بعد تفجير "بن قردان".. تونس تدخل "عش دبابير" الجماعات الإرهابية

الثلاثاء 08/مارس/2016 - 11:02 ص
طباعة بعد تفجير بن قردان..
 
في ظل حالة الفوضى التي تشهدها ليبيا الآن من تنامي الجماعات الإرهابية، باتت دول الجوار في حالة توتر مستمر، وبالأخص مع محاربة الجيش الليبي بقيادة خليفة حفتر للتنظيمات الإرهابية في البلاد، وبالأخص تنظيم "داعش"، والسعي لتحرير المدن الذي سيطر عليها التنظيم، تخشى جميع دول الجوار من تسلل هذه العناصر الإرهابية إلي أراضيها عبر حدودها مع ليبيا؛ حيث تعرضت ثكنة عسكريةٌ ومركزٌ للحرس الوطني في مدينة بن قردان التونسية قرب الحدود مع ليبيا لهجوم إرهابي خطير أمس الاثنين 7 مارس 2016.
بعد تفجير بن قردان..
وأسفر الهجوم الإرهابي عن سقوط 53 قتيلًا حسبَ حصيلةٍ رسمية تونسية من بينهم 35 إرهابيًّا و28 عسكريًّا ومدنيًّا، ويأتي هذا الهجوم بعد أيام قليلة من إعلان تونس إكمال بناءِ الساتر الترابي علي حدودها مع ليبيا وسعيها لتجهيزه بالمراقبة الإلكترونية، وتحذيراتِ فرحاتِ الحشاني وزيرِ الدفاع التونسي في كلمة أمام برلمان بلاده من هجمات إرهابية جديدة في تونس.
في هذا السياق، يقول محمود إسماعيل الرملي، المحلل السياسي الليبي: "إن هذا الهجوم الإرهابي يدل على تمدد تنظيم "داعش" الإرهابي وامتداده إلى تونس"، موضحًا أن الوضع أصبح خطيرًا، ويدل على قوة هذا التنظيم.
وأشار الرملي، إلى أنه يجب وضع خطة لمواجهة داعش، عسكريًّا ولوجستيًّا ومعالجة الأسباب والمسببات التي أدت إلى الانفلات الأمني في ليبيا، قائلًا: "ما تشهده ليبيا يدل على إشكالية أمنية كبيرة وعدم القدرة على مواجهة قوة هذا التنظيم".
وفي ذات الوقت أعلن الرئيس التونسي، الباجي قائد السبسي، أمس الاثنين، إغلاق الحدود مع ليبيا، قائلًا: "إن المسلحين الإرهابيين الذين هاجموا مدينة بن قردان كانوا يسعون للسيطرة على المنطقة وإعلانها ولاية جديدة تابعة لهم".
وأضاف السبسي في كلمة موجهة للشعب بثها التلفزيون الحكومي: "هذا الهجوم منظم وهو غير مسبوق وربما كان الهدف منه السيطرة على هذه المنطقة وإعلانها ولاية جديدة، ولكن قواتنا التي توقعت هذا كانت موجودة ويحق للتونسيين الافتخار بها، مضيفًا أن الجيش سيدحر "الجرذان" في منطقة بن قردان وكامل البلاد".
ومن جانبه، أعلن الحبيب الصيد رئيس الحكومة التونسية أن المتطرفين الذين نفذوا هجمات متزامنة على ثكنة عسكرية ومركزيْ أمن في مدينة بن قردان الحدودية مع ليبيا، كانوا يريدون إقامة "إمارة داعشية" في المدينة.
وقال الصيد في خطاب متلفز توجه به إلى التونسيين كان الهدف من هذا الهجوم إرباك الوضع الأمني في بلادنا وإحداث إمارة داعشية في بن قردان".
وأعلنت وزارة الداخلية فرض حظر التجول على الأشخاص والعربات بمدينة بن قردان اعتبارًا من أمس الساعة السابعة مساءً إلى الساعة الخامسة صباحًا.
بعد تفجير بن قردان..
وزارتا الداخلية والدفاع، أكدا في بلاغ مشترك أن الوحدات الأمنية والعسكرية تمكّنت، من القضاء، على 35 إرهابيًّا، والقبض على 7 آخرين، فيما قتل 10 من قوات الأمن والجيش والحرس الوطني من بينهم 7 من الحرس الوطني قتلوا داخل منازلهم، و6 من المدنيين من بينهم فتاة بعد أن تعرضت منطقتا الحرس والأمن الوطنيين وثكنة الجيش الوطني ببن قردان إلي هجومات متزامنة من قبل مجموعات إرهابية مسلحة.
مصدر أمني أكد أن مجموعات وصفها بالإرهابية استهدفت في حدود الساعة الثالثة فجرا الثكنة العسكرية في منطقة جلال، إضافة إلي منطقتي الأمن والحرس وسط المدينة المذكورة، مضيفًا أن أنه تجري حاليًا مطاردة وتعقب هذه المجموعات من طرف وحدات مشتركة مع تأمين مداخل المدينة والنقاط الحساسة بها، وتكثيف الدوريات الجوية بالمنطقة، وعلى مستوى الشريط الحدودي، وغلق المعابر الحدودية برأس الجدير والذهيبة- وازن.
ودعت وزارتا الداخلية والدفاع الوطني كافة ساكني منطقة بن قردان إلى ملازمة المنازل والحذر والهدوء، والاتصال للإبلاغ عن أي تحركات لأفراد مشبوهين.
وحثت الوزارتان كافة وسائل الإعلام على التروي في نقل المعلومة وانتظار بلاغات المصادر الرسمية التي سترد تباعًا، وذلك حفاظًا على حسن سير العملية.
من جهة أخرى، عقد الرئيس السبسي اجتماعا أمنياً مهمًّا حضره رئيس الحكومة الحبيب الصيد ووزيرا الدفاع والداخلية وقيادات أمنية وعسكرية؛ من أجل تدارس آخر المستجدات عقب الهجوم الإرهابي الذي استهدف مقرات سيادية في بن قردان من ولاية مدنين.
من جانبه، نفى محمد العريبي، المتحدث باسم الحكومة الليبية، أن تكون ليبيا تصدر الإرهاب إلي تونس، وذلك في رده على تصريحات الرئيس السبسي التي اتهم فيها ليبيا بتصدير الإرهاب إلى بلاده.
بعد تفجير بن قردان..
في هذا السياق، يقول الناشط الإعلامي، المعتصم الفيتوري: "إن ما حدث في تونس هي نفس الأحداث التي شهدتها ليبيا، وبالأخص في ظل انتشار الجماعات الإرهابية في تونس بشكل كبير جداً" .
وأضاف الفيتوري، أن التنظيمات الإرهابية خسرت حربها في ليبيا ولم يتبق لها إلا القليل فانتقلوا إلى تونس لمواصلة مساعيهم في إقامة الخلافة الإسلامية في جميع الدول العربية، موضحًا أن التنظيمات الإرهابية تريد من استعراض قواها إثبات أن لديها قوتها في كل مكان، موضحًا أن الغرض من السيطرة على بن قردان هو إعلانها إمارة إسلامية على حد قولهم تابعة لهم، ومن هنا البداية .
ويضيف الناشط الإعلامي، أن هذه الضغوط بسبب موقف تونس من التدخل الأجنبي في ليبيا، مشيرًا إلى أن إغلاق حدود تونس مع ليبيا بسبب أن "بن قردان" مدينة حدودية بتونس مع ليبيا، وأن إغلاقها يمنع دخول أي من الجماعات الإرهابية عبر الحدود، ولا سيما بأن أغلبيتهم تونسيو الجنسية، وغرضهم العودة إلى موطنهم الأصلي بعد خسارتهم بليبيا.
وبعد هذا التفجير الإرهابي، يبدو أن التنظيم الإرهابي "داعش" بدأ يستهدف دول الجوار، لبسط سيطرته في المنطقة بأكملها، وإعلان الخلافة الإسلامية وفق مخططاته، لتدخل بذلك تونس ضمن خريطة "داعش" القادمة.

شارك