بابا الفاتيكان: "مطلوب توزيع منصف للاجئين.. والقضاء على أيديولوجية العنف"

الإثنين 29/فبراير/2016 - 11:17 ص
طباعة بابا الفاتيكان: مطلوب
 
رحب البابا فرنسيس "بالإعانات السخية" التي قدمتها اليونان و"البلدان الأخرى" للمهاجرين، واعتبر أن هذا الوضع الإنساني الطارئ "يتطلب تعاون كافة الأمم"، وطالب الدول الأوروبية المنقسمة إزاء تدفق المهاجرين إلى إيجاد "رد إجماعي" و"توزيع منصف للأعباء" فيما بينهم. 
وقد جعل البابا الأرجنتيني حق المهاجرين في البحث عن حياة أفضل أحد المواضيع الكبرى في حبريته، مكرراً رسالته من أوروبا إلى الولايات المتحدة والمكسيك أخيراً. لكنه يؤكد في الوقت نفسه ضرورة احترام المهاجرين القوانين المرعية في البلدان التي تستضيفهم، وعلى وجوب حل أسباب الهجرة في البلدان الأصلية.
في سياق آخر، عبّر البابا عن "الرجاء" في أن يؤدي دخول وقف إطلاق النار في سورية إلى إنهاء النزاع الدائر هناك منذ خمس سنوات. وقال إنه "تلقى برجاء نبأ وقف الاعمال العدائية في سورية". وأضاف: "أدعوكم جميعا إلى الصلاة كي يخفف هذا التطور من معاناة الشعب من خلال تشجيع نقل المساعدات الإنسانية الضرورية، وفتح الطريق أمام الحوار والسلام المنشود كثيراً". كما وعبّر عن قربه من سكان جزر فيجي التي ضربها إعصار قوي، وقال إنه يرفع الصلاة من أجل الضحايا وجميع الذين يعملون لتقديم المساعدة.
وفي سياق متصل استقبل مدير المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام الأب رفعت بدر مسئول الهيئة العاملة في المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكوردستاني ملا بختيار، بحضور الأب حنا كلداني كاهن رعية شهداء الأردن، والأب رومانوس سماوي كاهن رعية الروم الأرثوذكس في الفحيص وعدد من العائلات العراقية المهجرة..
ولفت إلى أنه في العام 2002 أرسل البابا وفديين إلى بغداد وواشنطن للقيام بالفرصة الأخيرة لتجنب الحرب ضد العراق. وأضاف أن البابا أبلغ الرئيس الأمريكي في حينه أنه في الحرب هناك دائماً خاسرون وليس من رابح وخاسر، وأبلغه أنه إذا أراد أن يشن الحرب على العراق فليُخرج اسم الله منها، فلا يمكن للحروب أن تشن باسم الدين واسم الله، فالله هو سلام ومحبة.
من ناحيته قال الملا بختيار إنه يتشرف بزيارة الأردن بلد المحبة والآمان، فالمحبة هي التي تجمع المسيحيين والمسلمين في بلاد العرب. وأكد أنه لا يمكن للشرق الأوسط موطن الأديان أن يكون موطناً للقتل والإرهاب، ففي الدول الأخرى هنالك أديان متعايشة لكن هنالك تنافس على السلطة.
وأشار مسئول الهيئة العاملة في المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكوردستاني إلى ضرورة العمل على تحسين الوضع الاقتصادي والسياسي السيئ في المنطقة عامة، وفي العراق بصورة خاصة، مؤكداً أن إقليم كوردستان سيستمر في فتح بيوته وصدوره للمهجرين بخاصة المسيحيين الذين يرتبطون مع الكورد بعلاقات جيدة.
وتحدث الأب حنا كلداني عن ضرورة القضاء على أيديولوجية العنف الدينية والعمل على بناء دولة حديثة مدنية تعمل على تعزيز المواطنة. كما تحدث الأب رومانوس مشيراً إلى ضرورة القضاء على التيار السلفي من أجل التخلص من التوتر والاحتقان اللذين يسيطران على المنطقة. وأشاد بالدور الذي تقوم به جهات فكرية من حيث الدعوة إلى تغيير المناهج التعليمية الإلغائية، ودعا إلى التمسك بالقول: "إننا مجتمع واحد نبني مجتمعنا بفكرنا المستنير ولا نهدم الحضارات".
ثم تحدث العديد من العراقيين المسيحيين المهجرين عن التجارب المأساوية التي مرّوا بها، مشيرين إلى الدور البناء الذي قام به المسئولون في إقليم كردستان في استقبال المهجرين واللاجئين. كما أشادوا بالعلاقات المميزة بين المسيحيين العراقيين والأكراد.

شارك