بعد تحرير الرمادي.. "داعش" تحت مقصلة القوات العراقية لاستعادة الموصل

الثلاثاء 08/مارس/2016 - 02:41 م
طباعة بعد تحرير الرمادي..
 
لا زالت القوات العراقية تواصل مساعيها لكسر "شوكة" التنظيم الإرهابي "داعش"، والذي يسيطر على أكبر المدن العراقية منذ إعلانه دولة الخلافة في 2014، وأكد مسئول كبير في حشد عشائر الأنبار، اليوم الثلاثاء 8 مارس 2016، تقدم القوات العراقية في منطقة زنكورة، التي تعتبر آخر معاقل تنظيم "داعش" في غربي الرمادي بغرب العراق.
بعد تحرير الرمادي..
شيخ عشيرة البوشعبان، ومسئول حشد الأنبار في قضاء الخالدية، محمد الهراط، قال: "إن القوات الأمنية عبرت مفرق "زنكورة"، المنطقة الاستراتيجية لسيطرة داعش".
ويقول متابعون: "إن تنظيم داعش لم يُبْد أي مقاومة في المنطقة، وفر منها أمام تقدم القطاعات العراقية، التي انطلقت من ساعات صباح، اليوم الثلاثاء، لاستعادة زنكورة".
الهراط، أكد أن تحرير زنكورة بالكامل سيكون خلال ساعات قليلة من اليوم، كاشفاً عن القوات التي شاركت في العملية، هي "الفرقة 16" من الجيش العراقي، وأفواج حشد عشائر الأنبار، والفرقة الذهبية، ولواء المغاوير في الشرطة الاتحادية، مشيرًا إلى أن القوات دخلت والمنطقة فارغة من عناصر "داعش"، موضحًا أن معارك طرد داعش من قضاء هيت وكبيسة في غرب الأنبار، شبه منطلقة، وحالياً القطاعات بدأت بالتجمع لانطلاق ساعة الصفر.
ومع استعادة "زنكورة" ستصبح الرمادي محررة بالكامل من سيطرة التنظيم الإرهابي، وتتجه القطاعات بعدها لتحرير قضاء هيت ومنطقة كبيسة.
وعلى الرغم من شن التحالف الدولي بقيادة أمريكا هجماته المتتالية على مواقع التنظيم في العراق، إلا أن التنظيم الإرهابي نجح في التوسع والتنامي في المدن العراقية؛ حيث امتدت سيطرته إلى مدن تدمر والرمادي وصلاح الدين والموصل ومدن عراقية أخرى.
ويسيطر التنظيم منذ يونيو 2014، على مدينة الموصل، ثاني أكبر مدن العراق وعاصمة ولاية نينوي في شمال البلاد التي تقع على بعد 350 كلم شمال بغداد على الضفة اليمني لنهر دجلة، كذلك يسيطر على مدينة تكريت في نفس الشهر 2014، وهي عاصمة ولاية صلاح الدين وتقع على بعد 160 كلم شمال بغداد على طريق الموصل، وتلعفر، والفلوجة.
وتنتظر قوات لواء المغاوير التابعة للفرقة الثامنة من الجيش العراقي، ولواء 32 وقيادة عمليات الأنبار- وصول الفرقة الذهبية إلى منطقة جزيرة الخالدية في منطقتي البوبالي والبوعبيد، لدخول الجسر الياباني والتوجه نحو تحرير هيت وكبيسة من سيطرة "داعش"، حسبما نوه الهراط.
وتكبد تنظيم داعش منذ نهاية عام 2015، وحتى الآن، خسائر فادحة، بتقدم القوات العراقية في الأنبار، التي تُشكل وحدها ثلث مساحة العراق.
من ناحية أخري يستعد الجيش العراقي الذي تدعمه الولايات المتحدة، بعمليات موسعة استعدادًا للمواجهة الأكبر حتى الآن مع تنظيم داعش بهدف استعادة الموصل، وفقًا لصحيفة "يو إس إيه توداي" الأمريكية.
وفي تقرير لها نُشر اليوم الثلاثاء، أوضحت الصحيفة أن القتال لا يزال أمامه أشهر لكن القوات البرية العراقية والضربات الجوية للتحالف بدأت بالفعل في عزل المتشددين داخل المدينة، ما قطع عنهم خطوط الإمداد، ومحاولة إضعاف المتشددين قبيل هجوم بري لاستعادة ثاني أكبر مدينة في البلاد.
بعد تحرير الرمادي..
المتحدث باسم الجيش الأمريكي، الكولونيل كريس جارفر، قال: إن "الجيش العراقي نشر أيضًا بعضًا من قواته إلى قاعدة "مخمور" التي تبعد نحو 60 ميلًا إلى الجنوب من الموصل للتمركز من أجل عمليات قادمة".
وكان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي قد تعهد باستعادة المدينة بحلول نهاية هذا العام، وهو ما صرح الكولونيل جارفر بخصوصه، قائلًا: "سنبذل قصارى جهدنا؛ من أجل المساعدة في إنجاز ذلك الأمر".
وكانت تناولت بوابة الحركات الإسلامية في تقرير سابق لها، أن الحكومة العراقية أرسلت تعزيزات عسكرية إلى أطراف الموصل ضمن الاستعدادات العسكرية، فيما أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون الأسبوع الماضي أنها تسلمت خطة من بغداد عن عملية التحرير، ويقوم التحالف الدولي حالياً بدراستها. ولفت مكورك إلى تخرج 900 شرطي عراقي كل شهرين بعد تدريبهم من قبل مدربين إيطاليين، موضحاً أن تلك القوات ستعمل على حفظ الأمن في مدينتي تكريت والرمادي، مضيفًا أن تنظيم داعش تسبّب في دمار المناطق المحررة، باستخدام العبوات الناسفة التي أدت إلى مقتل العديد من الأشخاص.
ودعا المجتمع الدولي إلى توفير الدعم اللازم للعراق فوراً لإعادة الاستقرار إليه، وجدد التزام بلاده بدعم العراق اقتصادياً وفق الاتفاقية الاستراتيجية الموقعة بين البلدين، واصفًا تحرير مدينة الرمادي بالعملية الأكثر تعقيداً، مؤكداً الاستمرار في جهود إعادة الاستقرار إلى المدينة، ولفت إلى أنه يجب التركيز على مرحلة ما بعد داعش، وعدم الاكتفاء بهزيمته فقط.
ويبدو أن التنظيم الإرهابي يواجه تحديات وخسائر بالجملة في ظل الهجمات التي تشنها معظم الدول الغربية والعربية، وقد تكون تلك الهجمات هي بداية الطريق لكسر شوكة داعش، الذي نجح على مدار المرحلة الماضية في التنامي والتوغل في مختلف البلاد العربية.

شارك