الجيش اليمني جاهز لتحرير صنعاء.. والحوثيين يرفضون المفاوضات

الثلاثاء 01/مارس/2016 - 06:20 م
طباعة الجيش اليمني جاهز
 
تواصلت المعارك التي تخوضها القوات المشتركة للمقاومة الشعبية والجيش الوطني الموالي لحكومة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، ضد الانقلابيين الحوثيين والقوات المتحالفة معهم في مناطق نهم وجبهات تعز والجوف ومأرب وحجة وشمال الضالع والعاصمة صنعاء.

الوضع الميداني:

الوضع الميداني:
وعلي الصعيد الميداني، اعترضت قوات التحالف العربي صاروخا باليستيا في سماء محافظة مأرب فجر اليوم، حيث أكدت مصادر ميدانية أن المنظومة الدفاعية لقوات التحالف العربي اعترضت صاروخا باليستيا في مأرب أطلق من منطقة حباب بمحافظة مأرب، مشيرة إلى أن سماء المحافظة شهدت تحليقا مكثفاً لطيران التحالف عقب اعتراض الصاروخ.
هذا وتكبدت ميليشيات الحوثي والمخلوع خسائر بشرية فادحة بعدما فقدت 24 من عناصرها بين قتيل وجريح خلال غارة جوية لطيران التحالف استهدفت اجتماعا للميليشيات في قرية بني يوسف في منطقة الحيمة الداخلية غرب محافظة صنعاء
تطور ميداني في محافظة الجوف لصالح قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية التي تمكنت من تحرير "جبل السفينة" شمال مدينة "الحزم" عاصمة المحافظة بعد معارك أسفرت عن مقتل 4 من عناصر الحوثيين، تمهيدا لتحرير مديرية "المتون" الهدف القادم لقوات الشرعية بالتزامن مع غارات لمقاتلات التحالف على أهداف للميليشيا في مديريتي "الغيل والمصلوب" شمال المحافظة.
وفي استمرار لانتهاكاتها وجرائمها الممنهجة أقدمت مليشيات الحوثي وصالح على تفجير منزلين لأبناء قيفة رداع بمحافظة البيضاء، وسط البلاد.
فيما شنت المقاومة الشعبية هجوماً مسلحاً على نقطة تفتيش تابعة لمليشيات الحوثي بمنطقة الملاجم وتمكنت من قتل جميع من فيها كما أكدت مصادر في المقاومة الشعبية مقتل أحد قيادات مليشيات الحوثي بجبهة طياب.
إلى ذلك أفادت مصادر محلية وأمنية بأن انتحاريا يقود سيارة مفخخة استهدف تجمعا للقوات الشرعية في عدن ما أدى إلى مقتل 4 أشخاص وإصابة خمسة بجروح.
كما سقط 23 قتيلاً وعشرات الجرحى من عناصر ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح، من بينهم القيادي بالميليشيات "ياسين يحيى علي شهاب" المكنّى بـ"أبو جهاد"، وذلك إثر قصف طيران التحالف لمواقع وتجمعات وتعزيزات الميليشيات الانقلابية في مديرية جبل حبشي غرب مدينة تعز، وإثر الاشتباكات التي دارت خلال اليوم الاثنين.
وشنّ طيران التحالف سلسلة غارات على مواقع وتجمعات الميليشيات في بلاد الوافي والقحف وخط الإمداد بالمحجرين وهيجة الصراهم بجبل حبشي، غرب مدينة تعز.
وفي نفس السياق، دارت اشتباكات عنيفة بين عناصر الميليشيات الانقلابية والجيش الوطني مسنوداً بالمقاومة الشعبية في بلاد الوفي والصراهم. ولا تزال هذه الاشتباكات مستمرة.
كما دارت اشتباكات خفيفة بين عناصر الميليشيات الانقلابية والجيش الوطني مسنوداً بالمقاومة الشعبية في حي الحصب ووادي الدحي غرب المدينة.
من جهة أخرى، تواصل ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح قصفها المستمر للأحياء السكنية وسط تعز بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، مما أدى لسقوط سبعة جرحى من المدنيين وأضرار مادية.

المشهد السياسي:

المشهد السياسي:
وعلي صعيد اخر، اجتمع نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة اليمنية، الفريق علي محسن الأحمر، في مقر إقامته المؤقت بالعاصمة السعودية الرياض، اليوم الإثنين، مع الملحق العسكري الأمريكي لدى اليمن، العقيد ديفيد كويز، ونائبه. 

وذكرت وكالة الأنباء اليمنية الحكومية أن الأحمر استعرض تطورات الأوضاع الميدانية في اليمن، والمواجهات التي تخوضها قوات الجيش والمقاومة ضد المليشيات الحوثية وصالح الانقلابية.
وأكد الأحمر أن القوات تحقق تقدماً كبيراً في مختلف جبهات القتال وأن الانقلابيين يعيشون ساعاتهم الأخيرة، وعمليات الحسم والقضاء عليهم باتت قريبة.
من جانبه، أكد الملحق العسكري الأمريكي دعم بلاده للشرعية الدستورية، ووقوفها إلى جانب اليمن، حتى يتم دحر الانقلابيين واستعادة الشرعية وسلطة الدولة، وتنفيذ القرارات الأممية، وترسيخ الأمن والاستقرار في كافة المدن والمحافظات اليمنية.

المسار التفاوضي:

المسار التفاوضي:
وعلي صعيد المسار التفاوضي، قال مسؤول يمني رفيع إن الحكومة اليمنية مستعدة لاستئناف المفاوضات الأممية مع وفد الحوثيين وأتباع المخلوع صالح، إلا أنهم يعرقلون ذلك من خلال اشتراطهم وقف إطلاق النار قبل الدخول في أي حوار.
وأوضح وزير التجارة اليمني عضو الوفد الحكومي المفاوض الدكتور محمد السعدي لـ «الحياة»، أن وفداً أممياً فنياً موجودٌ حالياً في الرياض ويجري مناقشات مع الحكومة اليمنية في شأن استئناف المفاوضات، على أن يصل المبعوث الأممي لليمن إسماعيل ولد الشيخ إلى الرياض خلال الأيام الثلاثة المقبلة.
وأضاف: «الطرف الآخر لا يتفاعل مع الجانب السياسي، ولا يستجيبون لدعوة الأمم المتحدة، يريدون وقف إطلاق النار ثم بعد ذلك يتم إطلاق الحوار».
وأكد السعدي أن «الجانب الحكومي مستعد للحوار منذ فترة، ومبعوث الأمين العام صرح في موسكو بأنه يرتب لقاء في شهر مارس ونأمل أن ينجح في ذلك».

الوضع الانساني:

الوضع الانساني:
وعلي الصعيد الانساني، حذر المنسق الأممي للشؤون الإنسانية لليمن، جيمي ماكغولدريك من عدم التزام المجتمع الدولي لخطة الاستجابة الإنسانية لليمن وانعكساتها السلبية، للعام الجاري، و المقدرة بـ 1.8 مليار دولار أميركي.
وقال ماكغولدريك للعربية على هامش مؤتمر صحفي عقده الثلاثاء، في عمّان: "نحن طلبنا 1.8 مليار دولار للتعامل مع الاحتياجات الإنسانية لأكثر من 13 مليون إنسان في اليمن"، محذراً من عدم التزام المجتمع الدولي في هذا الإطار سيزيد الوضع سوءاً وستتفاقم مأساة اليمنيين.
وبين المنسق الأممي أن الأمم المتحدة تحاول إقناع الدول المانحة بأن الاحتياجات الإنسانية لا زالت ملحة، مؤكداً أن قدرتها زادت بالوصول إلى الأشخاص المحتاجين الذين تضرروا جراء النزاع الذي تشهده بلادهم، وإيصال المساعدة لهم.
وأشار ماكغولدريك إلى أن نحو 75% من المبلغ المطلوب في خطة الاستجابة تمثل مساعدات حرجة لا تحتمل التأجيل، لافتاً إلى الصعوبات التي تعيق العمل الإنساني داخل اليمن نتيجة للوضع القائم جراء القتال والتفجيرات.
وقال "استطعنا مؤخراً فتح ثلاثة مكاتب في مناطق لم يكن لنا فيها حضور"، مشيراً إلى وجود 21.2 مليون يمني في حاجة ماسة للمساعدات الإنسانية، خاصة بعد أن دفع النزاع الخدمات الأساسية الاجتماعية إلى شفير الانهيار، إضافة إلى تدهور الاقتصاد وفقدت الملايين من الأسر مصادر رزقها.
من جانبه، قال القائم بأعمال السفارة اليمنية في الأردن عبد الله عزازي، إن جماعة الحوثي مليشيا الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح يعرقلون دخول المساعدات خصوصاً المناطق المسيطرين عليها.
وأشار إلى أن الوضع الإنساني داخل اليمن متدهور رغم الجهود التي تبذلها الدول الشقيقة لبلاده والمنظمات الدولية، مؤكداً أن الوضع لا يزال بحاجة إلى مساعدات لإعادة الإعمار والبناء.
وكان مجتمع العمل الإنساني أطلق خطة الاستجابة الإنسانية لليمن للعام 2016 في جنيف يوم 19 فبراير 2016.
وتتطلب خطة الاستجابة الإنسانية لليمن تمويلاً بمبلغ 1.8 مليار دولار أميركي لتوفير مساعدات ضرورية ومنقذة للأرواح لـ 13.6 مليون شخص تضرروا من النزاع المتصاعد في اليمن.
وتلتقي في هذه الخطة أكثر من 100 منظمة إغاثة تعمل في الاستجابة للكارثة الإنسانية المستمرة في ظل وجود 21.2 مليون شخص - أي أربعة أشخاص من كل خمسة يمنيين - يحتاجون لتلقي مساعدات إنسانية.

المشهد اليمني:

رفض جماعة الحوثيين وصالح طريق السلام، ومع تعين الفريق علي محسن الأحمر، كقائد لجيش اليمني، تشير سير الأحداث الي أن اطراف الصراع اليمني اختاروا الحسم العسكري، علي حساب الحل السلمي، دون أي اعتبارات للمعناة التي يعانيها الشعب اليمني وتردي الأوضاع الانسانية والاجتماعية والاقتصادية في البلاد.

شارك