لأول مرة.. البرلمان والإخوان يتفقان على حكومة الوفاق الليبية

الأربعاء 02/مارس/2016 - 01:25 م
طباعة لأول مرة.. البرلمان
 
في خطوة لافتة، ومواصلة للنزاعات القائمة في ليبيا، عقد كل من البرلمان الليبي المعترف به دوليًّا، والمؤتمر الوطني المنتهية ولايته والمحسوب على جماعة الإخوان المسلمين- جلسة نقاشية حول ما توصلوا إليه بشأن حكومة الوفاق الوطني الجديدة برئاسة فايز السراج.
لأول مرة.. البرلمان
ولأول مرة يتفق الطرفان على موضوع موحد للنقاش؛ حيث إنه من المعروف أن كلًّا مِن الطرفين متعنتان في إجراءات منح الحكومة الجديدة الثقة من عدمه، فمن ناحيته يواصل مجلس النواب الليبي مماطلته في التوقيع على منح الحكومة الثقة، وظل يؤجل الجلسات يومًا بعد الآخر، الأمر الذي قد يؤدي إلى فرض عقوبات على معرقلي مسيرة الاستقرار كما أعلن الاتحاد الأوروبي منذ سابق.
وانطلقت أمس الثلاثاء جلسة الحوار الليبي- الليبي، في العاصمة الليبية طرابلس، بعيداً عن رعاية بعثة الأمم المتحدة، حيث عقدت محادثات رسمية لم يسبق الإعلان عنها، بين ممثلين عن مجلس النواب، المعترف به دولياً، والمؤتمر الوطني العام "البرلمان" السابق والمنتهية ولايته بطرابلس.
واستأنف المجلسان التشريعيان المتنازعان مناقشات جديدة خارج مظلة بعثة الأمم المتحدة، بعد تشكيل لجنة حوار داخلي من البرلمان المعترف به دوليًّا.
وقال رئيس لجنة الحوار الداخلي في البرلمان إبراهيم عميش في تصريحات صحفية له: "إن هذا الحوار لا علاقة له بالاتفاق السياسي الذي يقضي بتشكيل حكومة وفاق وطني بتسهيل من بعثة الأمم المتحدة، مشيرًا إلى إمكانية طرح موضوع تشكيل حكومة أخرى".
يذكر أن البرلمان فشل في اتخاذ قرار حول حكومة الوفاق بسبب خلافات بين النواب، فيما لم تعقد جلسة الأسبوع الحالي بسبب عدم اكتمال النصاب.
في ذات السياق، يعقد مجلس الأمن اليوم الأربعاء جلسة يبحث فيها مستجدات الملف الليبي بحضور المبعوث الأممي مارتن كوبلر، والذي وصل إلى نيويورك في وقت سابق. 
وكان مسئول حقوق الإنسان بالأمم المتحدة، الأمير زيد بن رعد الحسين، قد دعا الأسبوع الماضي مجلس الأمن إلى زيادة المراقبة في ليبيا، واتخاذ إجراء ضد منتهكي حقوق الإنسان في أعقاب إصدار تقرير يوثق التعذيب وقطع الرءوس وغيرها من أعمال العنف في البلاد، جاء ذلك بعد إصدار المنظمة الأممية تقريرًا من خمس وتسعين صفحة يشير إلى تنامي انتهاكات حقوق الإنسان في ليبيا خلال العامين الماضيين.
لأول مرة.. البرلمان
وفي سياق مواز، يرى الغرب أنه لا حل أمامهم سوي التدخل العسكري، وبالأخص مع تسارع الأحداث سواء كانت هذه الأحداث خارجية أو داخلية؛ حيث يشكل تنظيم داعش الإرهابي مخاطر كبيرة وتحديًا للحكومة والسلطات في ليبيا.
ومن جانبه كشف قائد قوات العمليات الخاصة الأمريكية في إفريقيا، الجنرال دونالد بولدوك، عن وجود استعدادات أمريكية وأوروبية ميدانية للتدخل في ليبيا لكبح جماح تمدد "داعش"، مشيرًا إلى أن هذا الاستعدادات تتم بمعزل عن اللواء خليفة حفتر، بل تعتمد على علاقات سابقة منذ عهد العقيد القذافي.
وقال بولدوك، لصحيفة "وول ستريت جورنال": "لدينا، بفضل العلاقات السابقة مع قوات العمليات الخاصة الليبية، روابط مع قادة الجيش المقبول الشراكة معهم دوليًّا من أجل دعمهم في ملاحقة التهديدات الإرهابية".
فيما حذر الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، من توغل تنظيم "داعش" وتمدده في ليبيا، لافتًا إلى "أنه بالرغم من استمرار الانقسامات السياسية والمؤسسية والمواجهات المسلحة في جميع أنحاء ليبيا واتساع نطاق أنشطة الجماعات الإرهابية، إلا أن العملية السياسية التي تيسِّرها الأمم المتحدة وتدعمها المساعي الإقليمية والدولية أحرزت بعض التقدم".
وقال بان كي مون، في تقرير قدمه إلى مجلس الأمن حول ليبيا، إنه لا يزال العديد من القادة السياسيين والعسكريين الليبيين يعترضون على الجهود المبذولة من أجل المضي بالبلد إلى المرحلة التالية من انتقاله الديمقراطي.
وكان رئيس الحكومة الليبية المؤقتة عبدالله الثني، اجتمع برئيس الهيئة العامة للإعلام والثقافة خالد نجم ورئيس هيئة الإعلام الخارجي عريش سعيد مساء أمس الثلاثاء بمقر الحكومة في مدينة البيضاء، وناقش رئيس الحكومة المؤقتة خلال الاجتماع المقترح المقدم من هيئة الإعلام الخارجي بتشكيل غرفة إعلام طارئة بالتنسيق مع القيادة العامة للقوات المسلحة العربية الليبية وجهاز المخابرات العامة والمجلس البلدي لبنغازي.
لأول مرة.. البرلمان
وعلى الصعيد الميداني نجح الجيش الليبي بقيادة اللواء خليفة حفتر من سيطرته على مدينة بنغازي وبدأ السكان يعودون لتفقد ممتلكاتهم رغم الدمار الذي أصابها، صدر بيان للجيش نفى فيه قائده خليفة حفتر حصول أي أعمال انتقام بعد شيوع أعمال قتل خارج القضاء.
 وقد تبرأ بيان للجيش ممن ينسبون أفعالهم له ويسمون أنفسهم أولياء الدم، كما حذرهم من ارتكاب أي أعمال انتقامية منافية للدين والأخلاق.
من جهته، وجه الناطق باسم الهندسة العسكرية نداء للمواطنين في المناطق المحررة في بنغازي بعدم الاقتراب من الأجسام الغريبة التي يعثرون عليها. وقال: إن المتطرفين زرعوا كميات من الألغام بشكل عشوائي في البيوت وتقوم الهندسة بإبطالها وتفكيكها.
وفي صبراتة، استغرب المجلس البلدي للمدينة في بيان إعلان حكومة طرابلس غير المعترف بها دولياً تحرير المدينة من تنظيم "داعش"، مشيراً إلى أنه لم يتم التنسيق مع أي جهة في المدينة للإعلان عن استكمال العمليات العسكرية ضد هذا التنظيم.
وأكد أن القوة المشتركة تعمل على ملاحقة عناصر التنظيم ومن يأويهم في مناطق المدينة كافة.
بدورها، أفادت معلومات بقصف طيران غير معروف رتلاً من العربات العسكرية في منطقة السدادة غرب سرت متجهاً من سرت إلى الصحراء يعتقد أنه لـ"داعش".
وتواجه ليبيا في المرحلة الحالية حالة من عدم التوازن السياسي، فمن تأزمت الحكومة الليبية الجديدة في التشكيل، ومن جانب آخر يتنامى التنظيم الإرهابي "داعش".

شارك