هل ينجح التحالف الدولي في استعادة "الموصل" من قبضة "داعش"؟

الأحد 06/مارس/2016 - 02:35 م
طباعة هل ينجح التحالف الدولي
 
استمرارًا لمحاربته تنظيم داعش الإرهابي، يواصل التحالف الدولي بقيادة أمريكا، غاراته على مواقع التنظيم الإرهابي في العراق؛ حيث يستعد لتحرير الموصل من قبضة التنظيم الإجرامي؛ حيث أعلن المبعوث الأمريكي الخاص إلى العراق بريت ماكورك، أمس السبت 5 مارس 2016 انطلاق معركة تحرير مدينة الموصل من سيطرة داعش، وذلك من خلال قطع الطريق بين الرقة والموصل، واصفًا العملية بالمعقدة، مؤكدًا أنه تم التخطيط لها جيدًا.
هل ينجح التحالف الدولي
من جانبه قال متحدث باسم قيادة قوات التحالف الدولي العقيد كريستوفر كارفر: إن 30 ألفًا من القوات العراقية يخططون للهجوم على مدينة الموصل، شمالي العراق.
وأشار إلى أنه "من 8 إلى 12 لواء عراقيًّا، واثنين من البيشمركة الكردية يستعدون لاسترداد الموصل التي قد يوجد بها ما لا يزيد عن 10 آلاف مسلح تابع لداعش"، لافتًا إلى أن "العراقيين لا زالوا في وضع إعداد الخطة".
وأرجأ كارفر بطء تحرك الجيش العراقي، مقارنة بتقدم "قوات سوريا الديمقراطية" التي يقودها تنظيم "ب ي د" إلى اختلاف الطبيعة الجغرافية للمناطق التي يسيطر عليها داعش في سوريا عن تلك التي في العراق، بالإضافة إلى أن "الجيش لا زال في طور البناء، موضحًا أن مسلحي "داعش" يقومون بترحيل عوائلهم إلى خارج الموصل، ويدفعون مرتبات أقل لمقاتليهم؛ بسبب مهاجمة القوات الأمريكية لمؤسساتهم المالية والنفطية.
وفي 10 يونيو 2014 فرض مسلحو تنظيم "داعش" سيطرتهم على مدينة الموصل، التي تعد ثاني أكبر مدينة بعد العاصمة بغداد، وطلب آنذاك نوري المالكي رئيس وزراء العراق من البرلمان إعلان حالة الطوارئ في البلاد.
وقال رئيس البرلمان العراقي أسامة النجيفي آنذاك: "إن محافظة نينوي سقطت في أيدي مسلحي داعش؛ بسبب انهيار معنويات القوات العراقية وهربها من ساحة القتال".
وكانت قالت جان ساكي الناطقة باسم وزارة الخارجية الأمريكية: "إن الموقف في الموصل "خطير جدًّا"، وإن الولايات المتحدة تحبذ "ردًّا قويًّا ومنسقًا لدحر هذا العدوان". 
فيما أكد عضو مجلس الشيوخ الجمهوري جون ماكين أن نجاح داعش في الاستيلاء على الموصل يعتبر انعكاسًا لتقاعس الرئيس أوباما في إبقاء قوات أمريكية في العراق للمساعدة في توطيد الاستقرار هناك.
في هذا الصدد، نفذت القوات الأمنية العراقية، الجمعة الماضية، أولى عمليات القصف على مواقع تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية جنوب الموصل التي استولى عليها التنظيم صيف 2014.
هل ينجح التحالف الدولي
ونفى رئيس اللجنة الأمنية بالوكالة في محافظة نينوي هاشم البريفكاني أن تكون عمليات القصف بداية لعملية تحرير المدينة من قبضة التنظيم المتشدد.
وجاء هذا النفي بعد أنباء تداولتها وسائل إعلام عراقية حول بدء عملية تحرير مركز محافظة نينوي.
وأوضح المسئول أن القصف كان "مكثفا على أهداف محددة لـ"داعش" في الجانب الشرقي لناحية القيارة، ونفذته المدفعية الثقيلة التابعة للفرقة 15 للجيش، المتمركزة في قضاء مخمور شمال الموصل، وقصف عناصر داعش صباح الخميس مقرات للفرق العسكرية في قضاء مخمور؛ ما أسفر عن مقتل وجرح 20 جنديًّا بينهم عدد من قوات البيشمركة.
إسماعيل المحلاوي، قائد عمليات الأنبار، قال في وقت سابق: "إن تعزيزات عسكرية متمثلة بلواء آلي مدرع، وآخر مغاوير من الفرقة الثامنة بالجيش، وأفواج من مقاتلي العشائر السنية وصلوا، الجمعة، إلى منطقتي الحامضية والبوعيثة، شرق الرمادي على الطريق الدولي السريع" .
وأضاف المحلاوي، أن التعزيزات العسكرية مجهزة بكافة المعدات والأسلحة، وأنها ستشارك في عمليات عسكرية مع الفرقة العاشرة بالجيش، لاستعادة مناطق وقرى جزيرة الخالدية شمال مدينة الخالدية شرق الرمادي، من تنظيم داعش، وفك الحصار عن العائلات المحاصرة.
وفي هذا السياق قال المبعوث، بريت مكورك، المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي باراك أوباما في التحالف الدولي ضد تنظيم داعش: "إن عملية تحرير الموصل ستكون معقدة، وشدد على ضرورة الاهتمام بمرحلة ما بعد داعش". مشيراً إلى أن صندوق الأمم المتحدة جمع 100 مليون دولار لإعادة الاستقرار في المناطق المحررة.
 وأوضح مكورك، في مؤتمر صحافي عقده بمقر السفارة الأمريكية في بغداد أمس السبت، أن طيران التحالف الدولي شارك في العملية العسكرية التي نفذتها قوات الجيش العراقي وفصائل الحشد الشعبي غرب مدينة سامراء الأسبوع الماضي، وكانت العملية ناجحة.
وعن تحرير مدينة الموصل، أشار مكورك إلى وجود تخطيط جيد لعملية التحرير، من الجانبين العسكري والإنساني، مضيفاً أن تحرير قضاء سنجار قطع طرق إمداد التنظيم بين مدينتي الموصل العراقية والرقة السورية.
هل ينجح التحالف الدولي
وأرسلت الحكومة العراقية تعزيزات عسكرية إلى أطراف الموصل ضمن الاستعدادات العسكرية، فيما أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون الأسبوع الماضي أنها تسلمت خطة من بغداد عن عملية التحرير، ويقوم التحالف الدولي حالياً بدراستها. ولفت مكورك إلى تخرج 900 شرطي عراقي كل شهرين بعد تدريبهم من قبل مدربين إيطاليين، موضحاً أن تلك القوات ستعمل على حفظ الأمن في مدينتي تكريت والرمادي، مضيفًا أن تنظيم داعش تسبّب في دمار المناطق المحررة، باستخدام العبوات الناسفة التي أدت إلى مقتل العديد من الأشخاص.
 ودعا المجتمع الدولي إلى توفير الدعم اللازم للعراق فوراً لإعادة الاستقرار إليه، وجدد التزام بلاده بدعم العراق اقتصادياً وفق الاتفاقية الاستراتيجية الموقعة بين البلدين، واصفًا تحرير مدينة الرمادي بالعملية الأكثر تعقيداً، مؤكداً الاستمرار في جهود إعادة الاستقرار إلى المدينة، ولفت إلى أنه يجب التركيز على مرحلة ما بعد داعش، وعدم الاكتفاء بهزيمته فقط.
وتعاني الأنبار من دمار كبير بعد أسابيع من العمليات العسكرية التي أسفرت عن تحرير المدينة، ولكن برزت صعوبات في عودة الحياة إليها وإعادة مئات الآلاف من النازحين بسبب انهيار البنى التحتية ونقص الخدمات.
إلى ذلك، قال المبعوث الدولي: "إن الولايات المتحدة الأمريكية تدعم إصلاحات رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي، ووصف الحكومة العراقية بالقوية وتحظى بدعم الكتل السياسية". 
ويبدو أن تنظيم داعش الإرهابي، بات على وشك الانهيار، وبالأخص في ظل ما تقوم به الدول للقضاء عليه ومحاربته لتحرير أراضيها.

شارك