إحباط تهريب أسلحة إيرانية للحوثيين.. والجيش اليمني يطهر 75% من المناطق الحدودية

الثلاثاء 08/مارس/2016 - 04:35 م
طباعة إحباط تهريب أسلحة
 
واصلت قوات الجيش اليمني عملياتها ضد الحوثيين وصالح، فيما أكدت المقاومة اليمينة تطهير 75% من الحدود مع السعودية، فيما تشير تقارير إعلامية الي وجود مفاوضات بين الحوثيين والسعودية للعودة الي المفاوضات، في الوقت الذي اشارت فيه تقارير اعلامية عن ضبط شحنة اسلحة  ايرانية متجهة الي الحوثيين.

الوضع الميداني:

الوضع الميداني:
وعلي الصعيد الميداني، اكد الناطق باسم مقاومة محافظة الجوف اليمنية عبدالله الأشرف سيطرة الجيش الوطني والمقاومة على 75% من المناطق الحدودية.
وقال الأشرف في تصريحات لصحيفة "عكاظ" السعودية، إن "قوات الجيش والمقاومة تتحرك على الخط الدولي بعد أن سيطرت على دير المهاشمة واليتمة وآل هضبان ولا زلنا نقوم بعملية تطهير لبعض الفلول".
وقتل العشرات من ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح وجرح آخرون خلال مواجهات الساعات الماضية، وفق مصادر المقاومة الشعبية اليمنية.
ففي منطقة ملح شمال شرق صنعاء، أدت اشتباكات عنيفة إلى مقتل العشرات من المتمردين.
كما أسفرت اشتباكات في بلدة ضحوه في مناطق آل حميقان بمديرية الزاهر في محافظة البيضاء عن مقتل قرابة 15 انقلابياً.
ولقي عدد آخر من الميليشيات مصرعهم في هجوم استهدف نقطة تفتيش على الطريق الرابط بين محافظتي البيضاء ومأرب.
وفي محافظة تعز، تتواصل الاشتباكات بين المقاومة والميليشيات في منطقة الأقروض القريبة من جبهة المسراخ جنوب مدينة تعز، حيث تمكنت خلالها المقاومة من تدمير آليات عسكرية تابعة للمتمردين.
من جهتها، قصفت طائرات التحالف مواقع ومخابئ أسلحة للميليشيات في منطقة يختل الساحلية بمديرية المخاء غرب تعز، كما قصفت مواقع للانقلابيين في منطقة مبلقة بمديرية عين شمال غرب محافظة شبوة.
كما  أكدت مصادر في المقاومة الشعبية أن محافظة البيضاء، وسط البلاد، شهدت اشتباكات عنيفة بين المقاومة وميليشيات الحوثي والمخلوع صالح في جبهة آل حميقان، فجر اليوم الثلاثاء.
وأشارت المصادر، وفقاً لموقع "يمن برس"، إلى أن مدفعية المقاومة دكت مواقع الميليشيات الانقلابية في ضحوة بالزاهر آل حميقان.
فيما أكدت مقتل 15 حوثياً في منطقة يسير في كمين محكم للمقاومة الشعبية، بالإضافة إلى مقتل 4 آخرين في هجوم للمقاومة الشعبية استهدف نقطة تابعة للميليشيات على الطريق الواصل بين محافظتي "البيضاء - مأرب".
وردت ميليشيات الحوثي وصالح بقصف في قرية الزوب بقيفة رداع، استهدف منازل المدنيين، لليوم السابع على التوالي، بصواريخ الكاتيوشا والمدفعية الثقيلة ما تسبب بسقوط ضحايا.
فيما كرت العديد من المصادر أن هدوءا نسبيا شهدته الجبهات العسكرية الواقعة على الشريط الحدودي بين اليمن والسعودية من جهة معقل الحوثيين في محافظة صعدة، شمالي اليمن، في حين اعتبرته مصادر أخرى مؤشرا قويا على قرب نهاية الحرب في اليمن بين الميليشيا الحوثية وصالح وبين القوات الحكومية. 
وأوضحت  المصادر لـ"القدس العربي" اللندنية، أن الايام القليلة الماضية شهدت هدوءا نسبيا على الصعيد العسكري في المناطق الحدودية بين اليمن والسعودية، وأرجعت ذلك إلى مساع قوية لإنهاء الحرب في اليمن عبر المسار السياسي، إثر الغموض الكبير الذي أثير حيال الوضع الصحي للرئيس السابق علي صالح، وكذا المصير المحتوم الذي قد ينتظر الحوثيين في حال أغلق ملف صالح برحيله المفاجئ في هذا الوقت العصيب.

سلاح إيراني:

سلاح إيراني:
أعلنت البحرية الأسترالية مساء الاثنين، مصادرة سفينة محملة بكمية من الأسلحة الإيرانية المهربة للحوثيين في اليمن، وفق ما أوردت قناة سي ان ان، نقلاً عن البحرية الأسترالية، التي لم تذكر تاريخ العملية.
وذكرت القوات البحرية الأسترالية أن السفينة "اتش ام ايه اس داروين" اعترضت سفينة صيد صغيرة في بحر العرب، على مسافة 170 ميلاً  بحرياً عن السواحل العمانية، وبعد تفتيشها عثرت على أكثر من 2000 قطعة سلاح، بما في ذلك رشاشات ايه كاي 47 الهجومية، أي رشاشات كلاشنيكوف، وقذائف صواريخ.
ونقلت القناة عن العقيد في البحرية الأمريكية يان ماك كانوثي، أن الشحنة "الحربية إيرانية وكانت وفق التقديرات أنها كانت في طريقها إلى الحوثيين" وأضافت المسؤول الأمريكي أن "القيادة الأمريكية المركزية، تُحقق في ظروف تهريب الشحنة، والمستفيدين المحتملين منها".
وأضافت القناة أن المهربين حاولوا إيصال الأسلحة الإيرانية من الصومال على ما يبدو في اتجاه اليمن وتسليمها إلى الحوثيين، حسب الاعترافات الأولى لطاقم السفينة المحتجرة.
وقالت القناة الأمريكية نقلاً عن متحدث باسم وزارة الدفاع الأسترالية، إن العسكريين الأستراليين قبضوا على طاقم السفينة المتألف من 18 بحاراً، من جنسيات مختلفة حسب وثائق سفرهم التي تخضع للتدقيق للتأكد من هوياتهم الحقيقية.
فيما أفادت أنباء بمقتل ضابط رفيع بحزب الله اللبناني، يعمل في تدريب مليشيا الحوثي بقصف لطيران التحالف، بحسب مصادر مطلعة.
وقالت المصادر، وفقاً لموقع "يمن برس" إن "مسؤول وحدة الصواريخ بحزب الله اللبناني باليمن، ومدرب الحوثيين، قتل في قصف لطيران التحالف استهدف تحركاته على طريق عمران صنعاء.
وكان طيران التحالف كثف مؤخراً من غاراته على مواقع المليشيا في عمران، وصنعاء ومواقع أخرى، مستهدفاً مواقع وتجمعات للمليشيات، بالتزامن مع انكسارات متوالية للمليشيا في مختلف الجبهات.
فيما أعلنت وكالة الأنباء اليمنية "سبأ"، الخاضعة لسيطرة الحوثيين، أنه تم، الاثنين، تعيين نائف أحمد القانص، سفيراً للحوثيين في سوريا، كأول "اعتراف خارجي" بهم منذ انقلابهم على الحكم قبل أكثر من عام.
ويشغل القانص منصب نائب رئيس اللجنة الثورية، التي حلّت البرلمان اليمني في السابع من فبراير، وهو أحد قيادات حزب البعث الاشتراكي في اليمن، ورأس وفود للحوثيين مؤخراً إلى دمشق، وطهران، ولبنان.

الوضع الإنساني:

الوضع الإنساني:
وعلى صعيد الوضع الميداني، في اليوم الثامن لمؤتمر حقوق الإنسان في دورته الحادية والثلاثين، المنعقد في مقر منظمة الأمم المتحدة في جنيف، يحتدم النقاش حول مسؤولية استغلال الأطفال في النزاعات المسلحة كمواطنين أو لانتهاكات جنسية، وركز المؤتمر على بشاعة استغلال الميليشيات المنفلتة في العالم والتي تعمل خارج نطاق الدولة.
ميشيل فوتي، نائب رئيس مكافحة استغلال الأطفال في النزاعات بالأمم المتحدة، في مداخلته في هذه الجلسة قال: "نتحدث عن 250 مليون طفل هم ضحايا النزاعات المسلحة في العالم، منهم 8 ملايين طفل سوري هم ضحية هذه الحرب، 6 داخل سوريا، ومليونان خارجها".
وأشار إلى ما يحدث في اليمن، مضيفاً أن "استغلال الأطفال القاصرين تجاوز المعقول، وهذه جريمة يحاسب عليها المتورطون، وهذا ما نسعى إليه في المؤتمر الـ31 لحقوق الإنسان".
تقارير المنظمات الحقوقية ومنظمات المجتمع المدني كانت صادمة بالأرقام والوقائع لاستغلال الحوثيين وميليشيات المخلوع صالح للأطفال والمغرر بهم تم عرضها في أفلام توثق اعترافات الأطفال.
وقدمت رشا رشيد جرهم، وهي باحثة اجتماعية لدى الأيسكوا في المملكة، أفلاماً توثق حجم الجرائم التي قامت بها قوات المخلوع صالح وميليشيات الحوثيين من خلال اعترافات الأطفال، وهم يرون كيف زُج بهم إلى ساحات القتال، وقال قسم منهم إنهم لا يجيدون القتال، لكنهم استلموا بندقية الكلاشنكوف وهم لا يعرفون استخدامها، وقالت إن "هذا يعني أن الحوثيين زجوا الأطفال كوقود لهذه الحرب".
النقاشات لم تنته بعد، والمطالبات من قبل الجمعيات والمنظمات الحقوقية بالضغط على جميع الأطراف المتنازعة وتقديم ميليشيات الحوثي وصالح للمحاكمة أمام المحكمة الجنائية الدولية، وطالب ممثلو الجمعيات بإحلال العدالة الاجتماعية في المناطق التي تشهد نزاعات دموية.

المشهد السياسي:

المشهد السياسي:
وعلي صعيد المشهد السياسي، ذكرت تقارير صحفية، أن التحركات السياسية الراهنة التي يلعبها الحوثيون وكذا أتباع صالح ربما تكون في إطار المساعي المتسارعة للخروج من الحرب الحالية بأقل الخسائر ومحاولة الحصول على بعض الغنائم عبر الموافقة على وضع حد للحرب مقابل مكاسب ولو محدودة".
وأوضحت المصادر لـ(القدس العربي) «ان أن دوائر صنع القرار لدى القوى الاقليمية والدولية شهدت تحركات دبلوماسية مكثفة خلال الأيام القليلة الماضية مع تردد أنباء عن تدهور الوضع الصحي للرئيس السابق علي صالح واتجهت جميعها نحو الدفع بعملية السلام للأمام لوقف الحرب في اليمن، في محاولة منها للإبقاء على الحوثيين وأتباع صالح في المشهد السياسي القادم بعد أن تضع الحرب أوزارها.
وأوضحت مصادر إعلامية يمنية أن اليومين الماضيين شهدت تحركات سلمية غير طبيعية بين معقل الحوثيين في محافظة صعدة، شمالي اليمن، وبين المملكة العربية السعودية، من خلال دخول وخروج وفود من الجانبين شملت شخصيات مهمة.
ولا زال الغموض يكتنف هذه الزيارات المتبادلة، حيث لم يتم الكشف حتى اللحظة عن طبيعة هذه التحركات بين الجانبين، على الرغم من أن بعض المصادر أشارت إلى احتمال وجود مباحثات سرية بين الحوثيين والسعودية عبر طرف ثالث، يعتقد أنه الامارات لإنهاء الحرب في اليمن، بعد أن أنهكت قوات الحوثيين وأتباع صالح، وأن هذه المباحثات ربما تحاول الخروج من هذه الحرب بماء الوجه، عبر الاحتفاظ بموضع قدم في المشهد السياسي القادم في اليمن. 
ونسب موقع (المصدر أونلاين) الاخباري المستقل إلى شهود عيان امس الاثنين، قولهم ان «عددا من الأشخاص يرتدون الزي الخليجي برفقة عربات للمسلحين الحوثيين والقوات الموالية لصالح وصلوا إلى مديرية مجز بصعدة معقل الجماعة المسلحة قدموا من المملكة العربية السعودية، في حين عبر وفد من الحوثيين أيضا عبر منفذ علب الحدودي باتجاه السعودية، برفقتهم جندي سعودي أسير لدى جماعة الحوثي".
وفي الوقت الذي ذكرت فيه بعض المصادر ان الوفد الإماراتي حقوقي وربما يرعى عملية تبادل أسرى بين الطرفين السعودي والحوثي، ذهبت مصادر أخرى إلى احتمال أن تكون هذه التحركات تأتي في إطار مباحثات سرّية وبعيدة عن الأضواء بدأت لإيجاد تسوية للحرب الراهنة في اليمن.

المسار التفاوضي:

المسار التفاوضي:
أكدت الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني أمس الاثنين دعم الكتلة الأوروبية للجهود التي تبذلها الامم المتحدة في اليمن والخاصة باستئناف المفاوضات.
وقالت في بيان صحافي عقب لقائها نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية اليمني عبدالملك المخلافي لمناقشة الوضع السياسي والإنساني الراهن في اليمن وآفاق حل الصراع الدائر هناك. 
وأكدت أن «الاتحاد الاوروبي يدعم تماما الجهود الجارية التي يقوم بها المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد بهدف استئناف المفاوضات تماشيا مع قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة». 
وشددت على ضرورة إيجاد حل سياسي شامل لإنهاء الصراع الحالي في اليمن لمواجهة المحاولات المتزايدة لتقسيم البلاد ورفع المعاناة عن الشعب وتنامي الإرهاب واحتمال انتشاره إقليميا. 
الى ذلك أكدت فرنسا امس الاثنين الحاجة الطارئة للتوصل إلى اتفاق سياسي بين القوى السياسية في اليمن وتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي 2216 حتى يتسنى مكافحة الاٍرهاب هناك بفاعلية. 
وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية رومان نادال إن بلاده تدعو كافة الاطراف اليمنية إلى استئناف الحوار، وتؤكد دعمها لجهود المبعوث الخاص للأمم المتحدة في اليمن اسماعيل ولد الشيخ أحمد. 
وخليجيا اجتمع الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني، في الرياض، امس الاثنين، مع مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن اسماعيل ولد الشيخ أحمد، لبحث تطورات الأوضاع في اليمن والجهود التي يقوم بها المبعوث الأممي لاستئناف المشاورات السياسية بين الأطراف اليمنية لإعادة الأمن والسلم إلى اليمن وفق مرجعيات المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني، وتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216.

المشهد اليمني:

وفي ظل تعثر الجهود الدبلوماسية للمبعوث الدولي الخاص باليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، يدفع المدنيون في اليمن ثمن الحرب؛ فيما العالم يتفرج غير آبه بمأساة اليمنيين، الذين وقعوا بين فكي الحوثيين وصالح، والرئيسي اليمني وحكومته.. إصرار الرئيس عبدربه منصور هادي على عدم سعي الحوثيين للمفاوضات، وزيارة علي محسن الأحمر إلى قبائل تخوم صنعاء، يشيران إلى أن الحرب ستواصل رحالها في اليمن.

شارك