الجنرال محسن الأحمر يلتقي قبائل صنعاء.. وحكومة هادي تؤكد استمرار الحرب

الإثنين 07/مارس/2016 - 04:36 م
طباعة الجنرال محسن الأحمر
 
واصل الجيش اليمني تقدمه في عدة جبهات باليمن مدفوعًا بدعم التحالف العربي، فيما أشارت تقارير صحفية إلى زيارة الفريق علي محسن الأحمر، إلى قبائل تخوم صنعاء لبحث عملية تحرير المدينة، مع تأكيد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي على استمرار الحرب في مواجهة الانقلابيين "الحوثيين- والرئيس اليمني علي عبد الله صالح".

الوضع الميداني:

الوضع الميداني:
وعلى صعيد الوضع الميداني، قصفت طائرات التحالف العربي مواقع لميليشيات الحوثيين والرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، الاثنين، وعددًا من المناطق التابعة لهم.
وسقط عدد من القتلى والجرحى في صفوف ميليشيات الحوثي وصالح، في مناطق متفرقة، جراء غارات نفذتها مقاتلات التحالف العربي، وفق ما أفاد مراسل سكاي نيوز.
ولم تهدأ المعارك المحتدمة منذ أشهر في تعز، جنوب غربي اليمن؛ حيث وقعت اشتباكات عنيفة بين رجال الجيش الوطني وقوات المقاومة الشعبية من جهة، وميليشيات الحوثيين وصالح من جهة أخرى، شرقي المدينة.
كما قُتل قيادي في جماعة الحوثيين وستة من مرافقيه مساء أمس الأحد، في كمين لرجال المقاومة الشعبية استهدف عربتهم في قرية الزور بمنطقة قيفة في محافظة البيضاء (وسط البلاد).
وأفادت مصادر لـ"العربية" أن القيادي الحوثي العقيد عبداللطيف القحيف قتل فجر الاثنين في منطقة حمك شمال غرب محافظة الضالع وسط اليمن، وذلك خلال مواجهات بين الميليشيات والمقاومة الشعبية.
وأوضحت المصادر أن الاشتباكات امتدت منذ الليلة الماضية إلى منطقة نقيل الخشبة شمال مدينة قعطبة، وذلك بعد العثور على جثث 3 من عناصر ميليشيات الحوثي قتلوا في ظروف غامضة في المنطقة ذاتها.
فيما أكدت مصادر في المقاومة الشعبية في محافظة البيضاء وسط اليمن أن القيادي في ميليشيات الحوثي صالح الخامري و7 من مرافقيه قتلوا في كمين نصبته المقاومة الشعبية في بلدة قيفة التابعة لمنطقة رداع شمال محافظة البيضاء.
وأوضحت المصادر أن القيادي الخامري كان ضابطًا في قوات الحرس الجمهوري الموالية للمخلوع.
وكما نفذت المقاومة هجومًا مباغتًا استهدف دورية مسلحة تابعة للميليشيات في منطقة ذي خير التابعة لمديرية الملاجم، في حين قصفت طائرات التحالف مواقع للميليشيات في جبل خرفان شمال شرق المحافظة وجبلي العمود والفساو بمنطقة المنار التابعة لمديرية القرشية.
من جهة أخرى، يواصل الجيش الوطني والمقاومة تقدّمهما في محافظة الجوف؛ حيث نجحا في السيطرة على معسكر أم شداد ومناطق عدة أخرى.
وفي العاصمة صنعاء، تجددت المواجهات في منطقة نهم، وشنت المقاومة والجيش الوطني هجوما على مواقع الميليشيات باتجاه نقيل بن غيلان، قصفت فيه مواقعهم بالمدفعية والصواريخ.
في الأثناء، كشفت مصادر عسكرية مطلعة قرارات حازمة يعتزم الرئيس عبدربه منصور هادي إصدارها تقضي بتغييرات جذرية في الجيش الوطني، من شأنها أن تسهم في تغيير موازين القوى على الأرض.

الأحمر في صنعاء:

الأحمر في صنعاء:
فيما كشفت صحيفة سعودية عن قيام نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الفرق ركن علي محسن الأحمر بزيارة إلى محافظة صنعاء، التقى فيها بعدد من القيادات القبلية والعسكرية في طوق العاصمة صنعاء، خاصة قبائل بني مطر والحيمة وسنحان وبلاد الروس وحراز وهمدان؛ حيث جرى اللقاء بمعسكر فرضة نهم.
وأوضحت صحيفة "عكاظ" السعودية أن الفريق الأحمر يتولى إدارة العمليات العسكرية الخاصة بتحرير العاصمة صنعاء ومحافظات صعدة وحجة وعمران وتعز واستكمال تطهير محافظة الجوف ومأرب.
وناقش اللواء الأحمر مع القبائل الأوضاع في الداخل والترتيبات الممكنة لمساعدتهم في التخلص من الانتهاكات الحوثية وموقفهم من الشرعية؛ حيث أكدوا تأييدهم المطلق للشرعية.
وقال مصدر قبلي، بحسب الصحيفة: "إن القبائل أكدت للواء الأحمر أنها مستعدة للتضحية، لكن غياب الرؤية لديها جعلها تتأخر في موقفها المؤيد للشرعية، إضافة إلى ما تتعرض له من انتهاكات تصل إلى تدمير المنازل وقتل الأطفال من قبل الميليشيات الانقلابية في حال الوقوف مع السلطات الشرعية".
وأكد المصدر أن القبائل تعهدت للواء علي محسن الأحمر بالوقوف إلى جانب الشرعية متى دخلت إلى مناطقهم، وستعمل على تأمين دخولها ومراقبة الميليشيات في زراعة الألغام وكشفها.

المشهد السياسي:

المشهد السياسي:
وعلى صعيد المشهد السياسي، أكد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، أن اليمن قطع أشواطاً كبيرة في مسيرة استعادة الدولة من الميليشيات الانقلابية، موضحًا أن الأمة الإسلامية بُليت بنتوءات التطرّف والغُلو؛ حيث بات مصدر قلق وإرهاب وعامل عدم استقرار، محذرًا من الخطر الإرهابي الذي يهدد البلدان الإسلامية.
وقال هادي، في كلمته التي ألقاها، اليوم الاثنين، في أعمال القمة الإسلامية غير العادية لمنظمة التعاون الإسلامي حول فلسطين والقدس التي تعقد في العاصمة الإندونيسية "سنمضي لنحقق لليمنيين ما تبقى من أحلامهم في تنفيذ مخرجات حوارهم الوطني الشامل واستعادة دولتهم ونيلهم حياة كريمة، بإذن الله، وبدعم أشقائنا الذين أثبتت الأحداث صدق مواقفهم ونبل أهدافهم ومقاصدهم، وبوقوف إخواننا العرب والمسلمين والعالم الحر معنا".
وأشار إلى أن الأمة الإسلامية بُليت "بنتوءات في جسدها أنهكت حالتها وأسهمت في إبطاء تقدمها ونهضتها، وعلينا أن نعترف بوضوح تام بذلك، حتى نستطيع أن نضع معالجة ناجعة لذلك، ومن تلك النتوءات التطرّف والغُلو، حيث بات مصدر قلق وإرهاب لشعوبنا وعامل عدم استقرار لبلداننا، ففي الطرف السني هناك تطرف إرهابي ممثل في القاعدة وداعش، وفي الطرف الشيعي هناك تطرف إرهابي ممثل في حزب الله والحوثيين، وكلاهما تطرف".
وطالب هادي، في كلمته، من قادة الدول العربية والإسلامية، مواصلة الدعم والمساندة لتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي 2216، والذي يعد تنفيذه طريقاً آمناً نحو إنهاء الانقلاب وإحلال السلام والوئام.
ونوه إلى أن تحالف عاصفة الحزم الذي بادرت إليه المملكة العربية السعودية الشقيقة، يعد بارقة أمل في وحدة الأمة ولمّ شتاتها وحماية مصالحها واستعادة دورها وريادتها في عالم تسوده لغة التكتلات والقوة.
كما تمنى أن يخرج بيان جاكرتا بموقف حازم تجاه كل التحديات والتطورات والانتهاكات التي تشهدها الأراضي الفلسطينية، والضغط في كل المحافل وبكل الوسائل الدولية لمنعها.
وبخصوص ما يجري في الأراضي الفلسطينية، قال الرئيس اليمني: "إننا في الجمهورية اليمنية، ورغم ما تمر به بلادنا من ظروف استثنائية تعلمونها جميعًا، نجدها فرصة مهمة لتأكيد وتجديد وقوفنا ومساندتنا ودعمنا الكامل لأهلنا في فلسطين، ومباركة كل نضالاتهم، حتى استعادة كامل حقوقهم المشروعة، ووقف كل الأخطار التي يواجهونها".
وأضاف: "ندين بشدة وبأقسى العبارات كل ما يجري من مصادرة حقوق الفلسطينيين المدنية وما يتعرضون له، ونتابع باستنكار شديد قيام قوات الاحتلال بتغيير الواقع الديمغرافي للمدينة، وطمس هويتها العربية والإسلامية وإغلاق المسجد الأقصى أمام المصلين، ومنع ترميم مرافقه وتهديد معالم المدينة".

المسار التفاوضي:

المسار التفاوضي:
وعلى صعيد المسار التفاوضي، كشف مصدر رئاسي في الحكومة اليمنية في العاصمة السعودية الرياض، بأن الحل السياسي للحرب التي افتعلها الانقلابيون استُبعد من قبل الحكومة الشرعية، وليس لديها أي نية لعقد مباحثات مع الانقلابيين.
وقال المصدر في تصريحات لـ موقع "24 الإماراتي": إن "الجرائم الوحشية التي ارتكبها الانقلابيون تجعل الحكومة الشرعية أمام مسئولية أخلاقية تجاه الشعب اليمني الذي تسبب الانقلابيون في مقتل وجرح عشرات الآلاف منهم، إثر محاولة الانقلاب التي دشنتها في مطلع العام الماضي، قبل أن يجتاحوا في أواخر مارس من العام 2015 العاصمة المؤقتة للبلاد في محاولة لإخضاع اليمن لصالح العدو طهران".
وتابع أن "الحكومة اليمنية الشرعية حاولت الحفاظ على أرواح اليمنيين والبنية التحتية لبلادهم وتنازلت للجلوس على طاولة المباحثات في أكثر من مناسبة لكن الانقلابيين كابروا ورفضوا أي تسوية سياسية تحفظ دماء اليمنيين وهو ما جعل الحكومة الشرعية أمام مسئولية أخلاقية، تحتم علينا، استبعاد أي حل سياسي والمضي في استكمال الحل العسكري وإنهاء الانقلاب".
وأضاف المصدر الذي رفض الإفصاح عن اسمه، أن "الحكومة الشرعية ممثلة بالرئيس هادي، تدرس مع منظمات دولية حقوقية، إدراج جماعة الحوثي ضمن الجماعات الإرهابية، بالإضافة إلى جماعات أخرى عرقلة تنفيذ مخرجات الحوار الوطني وتنفيذ المبادرة الخليجية، وهي أيضاً تحاول عرقلة الحسم العسكري".
وكشف المصدر أن الرئيس هادي تلقى تأكيدات من بعض القوى الوطنية في الداخل عن عدم جدية أحد الأطراف في الحرب ويسعى لكسب السياسي على حساب دماء اليمنيين، كما تفعل جماعة الحوثي والمخلوع صالح.
ودخلت الحرب في اليمن شهرها الـ12، في حين باتت المقاومة والجيش الوطني على مشارف العاصمة اليمنية صنعاء لتحريرها من قبضة الانقلابيين.

المشهد اليمني:

وفي ظل تعثر الجهود الدبلوماسية للمبعوث الدولي الخاص باليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، يدفع المدنيون في اليمن ثمن الحرب؛ فيما العالم يتفرج غير آبه بمأساة اليمنيين، الذين وقعوا بين فكي الحوثيين وصالح، والرئيسي اليمني وحكومته.. إصرار الرئيس عبدربه منصور هادي على عدم سعي الحوثيين للمفاوضات، وزيارة علي محسن الأحمر إلى قبائل تخوم صنعاء، يشيران إلى أن الحرب ستواصل رحالها في اليمن.

شارك