بعد سيطرة الجيش الليبي على معاقله.. هل يقبل "داعش" الهزيمة؟

السبت 05/مارس/2016 - 11:24 ص
طباعة بعد سيطرة الجيش الليبي
 
في الوقت الذي نجح التنظيم الإرهابي "داعش" في التنامي والتوغل داخل الأراضي الليبية، وكذلك اتخاذه معاقل لها في عدة مدن حيوية، وبعد مرور ما يقارب عامين، بدأ الجيش الليبي يسن أنيابه على التنظيم الإرهابي للقضاء عليه بعد محاولات عديدة خلال المرحلة السابقة جميعها باءت بالفشل.
بعد سيطرة الجيش الليبي
وبالفعل نجح الجيش في الأيام الماضية في استعادة مدينة بنغازي من أيدي التنظيم، والذي سيطر عليه منذ عام واتخذ منها معقلًا للأسلحة، وقام الجيش بقيادة اللواء خليفة حفتر بطرد جميع عناصر داعش الإرهابية من بنغازي بالكامل، ليستكمل مسيرة تحرير الأراضي الليبية ويدخل على مدينة "سرت" ليعيدها بعدما سيطر عليها التنظيم أيضًا منذ عام.
ويرى متابعون أن خروج تنظيم داعش من المدن الليبية يخلف وراءه مخططًا جديدًا من التنظيم الإرهابي، قد يكون تكتيكًا لعودته مجددًا، فيما يرى آخرون أن الجيش الليبي نجح بقوة في طرد العناصر الإرهابية من المدن الليبية.
وكانت تناولت بوابة الحركات الإسلامية في تقرير سابق لها، أن القائد العام للجيش الليبي الفريق أول خليفة حفتر، تعهد في وقت سابق بـ"نصر نهائي" على الجماعات المتشددة في ليبيا، بعد نجاح القوات الحكومية في إلحاق هزيمة قاسية بداعش في بنغازي.
وقال حفتر: إن "الانتصارات التي تشهدها بنغازي نتيجة الصبر من الشعب ومن جنود القوات المسلحة"، مشيرًا إلى أن عملية تطهير المدينة من مسلحي داعش "كان يخطط لها منذ أكثر من عام بمشاركة كافة الضباط".
وتشهد ليبيا معارك عنيفة منذ الإطاحة بالرئيس معمر القذافي منذ 2011؛ حيث شهدت البلاد حالة من الفوضى ساعدت في توغل وتنامي الجماعات المسلحة، وبدأت تتوغل في معظم المدن الحيوية في ليبيا واتخذت بعضها معقلًا لها.
ويسعى الجيش الليبي، إلى بسط سيطرته على كافة الأراضي الليبية، بعد استغلال هذه الجماعات الفوضى التي تغرق البلاد، وأعلن الملازم محمد أبسيط، آمر كتيبة 121 إجدابيا التابعة للجيش الليبي عن "تحرير مدينة إجدابيا من أقصى شمالها إلى أقصى جنوبها ومن غربها إلى شرقها بالكامل". على حد قوله.
وأكد أن قوات الجيش الليبي عثرت على وثائق وكشوفات التحويلات المالية للإرهابيين، وتورط بعض الدول الغربية في تمويل الجماعات الإرهابية، ولم يفصح عن أسماء هذه الدول.
وفيما شهدت مدينة بنغازي حفاوة الليبيين بتحقيق الانتصار الذي حققه الجيش بعد تحريره لأحياء رئيسية في المدينة من قبضة داعش، وأقيمت بالمناسبة احتفالات شعبية في الشوارع الرئيسية للمدينة للتعبير عن الفرحة بالانتصار الذي انتظروه لمدة طويلة وبعودة الحياة إلى طبيعتها في مدينتهم.
بعد سيطرة الجيش الليبي
ويقول سمير الأنازي من حي بوهديمة ببنغازي في تصريحات له: "خسارة داعش لبنغازي ستجعل قواتنا الأمنية هنا أكثر قوة وشجاعة في مواصلة محاربة التنظيم في باقي المناطق، هذا التنظيم المتشدد لم يعد يتمتع بنفس قوته وقدراته السابقة، فشعبيته تراجعت ومصداقيته لدى الناس تَدَنَّت ومشاعر الكراهية تجاهه زادت بعد جرائم الخطف والقتل التي ارتكبها".
هاني العبيدي من المكتب الإعلامي للجيش الليبي، قال إنه بعد تحرير بنغازي يعتزم الجيش الليبي نقل المعركة إلى مدينة سرت أبرز معاقل تنظيم داعش في ليبيا لبدء عملية تحريرها، قائلا: "سرت هي وجهتنا القادمة بعد بنغازي بناءً على الخطط العسكرية الأخيرة التي تم وضعها، أمّا درنة فهي محاصرة بالكامل من قبل القوات المسلحة". هذا ما كشفه. 
وأضاف العبيدي أن قوات الجيش تتجه بخطى ثابتة لتطهير المدن الليبية الواقعة تحت سيطرة تنظيم داعش من الإرهاب، مشيرًا إلى أن تحريرها وكتابة نهاية هذا التنظيم ستتم عاجلًا أم آجلًا: "رغم إمدادات الأسلحة المتواصلة التي تصل إلى داعش وحجم المقاتلين الأجانب المنضمين له، فقد فشل في بنغازي أمام الخطة التي وضعتها قيادة الجيش رغم سيطرته الكبيرة على المدينة".
فيما توقع سعيد رشوان وكيل وزارة الخارجية الليبية السابق في تصريح إعلامي، قرب نهاية داعش في ليبيا مستندًا في ذلك إلى الانتصارات الأخيرة التي حققها الجيش في بنغازي، وكذلك سيطرته على مدينة إجدابيا.
وأضاف رشوان أنه وبمجرد تحرير منطقة القوارشة غرب بنغازي ستتحرك قوات الجيش مباشرة باتجاه إجدابيا، ومنها إلى النوفلية وبن جواد على مشارف سرت، وهناك لن تكون أي مقاومة من قبل تنظيم الدولة الإسلامية داعش في كل النقاط التي تقع ما بين مدينة إجدابيا شرقًا ومدينة سرت وسط ليبيا.
ويرى متابعون أنه من السابق لأوانه الحكم والتكهن بمستقبل تنظيم داعش في ليبيا، معتبرين أن التطورات الأخيرة قد تكون خطة استراتيجية مدروسة من خطط التنظيم المستقبلية.
بعد سيطرة الجيش الليبي
كذلك يرى متابعون أن فقدان داعش لسيطرته على بنغازي لا يمكن اعتباره هزيمة بقدر ما يصلح على تسميته انسحابًا بتكتيك مُعد مُسبقًا ومن فترة طويلة، مشيرًا إلى أن قوات تنظيم الدولة هي من انسحبت بإرادتها تمامًا مثلما فعلت سابقًا في درنة، وبالتالي لا يعد انتصارًا للجيش كما يروج له.
وأرجع المتابعون ذلك إلى عمليات التلغيم التي قام بها عناصر التنظيم في بنغازي، والتي طالت عدداً كبيراً من منازل المدنيين وبشكل مكثف جداً لا يبقي مجالاً للشك أنه كان يخطط من فترة ليست بالقصيرة للانسحاب من شوارع بنغازي التي سيطرت عليها قوات الجيش، بالإضافة إلى التلغيم المكثف وشبه الكلي لكل المراكز الحيوية والعامة التي تقع ضمن المواقع التي يسيطر عليها التنظيم.
ويهدف التنظيم الإرهابي إلى تخفيض حدة التصعيد الذي حصل في صبراته بعد الغارة الأمريكية والمعارك مقابل توجيه الأنظار إلى بنغازي والترويج لانتصارات الجيش هناك، وفق محللين.
ومن المعروف أن التنظيم الإرهابي داعش لن يقبل الهزيمة، ويتوقع متابعون أن يشن تنظيم داعش في الفترة المقبلة حملة إعلامية مرئية يؤكد فيها أنه ما زال قويًّا ومسيطرًا على الميدان؛ من أجل جر قوات الجيش لمنطقة سرت التي يسيطر عليها التنظيم لفترة طويلة، معتبرين أن داعش يخطط بذكاء لكافة العمليات التي يقوم بها منذ أن بدأ في الظهور وحتى الآن.

شارك