سفراء الفاتيكان: "نعمل تحت القصف ونعجز عن التعامل مع المتطرفين"

الأربعاء 02/مارس/2016 - 03:09 م
طباعة سفراء الفاتيكان:
 
لا يمكننا، لسوء الحظ، معرفة ما الواجب فعله مع متطرفين جاهزين في كل لحظة لتبني العنف والإرهاب، نعمل على الأرض رجال دين وسفراء دبلوماسيين في نفس الوقت" إنهم سفراء الفاتيكان الذين يضعون حياتهم في خطر ويحافظون على رباطة جأشهم حتى تحت القصف، وهم يعملون من أجل وضع حد لما وصفه البابا فرنسيس بالحرب العالمية الثالثة المتجزئة.
ويقول المطران بول غالاغر: "دعونا لا نخدع أنفسنا بشأن التحديات الملقاة أمامنا: إن كنا سنعمل من أجل احلال السلام ومصالحة الدول وضمان أمن البلاد والجماعات، خاصةً الأقليات والمضطهدين، علينا ببذل جهود غير مسبوقة".
ويشرف المطران الذي يتولى منصب أمين سر حاضرة الفاتيكان للعلاقات مع الدول على الجهود الدبلوماسية "لمعرفة ما يحصل في العالم وفهمه وتفسيره"؛ وذلك لتقديم المشورة للبابا ولأعضاء آخرين في الكنيسة الرومانية.
وقال متحدثاً بصورة خاصة عن الوضع في سوريا والعراق؛ حيث استحوذت الدولة الإسلامية على مساحات شاسعة من الأراضي، وأجبرت عشرات آلاف المسيحيين على الهجرة: "نأمل أن تحمل المفاوضات التي بدأت ثماراً وأن يكون هناك وقف للأعمال العدائية في الأيام القادمة، واستحداث ممرات إنسانية من أجل مساعدة المواطنين المتألمين".
وكانت الولايات المتحدة وروسيا ودول أخرى قد عقدت مفاوضات سلام في ميونيخ أدت إلى إعلان وقف الأعمال الحربية في 12 فبراير بين الحكومة ومجموعات الثوار المعارضة في سوريا، دون أن تشمل هذه الهدنة النزاع ضد مقاتلي الدولة الإسلامية.
ويؤكد المطران غالاغر أن الفاتيكان وبعثاته الدبلوماسية تعمل مع الناس على الأرض؛ من أجل الترويج لحوار بين الأديان في المنطقة كجزء من صناعة السلام.
وقال: "نحن لا نتحاور مع داعش وعندما أقول حوار بين الأديان، أعني اجتماع المسيحيين والتقاليد الدينية الأخرى من أجل حشد مواردهم في وجه الألم الناتج عن الموت وتدمير أرضهم".
وأضاف: "لا يمكننا، لسوء الحظ، معرفة ما الواجب فعله مع متطرفين جاهزين في كل لحظة لتبني العنف والإرهاب".
ومع ذلك، شدد المطران على أن الحرب في سوريا ستنتهي. "سيتطلب الأمر إرادة كبيرة وتضحيات كثيرة من قبل جميع الأطراف، إلا أنه من الواجب علينا تحفيزها".
ويُعرف أن البابا فرنسيس يُخاطر كثيراً بسلامته الشخصية فسبق له- على سبيل المثال- أن زار جمهورية إفريقيا الوسطى في شهر نوفمبر الماضي. وشجع مثال البابا الشجاع دبلوماسيي الكنيسة العاملين في مناطق خطيرة على حذو حذوه.
ومن الأمثلة على ذلك المطران ماريو زيناري، القاصد الرسولي في سوريا الذي بقي في منصبه ومقره طيلة فترة النزاع، كما وقد ساهم إلى حد كبير في جهود السلام.
ويقول المطران غالاغر: "إن كان لديك التصميم والأهم، الإيمان، تستطيع تحمل كل المخاطر".
وفي المقارنة بين بعثات الفاتيكان الخارجية والمنظمات غير الحكومية والبعثات الإنسانية، يشير المطران إلى أن دبلوماسيي الفاتيكان يبقون مع جماعاتهم المُعينين لخدمتها حتى في أصعب الظروف ولا يستسلمون بسهولة.
وفي حين يتمتع دبلوماسيو الفاتيكان بمطلق الحرية للرحيل في حال كانوا في خطر، يؤكد المطران على تفانيهم الكبير والتزامهم وتضحيتهم.
ويؤكد المطران أخيراً على أهمية عمل الدبلوماسيين لوضع حد للفوضى المسيطرة على الشرق الأوسط، إلا أنه يشدد على أن وقف النزاع مرتبط أيضاً بالناس العاديين المدعوين إلى بذل قصارى الجهود، من خلال الصلاة والعمل والدعوة إلى التفاوض.. الجدير بالذكر أن رئيس وزراء الفاتيكان هو الكاردينال جيوسيبي برتلو.

شارك