بعد مقتل راهبات اليمن.. اختطاف راهب هندي في عدن

الإثنين 07/مارس/2016 - 09:27 ص
طباعة بعد مقتل راهبات اليمن..
 
ما زالت فجيعة مقتل الراهبات الأربعة باليمن تلقي بظلالها على آباء الكنيسة في مختلف أنحاء العالم ووصف البابا فرنسيس الأول بابا الفاتيكان المجزرة التي قضت فيها الراهبات الأربع في مدينة عدن اليمنية. بشهيدات المحبة. وعبّر عن قربه من راهبات مراسلات المحبة، مؤكداً أنه يصلي من أجل الراهبات وباقي الضحايا وعائلاتهم. 
واعتبر البابا أن تلك الراهبات ذرفن دماءهن من أجل الكنيسة، إنهن ضحية الاعتداء وأيضاً ضحية عولمة اللامبالاة. كما أشاد بعدها بمبادرة الممرات الإنسانية لصالح اللاجئين التي أطلقت مؤخراً في إيطاليا، وتشارك فيها جماعة سانت إيجيديو بالتعاون مع اتحاد الكنائس الإنجيلية الإيطالية والكنائس الفالدية والميتودية.
وكان  البابا فرنسيس قد وجه برقية تعزية لذوي الضحايا وللجمعية الرهبانية المذكورة حملت توقيع أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين. عبر البابا في الوثيقة عن صدمته وعن الحزن العميق الذي ألم به لدى تلقيه خبر مصرع الراهبات الأربع فضلا عن اثني عشر شخصًا آخر، قضوا جميعًا في مأوى للعجزة في مدينة عدن اليمنية. وأكد البابا أنه يصلي على نية الضحايا مُعبرًا في الوقت نفسه عن قربه الروحي من عائلاتهم وكل من عانى من هذا العنف الشيطاني العبثي.
وكتب الكاردينال بارولين أن البابا يصلي كيما توقظ هذه المجزرة الضمائر، وتؤدي إلى تبدّل القلوب وتشجع كل الأطراف على إلقاء السلاح والسير في درب الحوار. وحث البابا فرنسيس كل الجهات المتورطة في الصراع المسلح الدائر حاليًا في اليمن على التخلي عن العنف وتجديد التزامها لصالح الشعب اليمني، لا سيما الأشخاص المحتاجين، الذين كانت تخدمهم الراهبات الراحلات. وسأل البابا اللهَ أن يبارك جميع الأـشخاص الذين يعانون جراء العنف، معربًا في الوقت نفسه عن تضامنه وتعاطفه مع راهبات مرسلات المحبة.
وفي سياق متصل قال  المطران بول هيندر، النائب الرسولي لجنوب شبه الجزيرة العربية: إن مقتل الراهبات في مدينة عدن اليمنية يعود إلى "أسباب دينية".
وقتل 16 شخصاً على الأقل، بينهم أربع راهبات، عندما هاجم مسلحون داراً للمسنين في عدن، العاصمة المؤقتة لحكومة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي. وقال مسئولون أمنيون: "إن أربعة رجال اقتحموا الدار الواقعة في حي الشيخ عثمان، وقتلواً حارساً ثم راحوا يطلقون النار عشوائياً على كل من بداخله". وأضافوا أن أحد عشر شخصاً من المسنين وأربع راهبات كن يعملن كممرضات قد قتلوا.
وقال الأسقف الكاثوليكي في مقابلة مع وكالة آسيا نيوز: إن الهجوم هو "بشكل واضح: له علاقة بالدين". وأضاف: "كنا نعلم صعوبة الوضع العام، وأن الأخوات كنّ يعملن وسط المخاطر"، ومع ذلك "فقد قررن المكوث؛ لأنه جزء من رسالتهن. وعلاوة على ذلك، كان من الواضح أن المنطقة غير آمنة، حتى لو يكن هنالك أية دلائل واضحة على هذا الأمر".
بدورها، نقلت الوكالة الرسمية سبأ نيوز عن مصدر أمني قوله: "لم نر أي جريمة بهذا المستوى من الوحشية". وأضاف أن عملية القتل دامت ساعة ونصف ساعة ونفذ المهاجمون إعدام الضحايا بشكل منفصل في مختلف أرجاء الدار. وأكد أن المهاجمين "متطرفون"، فيما نسب الاعتداء إلى تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" الذي ازداد نفوذه في عدن خلال الأشهر الماضية.
يُذكر أنه في مايو من عام 1998 قتلت ثلاث راهبات من جمعية مرسلات المحبة التي أسستها الأم تريزا، في اليمن على يد مسلح، على إثر مغادرتهن لمستشفى في مدينة الحديدة. وقالت السلطات في صنعاء آنذاك أن منفذ الهجوم كان "سعودي غير متزن". والراهبات هنّ الأخت ليليا والأخت أنيتا من الجنسية الهندية، والأخت ميشال من الجنسية الفلبينية.
وبعد مصرع الراهبات أعلنت وزيرة الخارجية الهندية سوشما سوراج على حسابها على تويتر أن مواطناً هندياً يدعى الأب توم أوزهوناليل "اختطف على يد إرهابيين في اليمن". وأضافت أن المسئولين في جيبوتي المجاورة يحاولون التأكد من مكان الأب أوزهوناليل "حتى نستطيع تأمين الإفراج عنه".
وأكد مسئولون في الحكومة المحلية في عدن اختطاف الكاهن. وقالوا: "إن السلطات تحقق في الهجوم على دار للمسنين، الجمعة الماضية، بعد أن زعم أربعة مسلحين أنهم أقارب أحد النزلاء واقتحموا المكان وقتلوا أربع راهبات من جمعية مرسلات المحبة الكاثوليكية، إضافة إلى امرأتين يمنيتين تعملان بالدار وثمانية مسنين وحارساً، فيما أدان البابا فرنسيس الهجوم "ولامبالاة العالم" حياله".
في سياق متصل، أكد الأب فرانشيسكو شيريدا، نائب رئيس الجمعية السالزيانية، "أن الوضع ما يزال مبهم، وأن الرهبنة غير قادرة على تقديم معلومات دقيقة حول ما حدث" للأب أوزهوناليل. وأكد أن الرهبنة الكاثوليكية "في تواصل مستمر مع السلطات المحلية، إضافة إلى حكومة إقليم بنغالور في الهند، حيث ينتمي، لتقلي معلومات جديدة حول التحقيقات الجارية".

شارك