الانفلات الأمني يهدد عدن.. وهادي يلتقي المبعوث الأممي إلى اليمن
السبت 05/مارس/2016 - 06:45 م
طباعة

واصل الجيش اليمني والمقاومة بالتعاون مع التحالف العربي، التقدم في عددٍ من الجبهات، فيما شهدت عدن بجنوب البلاد أكبر جريمة، حيث قُتل 16 شخصًا في هجوم مسلحين على دار للمسنين، في وقت التقى فيه الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، لبحث الحل السلمي في اليمن.
الوضع الميداني:

على صعيد الوضع الميداني، وصلت إلى ميناء ميدي في محافظة حجة، شمال غربي العاصمة صنعاء، تعزيزات عسكرية للقوات الشرعية في اليمن، وذلك للمشاركة في عمليات تحرير الساحل الغربي للبلاد من أيدي المتمردين.
وأفادت مصادر "سكاي نيوز عربية" في اليمن أن التعزيزات وصلت إلى حجة قادمة من مأرب، وتضم مدرعات وكاسحات ألغام، بالإضافة إلى مئات المقاتلين من القوات الشرعية.
واستهدفت مقاتلات التحالف العربي، الجمعة، تجمعات ومواقع لميليشيات الحوثي وصالح في بلدة بيحان وعقبة القندع الواصلة بين محافظتي شبوة ومأرب جنوبي البلاد.
وقتل 13 عنصراً من ميليشيات الحوثي وصالح، وجرح آخرون في مواجهات مع المقاومة الشعبية والجيش الوطني في مديرية القريشية في محافظة البيضاء.
أما في تعز، فقد شن طيران التحالف غارات على مواقع للمتمردين، أسفرت عن مقتل 16 عنصراً وإصابة العشرات.
كما شنت المقاومة هجوماً على موقع للميليشيات، واستهدفت رتلاً لهم في الجحملية شرقي المدينة.
بدورها، صدت قوات الشرعية هجوماً للانقلابيين في حي الحصب والبعرارة غربي تعز، وكبدتهم خسائر كبيرة.
كذلك قتل مدني واحد على الأقل، وأصيب ما يقرب من 10 آخرين جراء استهداف الميليشيات لمكتب الصحة وسط المدينة، وقرى جبل صبر وجبل حبشي والضباب وحيفان والمسراخ بالأسلحة الثقيلة.
كما سيطرت "المقاومة الشعبية" في اليمن، خلال مواجهات، اليوم الجمعة، على مواقع في محافظة الجوف، شمالي اليمن، تزامنا مع مقتل عدد من الحوثيين خلال معارك في البيضاء وتعز وسط تواصل غارات "التحالف العربي"، فيما دانت الرئاسة اليمنية جريمة استهداف دار "المسنين" بمدينة عدن، حيث قُتل 16 شخصاً.
بدورها، ذكرت مصادر حوثية أن "مقاتلات التحالف نفذت اليوم نحو 15 غارة جوية ضد أهداف في مديرية برط المواشي في الجوف".
كذلك، أعلنت مصادر تابعة للمقاومة في تعز، أن "16 قتيلاً من الحوثيين والموالين للمخلوع سقطوا وجرح آخرون، جراء غارات جوية ومعارك مسلحة مع المقاومة في جبهات متفرقة"، فيما قتل ثلاثة من رجال المقاومة والجيش وأصيب ستة آخرون.
وأشارت المصادر إلى معارك عنيفة وقعت في جبهة الضباب ومناطق متفرقة من المدينة، فيما شن التحالف غارات في منطقة المخا الساحلية غرب تعز.
وفي البيضاء، أفادت مصادر في المقاومة بأن "18 قتيلاً من الحوثيين سقطوا في مواجهات مع رجال المقاومة منذ مساء الخميس، في منطقة الزوب بـ"قيفة" رداع، بينهم خمسة قضوا في كمين استهدف سيارة اليوم الجمعة.
كما نفذت مقاتلات التحالف غارات على مواقع متفرقة يسيطر عليها الحوثيون في مديرية السوادية وعقبة القندع، بين البيضاء وشبوة.
وفي صنعاء، نفذت مقاتلات التحالف سلسلة غارات على مواقع وأهداف للحوثيين والموالين للمخلوع بمديرية نِهم، حيث تدور معارك متقطعة، وغارتين في منطقة سنحان جنوب صنعاء.
سيطر الجيش الوطني والمقاومة الشعبية على أجزاء واسعة من سوق مسورة في مديرية نهم، شرق العاصمة صنعاء، وذلك بعد معارك عنيفة مع ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح.
وكانت تعزيزات جديدة وصلت لقوات الجيش الوطني والمقاومة قادمة من مأرب، بينها مدافع ذاتية الحركة.
وتمكنت في مأرب أجهزة الاستخبارات التابعة لقوات الشرعية، من تفكيك أكبر شبكة إرهابية وتخريبية تابعة لميليشيات الحوثي وصالح.
الأمن في عدن:

تشكل الجريمة غير المسبوقة، التي نفذها مسلحون مجهولون، أمس الجمعة، في دار خيرية لرعاية العجزة والمسنين في عدن بقتل 16 شخصاً على الأقلّ بدم بارد، أحدث تطور في سلسلة الأحداث الأمنية التي تشهدها المدينة، وسط انتقادات للسلطة المحلية وقوات التحالف المشرفة على الملف الأمني في المدينة.
وعلى الرغم من أنّ أي جهة لم تعلن مسؤوليتها عن الجريمة، ذهبت تقديرات العديد من السكان في عدن إلى طرح احتمال وقوف تنظيم (داعش)، وراء الهجوم، مستدلّين بشائعات عن أن تحريضاً سبق الجريمة، يتّهم القائمين على الدار بممارسة "التبشير"، وهو الأمر الذي لم يتم التأكد منه.
إلى ذلك، أعلنت الرئاسة اليمنية إدانتها واستنكارها بأشد العبارات "الجريمة" التي استهدفت دار "المسنين" في عدن، وقتل فيها 16 شخصاً، بينهم سبع نساء.
كما قتل مدير قسم شرطة التواهي، العميد سالم ملقاط، برصاص مسلحين مجهولين هاجموا سيارته في دوار كالتكس بحي المنصورة في عدن.
وقال شهود عيان إن مسلحين مجهولين باشروا سيارة ملقاط بإطلاق النار لحظة مرورها في تقاطع كالتكس، ما أسفر عن مقتله، بالإضافة إلى أحد مرافقيه.
وكان ملقاط عائداً من التواهي في طريقه إلى مدينة الشعب على ما يبدو حينما تعرض لإطلاق النار.
كذلك أفاد مسعفون أن مسلحين أطلقوا النار بكثافة على سيارة ملقاط، ما أدى إلى مقتله ومرافقه على الفور.
الوضع الحقوقي:

كشف تقرير حقوقي يمني عن ارتكاب الميليشيات الانقلابية أكثر من 66 ألف حالة انتهاك منذ اجتياح صنعاء أواخر العام 2014.
وأطلق "التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان" تقريره الدوري الثاني عن حالة حقوق الإنسان في اليمن اليوم الجمعة بمجلس الأمم المتحدة بجنيف تحت عنوان "اليمن.. عام من الانتهاكات".
وبحسب التقرير، فقد بلغ إجمالي انتهاكات ميليشيات الحوثي وصالح في اليمن التي رصدها ووثقها التحالف 66277 حالة منذ الأول من ديسمبر 2014 وحتى نهاية ديسمبر الماضي، وشملت 17 محافظة من أصل 22 محافظة تواجدت فيها فرق الرصد التابعة لتحالف المجتمع المدني.
ورصد التحالف خلال تلك الفترة مقتل 8202 مدنيا، بينهم 508 أطفال و470 امرأة، وإصابة 19882 مدنيا بينهم 2296 طفلا و1927 امرأة، فيما احتجز تعسفا 8458 شخصا.
وكانت شريحة السياسيين هي الفئة الأكثر احتجازا، حيث وصل عدد المحتجزين سياسيا 4649 شخصا، فيما كانت فئة الإعلاميين هي الثانية في قائمة المحتجزين لدى الحوثيين وبلغت 191 إعلاميا، إضافة إلى 2028 ناشطًا و1421 آخرين و159 طفلا و10 نساء.
وبلغت حالات التعذيب 1077 حلة، والاختفاء القسري 2706 حالة، فيما بلغت حالات الاعتداء على الممتلكات العامة 2780 حالة طالت النسبة الأكبر منها المرافق التعليمية، حيث بلغت 834 مرفقا، تليها دور العبادة التي وصلت إلى 598 دارا ومسجدا، ثم 574 مقرا حكوميا و435 مرفقا خدميا و279 مرفقا صحيا و60 موقعا أثريا.
وبلغت الاعتداءات على الإعلام والحريات 257 حالة، منها 98 حالة قمع احتجاجات، وحجب 86 موقعا إلكترونيا، وإغلاق 38 صحيفة و13 منظمة مجتمع مدني، وحظر 9 قنوات، وإغلاق 8 إذاعات، فيما طالت تلك الانتهاكات الاعتداء على الممتلكات الخاصة التي بلغت 22915 بينها 20311 منزلا و1500 محل تجاري و406 مقرات خاصة، و351 مزرعة، و186 وسيلة نقل و73 مصنعا.
المشهد السياسي:

جدد الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، مطالبته للمليشيا الانقلابية في بلاده، بإظهار حسن النوايا، وتطبيق بنود إجراءات الثقة، التي تم التوافق عليها بين ممثلي وفد الحكومة الشرعية وممثلي الانقلابيين في مشاورات جنيف الثانية، التي عقدت منتصف ديسمبر من العام الماضي.
وأكد هادي، لدى لقائه اليوم في الرياض، مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة، إسماعيل ولد الشيخ، أن "النوايا الحسنه وإجراءات بناء الثقة من خلال الإفراج عن المعتقلين ورفع الحصار عن المدن وإيجاد ممرات آمنه لإيصال المساعدات الإنسانية للمحافظات المحاصرة ومنها تعز ضرورة ملحة يستدعي الإيفاء بها".
وأفادت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية، أن الجانبين بحثا خلال اللقاء، المستجدات على الساحة اليمنية وآفاق السلام وتجنيب البلاد مزيداً من المعاناة وتبعات الحصار الذي لازالت تفرضه ميليشيا الحوثي وصالح الانقلابية على عدد من المدن ومنها تعز.
وأشاد، الرئيس اليمني، بجهود المجتمع الدولي ودور الأمم المتحدة ومبعوثها الخاص لوضع حداً لسفك الدماء والتدهور الاقتصادي والمعيشي في اليمن نتيجة التمرد والحرب الهمجية التي فجرتها المليشيا الانقلابية.
وأشار إلى أن الشعب اليمني حدد خياراته ورسم خارطة طريق مستقبله التي تحفظ حقوق مواطنيه وترفع من شأنه من خلال الحوار الوطني ومخرجاته الذي استوعب كل قضايا البلاد بمختلف تفاصيلها وتحدد مصير ومستقبل اليمن الاتحادي الجديد وتوضح التوافق والإجماع.
وأوضح الرئيس اليمني، إلى أن تطلع السلطات الشرعية، للسلام من منطلق مسؤولياتها الوطنية تجاه الشعب اليمني، مؤكداً أن السلام الصادق والجاد المرتكز على القرارات الأممية والمبادرة الخليجية ومخرجات مؤتمر الحوار لوطني، كفيلة ببناء مستقبل مشرق وآمن لليمنيين بعيداً عن النوايا المبيتة وترحيل الأزمات.
من جهته، أعرب المبعوث الأممي عن تطلعه لأن يتجاوز اليمن تحدياته الراهنة والولوج في مرحلة الوئام والسلام، وتحقيق تلك التطلعات من خلال الجنوح للسلام وتطبيق الانقلابيين، لقرارات الشرعية الدولية.
المشهد اليمني:
رغم التقدم البطيء الذي تحققه القوات الشرعية إلا أن الأوضاع في اليمن تسير من سيئ إلى أسوأ، في ظل سوء الوضع الأمني بالمناطق المحررة، وتردي الوضع الإنساني، مع عدم وجود أي مؤشرات على اقتراب الحل السياسي في البلاد، في ظل جهود المبعوث الدولي للتقريب بين الفرقاء في اليمن، ويبقي الشعب اليمني هو المتضرر الأكبر من الصراع في البلاد.