قبائل صنعاء تنقلب على الحوثيين.. وقرار أممي لإنقاذ الوضع الإنساني
الخميس 03/مارس/2016 - 07:05 م
طباعة

واصلت قوات التحالف العربي استهداف مواقع ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح في أكثر من منطقة، في وقت استمرت المعارك العنيفة بين ميليشيات الحوثي وصالح من جهة، والمقاومة الشعبية والجيش اليمني من جهة. أخرى.
الوضع الميداني:

وعلى الصعيد الميداني، رفضت قبائل محافظة صنعاء المحيطة بالعاصمة دعوة ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح لما سمي النفير العام، بحسب ما أفادت مصادر "العربية".
كما اتهم شيوخ القبائل، خلال اجتماع قبلي ضم عدداً من شيوخ قبائل الطوق في منطقة بني الحارث باليمن، وبحضور مـندوبين عن مديريات مناطق أخرى، وعلى رأسهم ناجي جمعان، أحد كبار شيوخ قبائل بني الحارث ميليشيات الحوثي بخوض حرب خاسرة وبالخيانة، وجر البلاد إلى حرب مدمرة.
ورفضت القبائل استقبال ممثلين عن الميليشيات في مناطقها أو المشاركة في القتال إلى جانبها.
وبحسب مصادر، فإن شيوخ القبائل من منطقة بني الحارث وشيوخ ينـتمون للمؤتمر من أرحب وهمدان، وجهوا الاتهام المباشر للحوثيين بقتل أبناء القبائل عبر زجهم في المعارك.
فيما دمرت طائرات ومدفعية التحالف العربي، منصات إطلاق القذائف وآليات ميليشيات الحوثيين شمال اليمن في محافظتي صعدة وحجة.
ووفقاً لما ذكرته الوطن السعودية، اليوم الخميس، لجأ المتمردون إلى أسلوب وتكتيك حرب العناصر الانتحارية، عبر وسائل بدائية كالدراجات النارية واستخدام الحيوانات، في محاولات يائسة لاختراق الحدود الجنوبية، مصطحبين معهم معدات التصوير لتحقيق نصر إعلامي زائف، رغم علمهم أن مصيرهم الموت.
وفي تعز، قصف طيران التحالف تجمعاً للميليشيات الانقلابية في معسكر النجدة في الحوبانم، ما أدى إلى مقتل وإصابة عدد من مسلحي ميليشيات الحوثيين وصالح، كما شن طيران التحالف العربي 4 غارات جوية على مواقع للحوثيين وقوات صالح في مديرية حيران بمحافظة حجة، شمال غرب البلاد.
كما استهدفت الغارات مواقع المتمردين في جبل الأشقري في مديرية صرواح، ما تسبب في خسائر جسيمة في صفوف المتمردين.
وشمل القصف كذلك مواقع للميليشيات في تعز التي تشهد اشتباكات عنيفة بين المقاومة الشعبية والانقلابيين في أكثر من جبهة، والتي أعقبت محاولة للمتمردين التسلل باتجاه مناطق سيطرة المقاومة الشعبية.
يأتي ذلك في وقت تستمر المعارك بين مسلحي جماعة الحوثيين والقوات الموالية لصالح من جهة ورجال المقاومة الشعبية من جهة أخرى، في مديرية حزم العدين بمحافظة إب وسط البلاد.
وأشارت مصادر محلية إلى أن معارك بالأسلحة الثقيلة تجددت بعد أيام من الهدوء الحذر، في مناطق تابعة لمديرية حبيش بين المتمردين والمقاومة الشعبية.
ولقي 21 عنصراً من المسلحين مصرعهم قرب الحدود السعودية أمس الأربعاء، إذ حاولت العناصر التسلل من مديرية ميدي الساحلية شمال محافظة حجة، باتجاه الحدود السعودية مستخدمين الدرجات النارية، وتصدت لهم طائرات الأباتشي والقوات المشتركة والمدفعية السعودية، بعد أن تم رصد محاولاتهم، وتم القضاء على كل العناصر، بحسب الصحيفة.
كما تصدت القوات البرية وحرس الحدود، بمساندة من طائرات الأباتشي أول أمس لهجوم انتحاري للعصابات الانقلابية على محور قطاع الحرث، وتم قتل 13 عنصراً من العناصر الانتحارية.
وأكدت مصادر عسكرية أنه تم كذلك أسر عدد من العناصر الانتحارية يركبون درجات نارية، وبحوزتهم أسلحة آر بي جي، وأسلحة قنص، ورشاشات، وقنابل يدوية وألغام، وكميات من الحقن المخدرة وحبوب الهلوسة.
فيما قالت قيادة التحالف العسكري العربي الذي تقوده السعودية اليوم الخميس، بأنها طلبت من السفن والناقلات الراسية في غاطس ميناء الحديدة الساحلية (غرب البلاد)، سرعة مغادرة ميناء الحديدة فوراً.
وكانت بحرية التحالف قد وجهت أمس الأربعاء، للسفن والمراكب المائية في الساحل المغادرة من غاطس المينة لما قالت أنها سوف تجري مناورة عسكرية بالقرب من الميناء الخاضع لسيطرة الحوثيين. لكن بيان القيادة العسكرية قال اليوم، إنها طلبت من السفن مغادرة الغاطس لفتح المجال للسفن الكثيرة المنتظرة دخول الميناء.
وأكدت القيادة في بيانها، أن جميع السفن وخاصة سفن الإغاثة التابعة للأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية، التي تحمل تراخيص وتصاريح عبور، سيسمح لها بالعبور وسيتم تسهيل مهامها.
وأشار البيان إلى أن ذلك يأتي بعد تلقي قيادة التحالف لشكوى من وزارة النقل اليمنية تجاه السفن الراسية في الميناء؛ التي أنهت إنزال حمولتها وبقيت في الميناء، مما تسبب بالتكدس وتعطيل دخول السفن المنتظرة داخل المياه الإقليمية اليمنية.
المشهد الإقليمي:

وعلى صعيد المشهد الإقليمي، جددت مصر دعمها للشرعية في اليمن، في رسالة تسلمها الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي من نظيره المصري عبد الفتاح السيسي اليوم الأربعاء، تناولت مجمل التطورات على الساحة العربية والإقليمية والدولية، والعلاقات الأخوية الثنائية بين البلدين والشعبين الشقيقين وسبل تعزيزها وتطويرها في مختلف المجالات.
جاء ذلك خلال استقبال الرئيس منصور هادي للسفير المصري لدى اليمن، الدكتور يوسف الشرقاوي والذي نقل له تحيات الرئيس عبدالفتاح السيسي، وتناول اللقاء جوانب التأهيل والتدريب والإغاثة التي تحتاجها اليمن في ظل الظروف الاستثنائية التي تمر بها نتيجة عمليات الانقلاب وما تسببت به من أوضاع مأساوية.
وأشاد الرئيس اليمني بموقف مصر الإيجابي الدائم والداعم لليمن وشرعيته الدستورية باعتبارها عضواً فاعلاً ضمن قوات التحالف العربي لمواجهة التدخلات والتمرد في اليمن وأذرعة الانقلابيين الحوثي وصالح، مشيراً الى ان العلاقات اليمنية المصرية ضاربة بجذورها في عمق التأريخ وستظل كذلك عبر تنسيق المواقف ووحدة الهدف والمصير المشترك.
الوضع الدولي:

وعلى صعيد الوضع الدولي، يُعقد مجلس الأمن الدولي مساء اليوم الخميس، جلسة خاصة لمناقشة الحالة اليمنية والوضع الإنساني والمساعدات الإغاثية المُقدمة من المنظمات الدولية للمتضررين إثر النزاع المتفاقم.
وتتضمن الجلسة الاستماع إلى إحاطة من مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشئون الإنسانية، وأخرى من المبعوث الأممي إلى اليمن اسماعيل ولد الشيخ عبر الأقمار الصناعية من مدينة دبي الاماراتية.
ومن المقرر أن يصدر المجلس قراراً خاصاً يخاطب معالجة الحالة الإنسانية المتدهورة في اليمن، ويفرض السماح بوصول المساعدات الإنسانية دون عوائق، طبقاً لمقترح سابق تقدمت به نيوزلندا وتم تأجيله إلى مطلع مارس للمناقشة.
وأعدت كلاً من نيوزلندا وبريطانيا مسودة المشروع لمناقشته.
ومن المقرر أيضاً أن يقدم ولد الشيخ موجزاً بآخر محاولاته لإيقاف وقف إطلاق النار والعودة للحل السياسي، بعد تعثر إجراء الجولة الثالثة من المفاوضات والتي كان من المقرر لها أن تكون منتصف يناير الماضي.
ومن المتوقع أن يتحدث ولد الشيخ عن استمرار بقاء الصعوبات الميدانية والسياسية في هذا الجانب.
فيما قال مندوب اليمن الدائم في المقر الأوربي للأمم المتحدة الدكتور علي محمد مجور " إن جماعة الحوثي وصالح مزفت النسيج الاجتماعي وفتت بنية المجتمع وعززت خطاب الكراهية والعنصرية وشجعت الإرهاب ودعم قوي التطرّف.
وأشار السفير في كلمته أمام الدورة الـ 31 لمجلس حقوق الإنسان المنعقدة في جنيف إن تلك الممارسات لا يهدد حاضر اليمن فقط بل ويقضي على مستقبله.
أكد "مجور" على المأساة التي يعيشها اليمن جراء الانقلاب العسكري الذي قامت به جماعة الحوثي وصالح، وحجم الكارثة التي منيت بها بلاده جراء عمليات الميليشيات في تدمير كل ما يمكن في اليمن، من بنى أساسية ومؤسسات واستيلاء على البنوك والمال العام ومصادرة الحريات وانتهاك كل القيم الإنسانية.
وأوضح أن ما يجري في اليمن ليس اختلافا في وجهات النظر السياسية ونتج عنه نزاعا مسلحا، كما يعتقد البعض بل أن ما حدث هو انقلاب كامل على الشرعية عبر ميليشيات مسلحة مدعومة من بعض الوحدات المتمردة من الجيش والأمن حيث قامت بالانقلاب المسلح ، واستولت على المؤسسات الرسمية ومساكن المسؤولين وقتل المئات من المدنيين والعسكريين المنتمين إلى الشرعية واجتياح مسلح للعاصمة صنعاء .
وأضاف أن عمليات القتل الممنهجة للمسؤولين والمواطنين استمرت والاستيلاء على المؤسسات بطريقة لم يعرفها التاريخ المعاصر من الهمجية والعنصرية، ضاربة عرض الحائط بكل القوانين والأعراف والحقوق الإنسانية.
المشهد اليمني:
استمرار المعارك على الأرض مع تراجع فرص الحل السياسي، يشير إلى أن الحسم العسكري سيكون الخيار الأول في البلاد، والتي تدخل حربًا تقترب من نهاية عامها الأول، وسط تردي الوضع الاقتصادي والإنساني.