إعلان حماس الانفصال عن "الإخوان" بين الحقائق والشائعة

السبت 05/مارس/2016 - 06:48 م
طباعة إعلان حماس الانفصال
 
منذ ما يقارب شهر، تداولت أخبار حول أن حركة حماس في طريقها لإعلان الانفصال عن تنظيم الإخوان المسلمين في القاهرة، ليفقد التنظيم بذلك ذراعه الذي يستقوي به في المنطقة.
إعلان حماس الانفصال
ومن المعروف أن حركة حماس تحكم قطاع غزة منذ أكثر من سبع سنوات، وقال مصدر مقرب من الحركة،  إن قيادات حماس يفكرون بجدية في تغيير لائحتها وإطار العمل بها، لكنهم في كل مرة يقتربون من طرح الفكرة يحدث عدوان على القطاع أو أزمة كبرى تضطرهم للتأجيل.
وأضاف أن القرار بات ملحاً، كي لا تخسر حماس المزيد من روابطها مع النظام المصري الذي يمثل بالنسبة لها حارساً لشريان حياتها، المعبر والأنفاق"، مشيرًا إلى أنه استمع بشكل شخصي إلى تأكيدات من بعض أعضاء المكتب السياسي للحركة، بالتمسك بالفكر الإخواني، لكن دون تدخل مباشر في الشأن الداخلي لأية دولة عربية.
واستبعد محللون أن تنفصل حماس عن الإخوان، لكنها قد تتمايز عن الجماعة الأم في بعض المواقف، خاصة في ظل حالة الضعف الشديد الذي تعاني منه الجماعة.
ولفت المصدر إلى أنه لا تأكيدات على شائعة الانفصال، وكذلك لا نفي حقيقي لها، ويبدو أن الجماعة الأم متمسكة بشدة بفرعها الفلسطيني، خاصة وأن القائم بأعمال المرشد حالياً محمود عزت تربطه علاقة وطيدة بغزة، وسبق له أن درب بنفسه عدداً من كوادر حماس قبل أكثر من عشرين عاماً، ولهذا اختارها كمحطة هروب أولى عندما غادر مصر، عقب عزل محمد مرسي عن حكم مصر، وقيل آنذاك إنه بقي هناك لأشهر يدير العمليات ضد النظام المصري من أحد فنادق غزة الشهيرة.
وكانت بوابة الحركات الإسلامية قد تناولت في تقرير سابق لها، أنه في أغسطس 2013، كشفت مصادر سيادية رفيعة المستوى أن القيادي بجماعة الإخوان محمود عزت، هرب إلى قطاع غزة بصحبة أسامة ياسين، مسئول التنظيم الخاص والجناح العسكري داخل الإخوان، وذلك قبل نحو ثلاثة أسابيع، بدعم من حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، في قطاع غزة، حفاظًا على بقاء تنظيم الجماعة والاستعداد لتوجيه ضربات للنظام السياسي المصري والعبث بمنظومة الأمن القومي.
إعلان حماس الانفصال
وأوضحت تلك المصادر في تصريحاتٍ صحفية آنذاك، أن القياديين بتنظيم الإخوان انتقلا إلى مدينة "خان يونس"، بقطاع غزة، ويتوليان الإشراف على معسكرين مسلحين لتدريب شباب من كتائب "عز الدين القسام"، الجناح العسكري لحركة حماس، وشباب التنظيم الخاص، في جماعة الإخوان المسلمين بمصر، الذين تم تهريبهم إلى قطاع غزة، عبر الأنفاق بعد عزل محمد مرسي مباشرة؛ من أجل تكوين ميليشيات مسلحة لمواجهة الجيش المصري، ردًّا على خروجهم من المعادلة السياسية، وإقصائهم بعد أعمال العنف التي شاركوا فيها خلال المرحلة الماضية.
وأشارت المصادر إلى أن المعسكرين التدريبيين في مدينة "خان يونس"، يقعان في مناطق تسمى "بئر 11"، و"بئر 12"، بقوة تصل إلى نحو 1500 فرد مسلح من كتائب القسام وشباب الجماعة، لافتًا إلى أن اللواء الجديد الذي تم تكوينه في خان يونس، تم تسميته "لواء رفح" بدعم من التنظيم الدولي للإخوان المسلمين، الذي رصد مبالغ مالية كبيرة له؛ من أجل رفع كفاءته التدريبية، والقتالية وإمداده بأحدث الأسلحة والمعدات، التي تستخدمها الجيوش النظامية في مصر وإسرائيل، إلى جانب استخدام بعض الأسلحة الثقيلة، المضادة للدبابات والعربات المدرعة، بدعم من الجانب التركي، الذي يقوم الآن بتهريب معدات وأسلحة عبر البحر المتوسط لغزة من خلال قبرص.
للمزيد عن محمود عزت اضغط هنا
إعلان حماس الانفصال
كذلك أشارت المصادر إلى أن تركيا تدعم حركة "حماس" ومعسكرات التدريب الجديدة التي تم تأسيسها من خلال قيادات الإخوان بمصر، بالمال والسلاح والمواد الغذائية والخبراء العسكريين أيضًا، في محاولة منها لخلق صراعات في المنطقة، واستهداف القوات المسلحة المصرية من خلال هذه المليشيات المسلحة، مؤكدة أن هناك مساع جادة من الجانب التركي، لتكوين جيش حر في قطاع غزة، يقوم بعمليات هجومية عشوائية ضد الجيش المصري وداخل مدن القاهرة الكبرى والمحافظات.
وقالت المصادر إن محمود عزت وأسامة ياسين يواجهان جرائم تصل عقوبتها إلى الإعدام على رأسها التخابر مع دول أجنبية ضد منظومة الأمن القومي المصري، وتأسيس كتائب وميليشيات مسلحة في منطقة خان يونس بقطاع غزة؛ من أجل مواجهة القوات المسلحة المصرية واستهداف رجالها.
وكما يرى مراقبون أن حماس لا تستطيع الانفصال عن جماعة الإخوان المسلمين، لكنها قد تتمايز عن الجماعة الأم في بعض المواقف، خاصة في ظل حالة الضعف الشديد الذي تعاني منه الجماعة.

شارك