رغم وساطة الرياض.. جهود المُصالحة بين القاهرة وأنقرة إلى تعثُر

السبت 27/فبراير/2016 - 08:28 م
طباعة رغم وساطة الرياض..
 
رُغم دخول المملكة العربية السعودية على خط الأزمة الدائرة بين القاهرة وأنقرة وسيطاً، إلا ان جهود المملكة للصلح بين القوتين الإقليميتين لم تنجح في لم الشمل بين البلدين نتيجة إصرار حكومة أردوغان على التدخل في الشؤون المصرية الأمر الذي ترفضه مصر، في حين تتمسك القاهرة بموقفها من تركيا بضرورة التخلي عن جماعة "الإخوان" التي أدرجها القضاء المصري إرهابيًا أواخر ديسمبر 2013.
وتوترت العلاقة بين مصر وتركيا منذ اندلاع ثورة 30 يونيه 2013 التي أنهت حكم الإخوان وأنهت المشروع الأمريكي والتركي في المنطقة الأمر الذي قابلته أمريكا وتركيا برفض تام، حيث علقت أمريكا المساعدات العسكرية لمصر المقدرة بنحو 1.3 مليار دولار سنوياً، قبل أن تستأنفها مرة أخرى نهاية 2014، كما قطعت تركيا ومصر علاقتهما الدبلوماسية على إثر تدخل تركيا في شؤون مصر الداخلية والتعليق على الأحكام القضائية الصادرة بحق قيادات الإخوان.
وترغب الرياض في الصلح بين القوتين الإقليميتين (القاهرة وأنقرة) لضمان نجاح ما يُسمى بالتحالف الإسلامي الذي أعلنته الرياض منذ نحو شهرين، وقالت تركيا ومصر أنهما مشتركان فيه، لذلك تسعى الرياض لإنهاء الخلاف بين البلدين لضمان نجاح تحالفها الموجه في الأساس ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
رغم وساطة الرياض..
وتعثرت جهود المصالحة بين مصر وتركيا، التي تقودها المملكة العربية السعودية، بعدما أكد مصدر مصري رفيع المستوى لوسائل إعلام خليجية أن القاهرة لن تمضي قدماً في إتمام المصالحة، طالما ظل النظام التركي برئاسة رجب طيب أردوغان على موقفه التهكمي من النظام المصري، والتعليق على أحكام القضاء المصري بصورة تطعن في نزاهة الأخير، فضلا عن أن القاهرة لديها تحفظات على أنقرة، في ضوء دعم الأخيرة لجماعة "الإخوان" المصنفة إرهابية في مصر، والميليشيات المسلحة في ليبيا، والتي تعتبرها القاهرة خطراً على أمن حدودها الغربية.
واشترطت القاهرة لإتمام المصالحة مع أنقرة أن تتخلي تركيا عن الإخوان وأن لا يتدخل النظام التركي في الشأن الداخلي المصري المتمثل في التعليق على أحكام القضاء الصادرة ضد قيادات الإخوان، ووقف دعم الجماعات المسلحة والإرهابية في ليبيا.
رغم وساطة الرياض..
وجاءت خطوة تنحية النظام الإخواني على غير هوى أردوغان، الذي عقد تحالفات قوية مع "الإخوان" في العالم العربي، لذلك لم يتوان في وصم ما حدث بـ"الانقلاب"، رافضاً الاعتراف بشرعية النظام المصري الجديد، معلناً تأييده للإخوان ومهاجماً النظام المصري، ما أدى إلى سحب متبادل للسفراء بين البلدين نهاية  2013.
المصدر -الذي طلب عدم نشر اسمه- أكد أن الحديث عن انفراجة في إجراءات المصالحة غير صحيح، بسبب التعنت التركي، وعدم استجابة أنقرة لشروط القاهرة لإتمام المصالحة، وفي مقدمتها وقف حملات التصعيد ضد الدولة المصرية، وإيقاف التصريحات العدائية من الجانب التركي، فضلا عن إيقاف بث الفضائيات الإخوانية من الأراضي التركية، وتسليم مطلوبين للسلطات المصرية، وأشار إلى أنه مع استمرار التجاوزات التركية فإن "المصالحة مع أنقرة متوقفة إلى حين إشعار آخر".
وكشف المصدر أن القاهرة رفضت أي حديث عن تنظيم لقاء على مستوى القمة بين مصر وتركيا في الوقت الحالي، خصوصا أن السلطات المصرية رفضت طلبا تركيا منذ نحو أسبوع بعقد لقاءات بين مسؤولين في الخارجية التركية ونظرائهم من الجانب المصري، وجاء الرفض لأن القاهرة ترى "أن أنقرة لم تنجز أية خطوات تبين وضوح نيتها في إتمام المصالحة، بل على العكس استمر الخطاب التركي الاستفزازي".
رغم وساطة الرياض..
وتصاعدت ترجيحات المراقبين أن تشهد القمة الإسلامية المُقررة أبريل المقبل في أنقرة انفراجة بين البلدين إلا ان كافة المؤشرات لا تعطي دلالة على إنجاز المُصالحة بين البلدين رُغم مساعي الرياض، وعلمت "بوابة الحركات الإسلامية" أن التمثيل المصري في القمة الإسلامية ربما يكون على مستوى وزير الخارجية.
ووجهت تركيا دعوة رسمية للنظام المصري لحضور القمة الإسلامية وقال وزير خارجية تركيا إن مصر دول إقليمية ومن المرجح أن تتم لقاءات بين مسؤولين مصريين وأتراك خلال الفترة المقبلة لكن النظام المصدر المصري حسم الجدل المُسار في ذلك السياق وأكد عدم إتمام المصالحة بين البلدين طالما استمرت تركيا في سياساتها الداعمة للإخوان والمتهكمة على النظام المصري.

شارك