مؤتمر روما: "المسيحيون في الشرق بحاجه إلى عقد اجتماعي جديد"

الخميس 25/فبراير/2016 - 11:30 ص
طباعة مؤتمر روما: المسيحيون
 
المسيحيون في الشرق في حاجه إلى عقد اجتماعي جديد يتناسب مع التغيرات التي مرت بها المنطقة والعالم، طالب بذلك عدد من المجتمعيين في العاصمة الإيطالية ضمن أعمال المؤتمر الدولي بعنوان "بين مجتمع العالم والتغييرات الإقليمية: المسيحيون، الكنائس والدين في شرق أوسط متغيّر"، والذي تم تنظيمه من مجموعة البحث في مجلس الأساقفة الألمان حول أوضاع الكنائس في العلم، وجامعة بوندزفير في ميونخ، بمشاركة عدد من الكرادلة والأساقفة والكهنة والعلمانيين، ممثلين عن مختلف الكنائس، من مختلف الدول الشرق أوسطية والدولية.
وافتتح المؤتمر بكلمة من المطران لودفيج شيك، رئيس دائرة كنائس العالم في مجلس الأساقفة الألمان. وقال: "إننا نراقب ما حدث في الشرق الأوسط منذ خمس سنوات، وقد حلمنا مع سكان المنطقة بأيام حرية وعدالة وحقوق إنسان، إلا أنّ الأمر انعكس بسلبية واضحة على المسيحيين في الشرق". وأضاف: "إننا لا نقبل بأي شكل من الأشكال إخراج المسيحيين، لأنهم مكوّن أساسي، ولا استثناء عنه".
وتحدّث البروفيسور ستيفان شتيتير، من جامعة ميونخ الألمانية، وقال: "إن سكان المنطقة بحاجة إلى عقد اجتماعي جديد، وهو بحاجة إلى الدول الصديقة لكي يتحقق السلام والعدالة"، "وإنّ المسيحيين هم مكوّن أساسي من الإرث الروحي والثقافي".
وكانت المحاضرة الأولى للدكتور هاينر بيلفيلدت، مقرر الأمم المتحدة الخاص المعنيّ بحرية الدين أو المعتقد، وقال: "لا نستطيع أن نتحدث عن الدين كوحدة منفصلة عن السياسة". وعرض صوره للشرق الأوسط بقوله: "هنالك غياب للثقة وفساد مالي وأخلاقي وإداري"، مشيراً إلى العديد من خطابات الكراهية وأنّ بعض الدول تقاوم هذا التيار من الكراهية ورفض الآخر، مثمناً دور الأردن في هذا الجانب. وأشار إلى أن الحرية الدينية تتخطى التسامح السياسي، ولكنها حرية التعبير والعيش والتطور، وحرية التغيير.
وانعقدت جلسة حوارية شارك بها الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، البطريرك الماروني، وتحدّث عن الأسباب التي أوجدت الثورات العربية الأخيرة وانعكاساتها على المسيحيين في الشرق، وصولاً إلى تصور حلول للأوضاع الحالية. ودعا إلى فصل الدين عن الدول، وإنشاء الدول المدنية، واحترام حقوق الإنسان، وأهمها حقه في الحرية الدينية. واقتبس من الاتفاقية الموقعة هذا الشهر بين البابا فرنسيس والبطريرك كيربل في وصف ما يحدث تجاه المسيحيين في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بأنه اضطهاد وإبادة. كما تطرّق إلى إعلان مراكش الذي أقرّ بأن الأقليات الدينية تعاني من انتهاك الكرامة.
وأشار إلى أن أبناء الكنائس فاعلون في المجالات الإنسانية، الاقتصادية والاجتماعية. واقترح غبطته بعض الحلول، منها: من أجل حماية مسيحيي الشرق، على الحكام العمل على معالجة الأسباب التي أدت إلى الثورات. يجب إيقاف الحروب الدائرة، ووضع حد للإرهاب والعنف. الثقافة وحدها تخلّص الأوطان، ويجب إيجاد حلول سياسية. الالتزام بقرارات مجلس الأمن والمؤتمرات. صيانة دساتير مبنية على الحقوق والواجبات، دون تمييز بالدين، ومشاركة الجميع في الحياة. بناء دولة تلتزم تجاه جميع مواطنيها، ونشر الوعي بحقوقهم. على كنائس العالم حماية الكنائس الشرقية، والتي حضورها ضروري من أجل حماية الحوار بين الأديان، إضافة إلى مساعدة كنائس الشرق وتعزيز بقائها، من أجل بثّ ثقافة الاعتدال.
وقرأ المتروبوليت إغناطيوس الحوشي، من كنيسة أنطاكية للروم الأرثوذكس في فرنسا، كلمة أرسلها البطريرك يوحنا العاشر اليازجي، من دمشق، والذي اعتذر عن الحضور لأسباب صحية. 
وكان آخر المتحدثين الأستاذ غسان الشامي، الذي اشتهر مؤخراً في تقديم برنامج أجراس المشرق على قناة الميادين، والتي يسلّط فيها الضوء- وما يزال- على المسيحيين في الشرق والآمال لديهم في بناء مجتمعات مدنية حديثة. وقال: "إن الكثير والجميل من الكلام يقال عن مسيحيي الشرق، إلا أنّ المبطن خطير ومأساوي، فضاعوا بين معسول الكلام وسموم الأعمال"، لافتاً إلى أن بقاء المسيحيين في الشرق يحتاج إلى أعجوبة.

شارك