تبادل المحتجزين بين التبو والطوارق.. هل ينهي الصراع بين الطرفين؟

الأحد 28/فبراير/2016 - 04:49 م
طباعة تبادل المحتجزين بين
 
بعد مرور أكثر من عام على الاشتباكات الدامية التي اندلعت في 2014 بين قبيلتي، "التبو والطوارق"، في بلدة أوباري، بمدينة سبها في الجنوب الليبي، أعلن عضو الوفد المفاوض عن قبيلة التبو "محمد صندو" إنهاء عملية تبادل المحتجزين بين مكوني التبو والطوارق في مدينة أوباري في إطار إنجاز المصالحة بين أبناء الوطن.
تبادل المحتجزين بين
وأضاف صندو في تصريح صحفي أن الطرفين أصدرا بيانًا اتفقا فيه على تثبيت وقف إطلاق النار بصورة نهائية بحضور القوة المحايدة، مع استمرار عودة العائلات المهجرة إلى مساكنها ودعوة المجلس البلدي أوباري المؤسسات الحكومية إلى العودة للعمل .
وأكد آمر الكتيبة 456 مشاة حرس الحدود، الرائد خليفة الصغير، تبادل المُحتجزين بين قبيلتي التبو والطوارق وإعلان وقف إطلاق النار بمدينة أوباري جنوب غرب ليبيا، مضيفًا أن الكتيبة رعت تبادل 3 مُحتجزين من قبيلة التبو و41 مُحتجزًا من قبيلة الطوراق بحضور وفداً من قبيلة الحساونة.
وأوضح الصغير، أن قبيلتي التبو والطوارق أعلنوا وقف إطلاق النار وحلفوا اليمين على عدم وجود أي محتجزين من القبيليتن.
وتسلمت الكتيبة 456 مشاة حرس الحدود المكلفة بتأمين مدينة أوباري وسكانها، وفض النزاع ووقف إطلاق النار بين الأطراف المتقاتلة السبت الماضي المدينة بالكامل بما فيها مطار أوباري المدني ورفعت الأعلام البيضاء بها.
وكانت بدأت قوات عسكرية محايدة، من قبيلة الحساونة "العربية"، الليبية في 9 فبراير الجاري، في الانتشار بمدينة أوباري؛ حيث استلمت بعض المواقع من مسلحي القبيلتين، وستكمل انتشار قواتها على باقي المواقع.
ويصف القائمون على الاتفاقية الأمر بالتاريخي، ويأملون في وضع حد نهائي للاقتتال بين القبيلتين والمستمر منذ فترة طويلة، لا سيما بعد نجاح الاتفاق منذ تطبيقه في منع اشتعال المواجهات.
وقال مصدر مقرب من القبلتين: "إن مسلحي القبيلتين المتنازعتين، سينسحبون من كافة المواقع، تنفيذًا للاتفاق الموقع بينهما في العاصمة القطرية الدوحة".
وفي نوفمبر الماضي، نجحت قطر في وأد الصراع بين القبيلتين بتوقيع اتفاقية تصالح بينهما في العاصمة القطرية الدوحة.
والتزم الطرفان في الاتفاق الجديد بوقف كامل لإطلاق النار، وإنهاء المظاهر المسلحة في مدينة أوباري، وكذلك شمل الاتفاق عودة النازحين والمهجرين إلى بيوتهم، وفتح الطريق العام المؤدي إلى المدينة.
تبادل المحتجزين بين
وشهدت الدوحة، يوم 23 نوفمبر 2015، توقيع اتفاق سلام تاريخي بين قبيلتي التبو والطوارق الليبيتين، لتنتهي بذلك الحرب الدامية بينهما والتي استمرت لعامين.
وكانت ذكرت بوابة الحركات الإسلامية أن الاشتباكات تدور متقطعة بين قبائل "التبو" و"الطوارق"، منذ الـ17 من سبتمبر عام 2014، سقط خلالها أكثر من 300 شخص، و2000 مصاب، لدى الطرفين، ببلدتي أوباري، ومرزق المجاورة، وذلك رغم الاتفاق الذي توصل إليه الطرفان في الـ22 من الشهر نفسه.
وأشار شاهد عيان، إلى أن القوة العسكرية، بدأت في الانتشار وسط المدينة، وأمام مبنى التعليم والمجمع الإداري الذي كان يسيطر عليه مسلحون قبليون سابقًا.
وفي السياق ذاته، دعت قبائل الطوارق في بيان لها الأسبوع الماضي، جميع سكان أوباري، للالتفاف حول الاتفاق، والصبر على نتائجه، والابتعاد عن تصديق الشائعات والأقاويل وأصحاب الأجندات، وكل المتربصين بالسلام المنشود في البلدة.
وكانت قوات عسكرية من قبيلة الحساونة، بدأت السبت الماضي، دخول مدينة أوباري، عبر طريقي أوباري– سبها، والصحراوي.
وكما أوضحت بوابة الحركات الإسلامية مسبقًا، فإن جذور المشكلة بين الطرفين تعود إلى مشاجرة بين أفراد أمن من قبائل الطوراق، ومواطن من الطرف الآخر في ذلك اليوم، ازدادت حدته لتصل إلى اشتباكات مسلحة بعد قيام مسلحين ينتمون للتبو، بالهجوم على مركز الأمن الوطني مركز شرطة تسيطر عليه جماعة مسلحة تابعة للطوارق.
تبادل المحتجزين بين
والطوارق، أو أمازيغ الصحراء، هم قبائل من الرحّل والمستقرين يعيشون في صحراء الجزائر، ومالي، والنيجر وليبيا وبوركينا فاسو، وهم مسلمون سنة، ولا توجد أرقام رسمية حول تعداد الطوارق في ليبيا، إلا أن بعض الجهات تقدر عددهم ما بين 28 و30 ألفًا، من أصل تعداد ليبيا البالغ حوالي 6.5 ملايين نسمة.
أما قبائل التبو "غير عربية" فهم مجموعة من القبائل البدوية تسكن جنوبي ليبيا، وشمالي النيجر، وشمالي تشاد، وقد اختلف المؤرخون في تحديد أصولهم، فقال بعضهم إنهم يرجعون في أصولهم التاريخية إلى قبائل "التمحو" الليبية القديمة، وذهب آخرون إلى أنهم قبائل "الجرمنت"، وهي قبائل كانت تسكن جنوبي ليبيا، بينما يقول فريق ثالث إنهم من قبائل ليبية قديمة كانت تسمى "التيبوس" وتسكن شمالي البلاد.
وينقسم المشهد العسكري والاجتماعي في أوباري بين قبائل التبو المؤيدة لمجلس النواب المعترف به دوليًا في طبرق، وقبائل الطوارق المؤيدة للمؤتمر الوطني العام في طرابلس، المحسوب على جماعة الإخوان.
ويشهد الجنوب الليبي بين الحين والآخر اشتباكات قبلية، لا سيما أن المنطقة تضم قبائل عربية وغير عربية كالطوارق وأمازيغ الصحراء، بالإضافة إلى التبو الذين يعيشون في جنوب شرق ليبيا وشمال النيجر وشمال تشاد.

شارك