المؤتمر الإقليمي "حول صورة الآخر" يناقش التطرف في المناهج التعليمية بالدول العربية

الأحد 06/مارس/2016 - 06:25 م
طباعة المؤتمر الإقليمي
 
المؤتمر الإقليمي
بيروت- خاص بوابة الحركات الإسلامية
سيطرت إشكالية "غياب" أو "تشويه" صورة "الآخر" في المناهج والمقررات المدرسية والعمليات التربوية في ست دول عربية على فعاليات المؤتمر الإقليمي حول صورة المسيحيين والآخر في المناهج التعليمية بكل من مصر، لبنان، الأردن، سوريا، العراق، وفلسطين، والذي نظمه مركز القدس للدراسات السياسية، وعرض المشاركين نماذج من الكتب المدرسية المقررة، التي تلحق أفدح الضرر بصورة الآخر والشريك في الوطن، لمجرد الاختلاف في الدين والمذهب والقومية والعرق والجندر، ورأوا أن الإصلاحات التي أدخلتها حكومات بلدانهم على المناهج ما زالت تتسم بطابع سطحي وتجميلي، ولا ترقى إلى مستوى تطلعات مجتمعاتهم في إشاعة ثقافة العيش المشترك والاعتراف بالآخر واحترامه، وقبول التعددية والتنوع المثريين للحياة الاجتماعية والثقافية والروحية لمواطني بلدانهم، كما لاحظوا إخفاق المناهج في الدول المذكورة في التربية على مفهوم "المواطنة المتساوية والفاعلة" وقيم ومبادئ حقوق الانسان، واحترام الخصوصيات والانتماءات المختلفة، دينياً ومذهبياً وقومياً وإيديولوجياً. واكد الماشركون أن "المدرسة العمومية" في بلدانهم، أخفقت في أداء رسالتها في خلق أجيال من الشباب والشابات "المحصنين" في مواجهة ثقافة الغلو والتطرف والإقصاء والإلغاء، وبناء هويات وطنية جمعية وجامعة، والتصدي لتفاقم ظاهرة "الصراع الهوياتي" في المنطقة، ما سمح بانتشار الانقسامات الدينية والمذهبية والقومية والعرقية، وأدى إلى أضعاف دور النساء وتهميش مكانة المرأة في الحياة العامة لبلدانهم، محملين الحكومات في بلدانهم، المسؤولية الأولى، عن تراجع مكانة "المدرسة العمومية"، وتفشي ظاهرة التعليم الخاص والديني في كثير من الدول، وضعف مخرجات العملية التربوية والتعليمية وإخفاقها في تخريج أجيال متملكة للمهارات التي تؤهلها للمنافسة في عالم اليوم ومعاييره الدولية المتقدمة. كما تم مناقشة مظاهر الإخفاق في العمليات التربوية الجارية في دولهم، فشددوا على أهمية التربية على "التفكير النقدي" الطلاب والطالبات، واعتماد معايير "الإبداع" بدل الاتباع"، وبناء الشخصية المستقلة بدل الشخصية المُقلّدة، وتدريس مختلف الأديان والمذاهب والفلسفات والفنون بصورة موضوعية ... كما حذروا من التبعات المترتبة على تفشي ظاهرة "المنهج الخفي" في المدراس، حيث يتولى معلمون غير مؤهلين، وخلف أبواب مغلقة، بث تصوراتهم ومعتقداتهم الخاصة وزرعها في عقول الطلاب والطالبات، وبصورة تفقد المدرسة العمومية (الوطنية) دورها ورسالتها. وجرت نقاشات مستفيضة بين المشاركين والمشاركات، حول الدور الذي تضطلع به "المدارس الدينية والمذهبية"، فشددوا من جهة على الحاجة إليها لملء الفراغ الناجم عن تراجع دور المدرسة العمومية، بل و"عدم كفاية" الخدمات التعليمية والتربوية الحكومية في بعض الدول، وحذروا من جهة أخرى، مما يمكن أن يترتب على هذه الظاهرة، من انتشار للأفكار المتطرفة وثقافة الكراهية، المنتقصة من صورة الآخر والمسيئة له. كما تمت مناقشة أهمية دراسة واقع المعلمين والمعلمات في المدارس العمومية في بلدانهم، وحاجتهم الماسة للتدريب والتأهيل، وضرورة إخضاعهم لبرامج إعداد متطورة، لتعزيز مهاراتهم، وتعميق وعيهم برسالة المدرسة ودورها، وشددوا على وجوب تحسين ظروفهم المعيشية، بما يليق بدورهم التأسيسي للأجيال المتعاقبة. ودعا المشاركون حكومات وبرلمانات دولهم، بإجراء أوسع وأعمق عمليات المراجعة والتنقيح، للبيئة الدستورية والتشريعية الناظمة لعملية التربية والتعليم في بلدانهم، محذرين من استمرار عمليات التمييز بين المواطنين في دساتير بعض هذه الدول وتشريعاتها، على أساس الدين والمذهب والجندر والعرق واللسان، وتوقفوا مطولاً أمام أثر هذا التمييز، وتأثير بعض الصياغات "الملفقة والتلفيقية" على فلسفة التربية والتعليم في بلدانهم، وانعكاسات كل ذلك، على دور المدرسة العمومية ووظيفتها.
شارك في المؤتمر نواب برلمانيين وسياسيين وباحثين ورجال دين من الدول الست، ومن مصر شارك كل من الدكتور كمال مغيث الخبير التربوي، مرفت موسي عضو مجلس النواب، هاني دانيال الباحث في حقوق الأقليات والقس رفعت فكري رئيس الإعلام بسنودس الإنجيلي.

شارك