قائد عسكري ينضم لقوات هادي.. والمبعوث الدولي إلى اليمن يواصل مباحثاته
الأحد 06/مارس/2016 - 03:26 م
طباعة

واصل الجيش اليمني والمقاومة بالتعاون مع التحالف العربي، التقدم في عددٍ من الجبهات، مع نفي المتحدث باسم قوات التحالف العميد الركن أحمد عسيري وجود هدنة غير معلنة في اليمن، في الوقت الذي التقي فيه المبعوث الدولي لليمن إسماعيل ولد شيخ أحمد بوزير الخارجية عبدالملك المخلافي لبحث الحل السلمي في اليمن.
الوضع الميداني

وعلى صعيد الوضع الميداني: شهدت المناطق الشرقية لمدينة تعز اليمنية، مساء أمس السبت، مواجهات عنيفة بين قوات الجيش الوطني المسنودة برجال المقاومة الشعبية من جهة، ومسلحي جماعة الحوثيين والقوات الموالية لصالح من جهة أخرى.
وقال سكان محليون، وفقاً لموقع المصدر اليمني: "إن وتيرة المعارك ارتفعت في أحياء "ثعبات" و"الجحملية"، في الوقت الذي كَثَّف الحوثيون من قصفهم على الأحياء السكنية".
وأضافوا أن انفجارات عنيفة هزت وسط المدينة، وتصاعدت أعمدة النيران في منطقة ثعبات، فيما طال القصف بعددٍ من القذائف حي الأخوة.
وشنت مقاتلات التحالف العربي الذي تقوده السعودية غارات على مواقع الحوثيين وقوات صالح في مطار تعز بالحوبان، لتندلع النيران بشكل كثيف من الموقع المستهدف؛ مما يرجح أن الغارة استهدفت مخزناً للأسلحة.
فيما نقلت صحيفة "عكاظ" السعودية الرسمية عن مسئول عسكري يمني، انضمام اللواء محمد الصوملي إلى الحكومة الشرعية للرئيس عبد ربه منصور هادي.
وقال المصدر في تصريح إلى «عكاظ» السعودية: "إن الصوملي وصل إلى الرياض يوم الأربعاء الماضي قادمًا من ماليزيا التي انتقل إليها في رمضان الماضي مع عائلته وعدد المقربين منه، متوقعا تعيين الصوملي في موقع قيادي عسكري في الجيش اليمني".
وجاء انضمام الصوملي بعد أيام قليلة من تعيين الفريق علي محسن الأحمر نائبًا للقائد الأعلى للقوات المسلحة، ومن المتوقع انضمام قيادات أخرى من أبناء محافظة صنعاء.
وأضافت الصحيفة: "كان للصوملي وهو أحد أبناء محافظة حجة شمال اليمن، دور بارز في قهر تنظيم القاعدة التابع للرئيس المخلوع في محافظة أبين خلال عامي 2011، و2012 وظل صامدًا في اللواء 25 ميكا المرابط في مديرية زنجبار رغم الهجمات المستمرة على مقر قياداته العسكرية من قبل التنظيم الإرهابي". وعمل الصوملي كقائد للمنطقة العسكرية الأولى في حضرموت قبل أن يقيله الرئيس هادي أواخر 2014.
فيما أكد المتحدث الرسمي لقوات التحالف العميد الركن أحمد عسيري، عدم صحة ما يتم تداوله بخصوص وجود هدنة غير معلنة للعمليات التي ينفذها التحالف العربي بقيادة السعودية، ضد الانقلابيين في اليمن.
وقال عسيري، لصحيفة "الوطن" السعودية اليوم الأحد، إنه في حال وجود أي تطور في هذا الجانب، سيتم إعلانه عبر القنوات الرسمية لقوات التحالف.
وأوضح عسيري أن هذه الأنباء لا تعدو كونها شائعات من جهات مجهولة ولا تحمل أي صفة رسمية، مطالباً بالتثبت وعدم نقل أي معلومة لم تصدر من جهة رسمية.
مقتل طفل يهودي

كما أعلن نشطاء بالطائفية اليهودية في اليمن، مساء أمس السبت، مقتل الطفل اليهودي اليمني "هارون البوحي" (17 عاماً)، في اشتباكات مع القوات السعودية جنوب منطقة نجران، إثر مشاركته مع الحوثيين وقوات صالح في القتال بالجبهة الحدودية.
وكشفت تقارير صحفية، أن المتمردين الحوثيين لجئوا إلى تجنيد أطفال الجالية اليهودية في اليمن، ودفعهم إلى الصفوف الأولى في ساحات المعارك، بعد الضربات القوية التي تلقتها ميليشيات الحوثي وصالح على جميع الجبهات، حيث قالت إحدى عضوات الطائفة اليهودية باليمن مايسة الرومي وفقاً لصحيفة "عاجل" السعودية: إن "هارون البوحي" قتل يوم الجمعة الماضية، في معارك مع القوات السعودية جنوب منطقة نجران، وإن أسرته المقيمة في أمريكا صدمت عند تلقيها نبأ مقتله.
يُذكر أن الجالية اليهودية لديها علاقات متميزة مع الحوثيين والمخلوع، منذ عدة سنوات وأن العشرات منهم يقاتلون في صفوف الحوثيين في مختلف جبهات القتال في اليمن وعلى الحدود اليمنية السعودية.
وفي شأن آخر أكدت وزارة الخارجية الهندية اختطاف أحد مواطنيها في اليمن، وهو قس كان يقيم في دار لرعاية المسنين بمدينة عدن، جنوب البلاد.
وأشارت وزيرة الخارجية الهندية سوشما سواراج في تغريدات عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي تويتر إلى أن المسلحين خطفوا الأب توم أزهونيلي، ولا يوجد معلومات عن مصيره، لافتة إلى أن بلادها تحاول عن طريق مكتبها في جيبوتي، معرفة مكان الأب أزهونيلي، في ظل إغلاق سفارتها باليمن، وفقاً لموقع "المصدر أونلاين".
من جانبها، ذكرت تقارير صحافية هندية أن أزهونيلي كان يقيم في دير راهبات، إشارة إلى دار الرعاية الخيرية الخاصة بالمسنين، إذ كان قد نزح إليها عقب قيام مسلحين بإطلاق النار على كنيسة ونهبها في عدن، في سبتمبر الماضي.
وكان مسلحون هاجموا الجمعة الماضي داراً لرعاية المسنين في منطقة الشيخ عثمان في عدن، وأعدموا 16 شخصاً، بينهم أربع ممرضات هنديات، قيل إنهن راهبات.
المشهد السياسي

وعلى صعيد المشهد السياسي، غادر الرئيس عبدربه منصور هادي الرياض اليوم الأحد إلى جاكرتا للمشاركة في أعمال القمة الإسلامية غير العادية لمنظمة التعاون الإسلامي حول فلسطين والقدس المحتلة، والتي تبدأ غدًا الاثنين في إندونيسيا.
وسيلتقي الرئيس، على هامش أعمال القمة، عددًا من رؤساء وفود الدول العربية والإسلامية المشاركين في القمة؛ لبحث العلاقات الثنائية وإطلاعهم على الأوضاع في اليمن.
وذكرت وكالة الأنباء الحكومية أن هادي سيلقي كلمة اليمن في القمة والتي تتناول موضوع القدس وأهمية التعاون الإسلامي لخدمة قضايا الأمة، ودعم جهود اليمن في استعادة الشرعية.
المسار التفاوضي

التقى نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية اليمني، عبدالملك المخلافي، اليوم الأحد، مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ.
وذكرت وكالة الأنباء اليمنية أن الجانبين بحثا التطورات والمستجدات على الساحة اليمنية، وإمكانية استئناف المشاورات السياسية الهادفة لتنفيذ قرار مجلس الأمن 2216.
وجدد المخلافي خلال اللقاء التأكيد على استعداد الحكومة اليمنية "للذهاب للمشاورات في أي زمان ومكان على أساس تنفيذ القرار الأممي 2216، والعودة للعملية السياسية القائمة على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وتطبيق مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل".
وأضاف أن "الطرف المتمرد والانقلابي لا يزال يضع العراقيل أمام السلام ويستمر بالحرب وحصار مدينة تعز ويمنع وصول الغذاء والدواء وتدفق السلع إلى عدد من المحافظات اليمنية، ويصادر المال العام لصالح الانقلاب، ويمارس أسوأ صنوف الفساد والعبث بالمالية العامة واحتياط الدولة النقدي".
من جهته، أكد المبعوث الأممي أن الموقف الدولي موحد تجاه اليمن وتجاه تنفيذ قرار مجلس الأمن 2216 والقرارات ذات الصلة من أجل إحلال السلام.
المشهد اليمني
رغم التقدم البطيء الذي تحققه القوات الشرعية إلا أن الأوضاع في اليمن تسير من سيئ إلى أسوأ، في ظل سوء الوضع الأمني بالمناطق المحررة، وتردي الوضع الإنساني، مع عدم وجود أي مؤشرات على اقتراب الحل السياسي في البلاد، في ظل جهود المبعوث الدولي للتقريب بين الفرقاء في اليمن، ويبقى الشعب اليمني هو المتضرر الأكبر من الصراع في البلاد.