغارات الأمريكية التي تشنها على تنظيم داعش في ليبيا، وفى تقرير لها تحت عنوان "تفكيك تنظيم داعش في ليبيا"، أوضحت فيه أن الفرع الجديد السريع النمو لتنظيم داعش على بعد نحو رحلة ساعة بالقارب من مالطا، والاشارة إلى أنه في ميناء سرت الليبي يؤسس إسلاميون إرهابيون دولة تقوم على القتل والنهب على غرار الرقة في سوريا، حيث يمثل تهريب اللاجئين والمهاجرين مصدرا للدخل لهذه الإمارة الجديدة، بينما تحصل على المجندين الجدد من تونس ومن دول غرب افريقيا.
أكدت الصحيفة في تقريرها أن حكومتي ليبيا المتنافسين في شرقي وغربي البلاد تشتركان في الرغبة في القضاء على التنظيم الذي يهدد بتقسيم بلادهم، ولكنهما لا تشتركان في أي شيء آخر، والاشارة إلى إنه على مدى شهور سعت الأمم المتحدة إلى التقريب بين حكومتي طرابلس وطبرق في محادثات تهدف إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية
أوضحت الصحيفة أنه من الضروري أن يغلب الجانبان الآن المصلحة الوطنية على الخلافات، وإنه إذا نحى الجانبان خلافاتهما جانبا، قد يفسح ذلك المجال نشر قوات عسكرية غربية بقيادة إيطاليا ولكنها تشمل قوات بريطانية أيضا، وأن مثل هذا الدعم الغربي قد يساعد في التغلب على تنظيم داعش في سرت.
نوهت الصحيفة إلى توسع تنظيم داعش في ليبيا ليشمل مناطق تضم البنية التحتية النفطية الرئيسية في البلاد ليس سوى مسألة وقت، وأنه في حال حدوث سيطرة التنظيم على المناطق النفطية في ليبيا، فإنه قد يتوسع سريعا ليسيطر على ليبيا بأسرها مما يزيد من الاضطراب في المنطقة، مع الإشارة إلى أن الغارات الجوية الغربية ساعدت الليبيين في التخلص من القذافي، ولكنها خلفت مهمة غير مكتملة تتمثل في خمس سنوات من الاقتتال الداخلي بالقرب من الحدود الجنوبية لأوروبا، إلا أنها في الوقت ذاته أو ضحت إنه إذا تمكنت الحكومتان الليبيتان المتصارعتان من تنحية خلافاتهما، يمكن بدء عملية إعادة الاستقرار إلى ليبيا.

شارك