"حزب الله" يضع العلاقات "الروسية الإيرانية" على المحك

الأحد 06/مارس/2016 - 08:08 ص
طباعة حزب الله يضع العلاقات
 
على الرغم من التوافق التام بين روسيا والجمهورية الإسلامية الإيرانية، كون موسكو تعتبر طهران حليفتها الأقوى في المنطقة، إلا أن إصرار إيران على دعم جماعة "حزب الله" اللبنانية بدا أنه سيُعكر صفو العلاقات بين الطرفين، وذلك على خلفية ما تناقلته العديد من وسائل الإعلام عن قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تجميد تسليم إيران منظومة صواريخ "إس 300" المضادة للطائرات، بسبب عدم التزام طهران بتعهدات قدمتها في وقت سابق لموسكو تنص على عدم قيامها بنقل أسلحة متطورة إلى حزب الله في لبنان.
حزب الله يضع العلاقات
كان الروس لعبوا دورًا فعالاً في إقناع الغرب برفع  العقوبات الاقتصادية على إيران بسبب مفاعلها النووي، وهو ما حسن كثيرًا من وضعية الاقتصاد الإيراني، حيث تبلغ المبالغ المالية المُجمدة لإيران نحو 100 مليار دولار أمريكي، إلا أن العداء التاريخي بين روسيا والميليشيا الإسلامية المُسلحة حال دون موافقة موسكو على سياسات طهران الداعمة بقوة لـ"حزب الله".
وقد لعبت إسرائيل، دورًا بارزًا في إثبات أن إيران حاولت أكثر من مرة نقل صواريخ "اس اي 22" إلى "حزب الله"، وعززت الأدلة الإسرائيلية إفادات متواترة من طياري سلاح الجو الروسي الذين يتنقلون في أجواء سورية ولبنان، إذ أبلغ العديد منهم بتعرض طائراتهم لتعقب من قبل منظومة صواريخ أرض جو من الأراضي اللبنانية، وأشارت إحداثيات الرادار إلى مواقع خاضعة لسيطرة "حزب الله" على الحدود اللبنانية - السورية.
حزب الله يضع العلاقات
وتخشى إسرائيل امتلاك "حزب الله" منظومة صواريخ متقدمة تستغلها الميلشيا المسلحة في ضرب أعماق في القلب الإسرائيلي، خاصة أن حزب الله عادة ما لوح في خطابات أمينه العام حسن نصرالله أن حزبه طور من قدراته العسكرية التي باتت قادرة على ضرب اهداف دقيقة في إسرائيل.
كما يلعب "حزب الله" دوراً بارزاً في الحرب الأهلية في سورية، حيث تُقاتل قواته إلى جوار قوات الجيش الوطني السوري، وقد أستطاع أن يكون الميليشيا المُسلحة رقماً صعباً في المعادلة العسكرية على الأرض في سورية.
ومن ضمن محاولات إسرائيل تجفيف منابع قوة "حزب الله" أنها قامت بقصف مواقع تابعة للحزب داخل الأراضي اللبنانية بعد أن قام بنصب منظومة "إس اي 22" المضادة للطائرات قبل نحو سنة، إلا أنها تغض الطرف عن امتلاك الحزب المتحالف مع إيران منظومة "اس اي 5"، كونها قديمة بعض الشيء.
وأشارت وسائل إعلام عربية إلى ان الجانب الروسي أبلغ إيران بالبدء في إخراج عناصرها التي تساند قوات الرئيس بشار الأسد من سورية في الفترة الأخيرة. وأن موسكو أوضحت لطهران أن المساندة الروسية للرئيس السوري ليست بحاجة إلى هذه العناصر خاصة أن روسيا تسعى إلى إيجاد حل سياسي للأزمة لا حل عسكري فقط، وأن مصالح روسيا لا تلتقي بالضرورة بالمصالح الإيرانية في سورية.
حزب الله يضع العلاقات
وفي كل الأحوال رجح مراقبون أن يظل التوتر بين موسكو وطهران مكتوماً كي لا تتسع دائرته في وسائل الإعلام، كون البلدين لهما مصالح في ذلك لضمان استمرار الأوضاع الميدانية في سورية مُتقدمة.  

شارك