حزب الله فى القاهرة.. الدلائل والأهداف

الخميس 25/فبراير/2016 - 03:53 م
طباعة حزب الله فى القاهرة..
 
في أعقاب زيارة وفد رفيع المستوى من حزب الله اللبناني للقاهرة، لتقديم واجب العزاء في وفاة الكاتب الصحفي المصري محمد حسنين هيكل، أثيرت العديد من التساءولات حول مدى تداعيات الزيارة المفاجئة والتي تعتبر هي الأولى منذ اندلاع ثورة يناير. 
حزب الله فى القاهرة..
ومن المعروف أن العلاقات بين مصر وحزب الله، كانت عدائية في فترة حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك وما بعده، ووصلت إلى حد اعتقال وتفكيك شبكات مرتبطة بالحزب كانت تعمل في مصر في فترات ماضية.
وقالت قناة المنار، التابعة لحزب الله: "إن الوفد ضم مسئول العلاقات الإعلامية بالحزب، محمد عفيف، ومسئول العلاقات العربية حسن عز الدين، والنائب علي المقداد".
وأكد مسئول العلاقات الإعلامية في الحزب محمد عفيف أن علاقات الحزب مع مصر مفتوحة، كما نقلت وكالة أنباء فارس عن مصادر صحفية أن زيارة وفد حزب الله إلى القاهرة تأتي في خطوة مفاجئة رغم فتح ملفات قضائية بحق الحزب من قبل السلطات المصرية.
و أثار وصول الوفد، تساؤلات كثيرة في مدى دلالة سماح مصر للحزب بالتواجد على أراضيها، في أول زيارة له منذ ثورة يناير 2011، وتجاوزها لإقامة علاقات ثنائية غير معلنة، في ضوء تطابق الآراء في الملف السوري، رغم وجود قضايا تلاحق الحزب اللبناني بمصر قضائيًا.
وفي الوقت الذي تشهد فيه العلاقات السعودية اللبنانية، أزمة متصاعدة إثر إعلان الرياض وقف مساعداتها لتسليح الجيش وقوى الأمن الداخلي اللبناني؛ بسبب موقفها من إيران وحزب الله اللبناني في المشهد المتأزم حول الرئاسة بلبنان، يرى خبراء أن السماح بالزيارة لحزب الله اللبناني في مصر في وقت تأجج العلاقات بين الجانب السعودي وإيران، ستثير حال وجود مقابلات ثنائية مع مسئولين مصريين حساسيات وتعقيدات جديدة بين الجانبين المصري والسعودي، فيما يرى آخرون أن الزيارة ليس لها أي دلالة أو تغيير في السياسة المصرية تجاه حزب الله إطلاقا.
وفي الوقت الذي تسعى الرياض للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، بأية وسيلة، ترى القاهرة أن الحلول السياسية وليس الحل العسكري هو الأمثل للخروج من الأزمة السورية، في إطار البقاء على المؤسسات ورفض إزاحة نظام بشار، وفق تصريحات رسمية في كلا البلدين، ويحارب حزب الله جانبًا إلى جنب نظام الأسد، المعارضة السورية، ويصر على بقائه.
حزب الله فى القاهرة..
وأعلنت الرياض، الجمعة الماضية، إيقاف مساعداتها المقررة لتسليح الجيش اللبناني عن طريق فرنسا، وقدرها 3 مليارات دولار أمريكي، إلى جانب إيقاف ما تبقى من مساعدة المملكة المقررة بمليار دولار أمريكي، المخصصة لقوى الأمن الداخلي في لبنان، وهو القرار الذي أعلنت الإمارات تأييدها له؛ بسبب موقفها من إيران وحزب الله اللبناني في المشهد المتأزم حول الرئاسة بلبنان.
وتتهم السعودية حزب الله، بالولاء لإيران والهيمنة على القرار في لبنان، وتنتقد تدخّله العسكري في سوريا للقتال إلى جانب نظام بشار الأسد، وأدرجت عدداً من عناصره على قائمة الإرهاب.
ويهاجم الحزب، السعودية على خلفية مواقفها السياسية، لا سيما بعد بدء عملية "عاصفة الحزم" في اليمن لدعم الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي في مواجهة الحوثيين، منذ مارس 2015.
ويرى المحلل السياسي حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن الموافقة على وصول وفد حزب الله إلى القاهرة يحمل دلالة سياسية، مشيرًا إلى أنها زيارة غير مستغربة للتعزية في وفاة هيكل، الذي له مواقف مؤيدة لإيران وحزب الله تجاه إسرائيل والصراع العربي الإسرائيلي.
حزب الله فى القاهرة..
وربط نافعة، بين وصول وفد حزب الله للقاهرة والعلاقات بينه وبين السعودية، التي يصفها بأنها متأزمة، لافتًا أن هذا سيثير حال مقابلة مسئولين مصريين مع الحزب اللبناني تعقيدات جديدة مع الجانب السعودي.
وطالب نافعة كافة الأطراف العربية بألا تفسر الموقف المصري وكأنّه موقف مساند لبشار الأسد أو موقف مساند لتدخل حزب الله أو إيران أو روسيا في الشأن السوري.
ويرى محللون أن الزيارة ليس لها أي دلالة أو تغيير في السياسة المصرية تجاه حزب الله إطلاقًا من جانب مصر، وأن مصر لن تمنع أي شخص في التعزية في وفاة أحد أبرز الكتاب الصحفيين في العالم العربي.
ويرغب حزب الله في ضخ علاقة جديدة مع النظام المصري، بعد تأزم الموقف السعودي اللبناني، إثر الأزمة الأخيرة، يحاول بشتى الطرق استرضاء بعض الدول العربية ومن بينها مصر، وبالأخص بعد موقفه العدائي من ثورة 30 يونيو والتي أطاحت بحكم الإخوان المسلمين.
وفي ظل مساعي مصر بطي جميع الخلافات مع مختلف الأطياف السياسية، فتحت القاهرة نافذة جديدة مع حزب الله بما يخدم مصالحها في لبنان وسوريا، فهل تكون الزيارة بادرة أمل جديدة في الأزمة السورية؟

شارك