دول الجوار الليبي.. طموحات تتحطم على "صخرة" داعش

الأربعاء 09/مارس/2016 - 11:28 ص
طباعة دول الجوار الليبي..
 
مع المواجهات التي تشهدها ليبيا الآن بين الجيش الليبي والجماعات الإرهابية وعلى رأسها تنظيم "داعش" الإرهابي، بات أمن وسلامة دول الجوار الليبي مهدد بتسلل تلك الجماعات إلى أراضيه، وبالأخص بعد نجاح الجيش في تحرير مدينة بنغازي أكبر المدن الليبية من قبضة داعش، الأمر الذي دفع عناصر التنظيم إلى الهرب عبر الحدود ليستوطنوا في مكان آخر.
دول الجوار الليبي..
ونجح التنظيم في التوغل إلى أقرب جارة لليبيا؛ حيث قام بعملية تفجير لإحدى الثكنات العسكرية ومركز للحرس الوطني في مدينة بن قردان التونسية قرب الحدود مع ليبيا، وأدى إلى مقتل نحو 53 شخصًا بينهم 28 أمنيا و35 إرهابيًا. 
وكانت كشفت تسريبات إعلامية تونسية عن حصول الاستخبارات التونسية في ديسمبر الماضي عن معلومات دقيقة حول هجوم متوقع لداعش على بن قردان، تخطط فيه للسيطرة عليها وتحويلها إلى إمارة تابعة لها شبيهة بسرت الليبية.
في هذا السياق يرى خبراء أن الحدود الليبية باتت تمثل خطرًا كبيرًا على الدول المحيطة بها في ظل تنامي الجماعات المسلحة في ليبيا.
وأوضحوا أن الحادث الذي شهدته تونس نسخة مكررة من الحوادث التي تقوم بها التنظيمات المرتبطة بتنظيم داعش، مشددين على ضرورة التنسيق الأمني بين الدول الحدودية مع ليبيا وتبادل المعلومات المخابراتية فيما بينهم لمواجهة هذه التنظيمات الإرهابية.
ويرى محللون أن تنظيم داعش في ليبيا أصبح بمثابة قنبلة موقوتة تهدد الدول المجاورة لها وعلى حدودها، وأن هدف هذه الجماعات هو تقويض الأنظمة الموجودة في البلدان الحدودية لليبيا كتونس ومصر والسيطرة عليهم.
ويتوقع محللون أن السياسة التي تتبعها أمريكا هي غير مسئولة، وساعدت في صنع داعش وأسهمت في تسليحهم بشكل كبير، والآن ليبيا معرضة للتفتيت.
ويرى خبراء أن قيام تونس بإغلاق الحدود مع ليبيا عقب الحادث الإرهابي إجراء جيد لا بد أن يستمر إلى حين قيامها بإحكام السيطرة على حدودها؛ لأن تنظيم داعش بات وباء وينتشر.
ويقول الباحث في مركز كارنيجي حمزة المؤدب، إنه بعد القصف الأمريكي في صبراتة، قال عدد من الإرهابيين المصابين: "إن تنظيم داعش يريد الانتقام بشن هجمات في تونس". وتحدثت تقارير عن تحركات مشبوهة على الحدود.
دول الجوار الليبي..
الصحفي الفرنسي المتخصص في الشبكات الإرهابية ديفيد طومسون، لم يستبعد أيضًا أن تكون هجمات بن قردان عملًا انتقاميًّا لتونسيي صبراتة، لكنه لم يستبعد أيضًا أن يكون مخططًا لها قبل ذلك؛ لأن تنفيذ مثل هذه الهجمات التي أوقعت 55 قتيلًا بين مهاجمين وعناصر أمن ومدنيين يحتاج إلى أسابيع أو أشهر من التحضير.
واتفقا كل من حمزة المؤدب وديفيد طومسون أن هناك خلايا نائمة في تونس شاركت في تنفيذ هجمات بن قردان.
ووفق إحصائيات فقد التحق أكثر من 5500 تونسي، غالبيتهم تتراوح أعمارهم بين 18 و35 عامًا، بتنظيمات إرهابية في الخارج لا سيما في سوريا والعراق وليبيا، بحسب تقرير لمجموعة العمل التابعة للأمم المتحدة حول استخدام المرتزقة.
ويقول ديفيد طومسون: إن بعضهم عاد إلى تونس منذ 2013 وحلقوا لحاهم واختبأوا، وإن أضفنا إليهم آخرين ما زالوا يجتازون المعابر الحدودية دون أن يتم رصدهم، فهذا يجعل مسألة تعزيز أمن الحدود أمرًا غير فعال.
عبد الباسط الرباعي أحد عناصر الغرفة الأمنية المشتركة بالمنطقة الغربية في ليبيا، يقول إنهم يمتلكون معلومات مؤكدة عن تمكن 4 سيارات تابعة لعناصر من داعش من الدخول لتونس، ولكن لا يمكنه التأكيد عما إذا كان لهؤلاء علاقة بما حصل في بن قردان أم لا.
بينما يرى محمد جرافة رئيس منفد رأس جدير الليبي الحدودي مع تونس، أن السلطات التونسية هي التي قامت مباشرة بغلق جميع المنافد مع ليبيا بعد حدوث الهجمات كإجراء احترازي.
وتشكل الهجمات في مدينة بن قردان التونسية امتدادًا للفوضى التي تشهدها ليبيا المجاورة نحو هذه المنطقة الحدودية، وتعكس ما تواجهه تونس من صعوبات في تأمين حدودها البرية الطويلة مع جارتها.
دول الجوار الليبي..
ووفق مراقبين فإن تنظيم داعش يرى أن بن قردان يمكن أن تكون مركزًا استراتيجيًّا لمنطقة محررة تشمل الجنوب الشرقي التونسي ومنطقة طرابلس العاصمة الليبية.
وتشهد ليبيا الآن اشتباكات عنيفة بين قوات الجيش الليبي وقوات مجلس شورى ثوار بنغازي منذ مساء أمس الثلاثاء 8 مارس 2016، في محور قاريونس بمدينة بنغازي.
وقال مصدر عسكري ليبي، اليوم الأربعاء: "إن الجيش يعمل بكل قوة من أجل السيطرة على معسكر قنفودة القريب من قاريونس غرب بنغازي والذي يعد المقر الرئيس لدرع ليبيا بقيادة وسام بن حميد التابع لمجلس شورى ثوار بنغازي". لافتًا أن الاشتباكات تستخدم فيها كافة الأسلحة.
يشار إلى أن الجيش الليبي تقدم بقوة خلال الأيام الماضية على جميع محاور القتال في المدينة وحرر مناطق كثيرة بالمدينة مما دعا الجماعات الإرهابية إلى ترك مواقعها التي كانت تسيطر عليها بعد أن قام بعمليات تفخيخ لعدد من البيوت لتمنع تقدم الجيش ودخول الأسر إلى منازلها.
ويعتبر الإرهاب في ليبيا هو تهديدًا كبيرًا لدول الجوار؛ حيث إنه من الممكن أن ينتقل إليها خلال الفترة المقبلة.
ويؤكد مراقبون علي ضرورة أن تتحد دول شمال إفريقيا لمواجهة هذا التنظيم؛ لأن هذا الأمر ضروري؛ حيث إن الجيش الليبي غير قادر على مواجهة التنظيم بمفرده، وهناك خطورة شديدة تمثلها هذه الجماعات المسلحة في ليبيا على الدول التي تربطها بها حدود.

شارك