في تحدٍّ سافر لأمريكا.. داعش ليبيا يذبح عددًا من أمن وثوار صبراتة

الخميس 25/فبراير/2016 - 12:25 م
طباعة في تحدٍّ سافر لأمريكا..
 
يبدو أن التنظيم الإرهابي "داعش"، بدأ في عملية الانتقام من الأمن والثوار، وذلك في أعقاب الغارات التي شنتها أمريكا على مواقع التنظيم في صبراتة؛ حيث قام الأخير بالسيطرة علي المدينة ليل الثلاثاء- الأربعاء، وقام بذبح عدد من رجال الأمن والثوار، ثم انسحب إلى معاقله جنوباً.
في تحدٍّ سافر لأمريكا..
وكانت أمريكا شنت غارة يوم الجمعة الماضي ضد معسكر تدريب تابع لداعش في مدينة صبراتة القريبة من الحدود التونسية، استهدفت الإرهابي نورالدين شوشان.
وقال أحد قادة المجلس العسكري بصبراتة، أمس الأربعاء 24 فبراير 2016: "إن عناصر تنظيم داعش انسحبوا من جنوب المدينة ووسطها، وغادروها بالكامل تجاه أطراف المدينة وضواحيها؛ إثر مواجهات شهدتها المدينة استمرت حتى ساعات الصباح الأولى".
ولفت إلى أن سرايا ثوار المجلس العسكري، بمساندة من سرايا مدن زوارة والزاوية وصرمان- لاحقت عناصر التنظيم وقتلت نحو 8 منهم، تبين أنهم من الجنسية التونسية، موضحًا أن المدينة في وضعها المعتاد والطبيعي، لكن بعض سكانها متخوفون؛ بسبب الأخبار التي نقلتها وسائل الإعلام بسيطرة داعش على صبراتة، مؤكداً أن لا وجود لمسلحي التنظيم إطلاقاً. ووصف محللون أن ما فعله التنظيم الإرهابي هو تحد للأمريكيين وتأكيد لقدرة داعش في السيطرة على المدينة القريبة من الحدود التونسية.
وأعلن تنظيم "داعش" منذ سابق أن مدينة صبراتة الليبية إمارة إسلامية وعاصمة له، وكانت المدينة شهدت استعراض أرتال عسكرية قوامها 30 آلية مسلحة، ورفع خلالها المسلحون الرايات السوداء.
وقالت مصادر في أواخر ديسمبر الماضي: "إن تنظيم "داعش" بولاية طرابلس الغرب، أعلن رسميًّا عن وجوده بمدينة صبراتة، مؤكدة أن رتلًا يقل مسلحين ملثمين، يهتفون بشعارات "جهادية" جابت شوارع المدينة؛ حيث أقام التنظيم نقاط تفتيش وسيطر على مراكز الشرطة هناك".
من جانب أخر نفذت وحدات من القوات الخاصة والاستخبارات الفرنسية، عملية سرية ضد مسلحي داعش في ليبيا، بالتنسيق مع الولايات المتحدة وبريطانيا؛ الأمر الذي نفاه الجيش الليبي.
وروى شهود في صبراتة أن عناصر التنظيم ظهروا فجأة في شوارع المدينة رافعين أعلامهم السوداء، وسيطروا على مبنى مديرية الأمن ونشروا قناصة على أسطح المنازل المحيطة، وأطلقوا النار عشوائياً قبل أن ينسحبوا إلى معسكر لهم يبعد 15 كيلومتراً إلى جنوب المدينة.
في تحدٍّ سافر لأمريكا..
وأعلنت مصادر رسمية في المدينة أن مسلحي داعش قتلوا 18 شخصاً، بينهم 6 من الثوار في اشتباكات، إضافة إلى 12 عنصراً من الشرطة المحلية قُتِلوا ذبحاً، في الهجوم الذي أتى بعد أيام على تخرُّجهم من كلية الشرطة في صبراتة وانضمامهم إلى العمل في مديرية الأمن.
من جانبه أعلن "مجلس شورى الثوار" في المدينة أن مقاتليه أجبروا مسلحي التنظيم على الانسحاب، لكن مصادر أخرى في طرابلس، استبعدت أن يكون هذا الإعلان صحيحاً، مشيرة إلى أن داعش أصبح قوة لا يستهان بها في المدينة حيث ينشر خلايا نائمة يقدّر عدد أفرادها بحوالي 200 مسلح، معظمهم متطوعون من تونس ودول أخرى عربية، يختبئون في المدينة بالتعاون مع متشدّدين ليبيين.
وأضافت المصادر ان التنظيم يحظى بغطاء وحماية من مسئولين محليين يتعاونون معه، وأن الغارة الأمريكية التي استهدفت معسكر تدريب داعش في المدينة الأسبوع الماضي، وأسفرت عن مقتل حوالي 50 من مسلحي التنظيم، كشفت حجم تغلغله في المدينة؛ حيث يملك مخازن أسلحة ومتفجرات.
وشهدت صبراتة أمس، موجة نزوح عائلات إلى مناطق مجاورة آمنة تحسبًا لمزيد من الهجمات قد يشنها التنظيم الذي تتخذ خلاياه النائمة من صبراتة مركزاً للتدريب على عمليات في مناطق ليبية.
وسعى المجلس البلدي لصبراتة التي تبعد 70 كيلومتراً غرب طرابلس إلى طمأنة السكان، بإعلانه في بيان أن عناصر داعش استغلّوا فراغاً أمنياً في وسط المدينة للانتشار ليل الثلاثاء.
في تحدٍّ سافر لأمريكا..
وأوضح أن الثوار والأجهزة الأمنية كانوا يمشطون ضواحي المدينة بحثًا عن عناصر التنظيم فاستغل هؤلاء الفراغ الأمني وسط صبراتة وانتشروا داخلها، قبل دحرهم.
رئيس المجلس العسكري للمدينة، طاهر الغرابلي، قال في تصريحات لاحقاً: "إن لدى داعش خلايا نائمة، وإن عدد مسلحي التنظيم في وسط صبراتة تراوح بين 150 و200".
ويسيطر التنظيم الإرهابي على أكبر المناطق الليبية الغنية بالنفط، وكان على رأسها مدينة سرت مسقط رأس الرئيس الراحل معمر القذافي، واتخذ منها عاصمة له، وحولها إلى قاعدة خلفية لجذب متشددي المنطقة، والجهود الدولية تتجاهل توسعه وتركز على مكافحته في العراق وسوريا.
واستغل داعش انشغال العالم بمكافحة التنظيم في كل من سوريا والعراق، ليحول التنظيم الجهادي إمارته في منطقتي سرت وصبراتة الليبية إلى قاعدة خلفية يجند فيها مئات المقاتلين الأجانب ويدربهم على تنفيذ هجمات في الخارج، بحسب مسئولين وخبراء.
وأكد شهود عيان من مناطق مصراتة، أن بعض المسلحين التابعين لميليشيات المدينة، يقومون بدوريات مكثفة في المناطق المحيطة بمدينة مصراتة باتجاه مدينة سرت، في محاولة لمنع تحرك عناصر داعش باتجاه المدينة.
ويواصل التنظيم الإرهابي مجازره في محاولة منه لإرهاب العالم، وبالأخص عقب احتمالية التدخل العسكري في البلاد لدك معاقل التنظيم، ومحاولة الأخير السيطرة على أكبر مساحة ممكنة من ليبيا خلال الفترة القادمة لمواجهة دول الغرب.

شارك