هدنة علي الحدود.. واجتماع خليجي عربي لبحث الأوضاع في اليمن
الأربعاء 09/مارس/2016 - 06:47 م
طباعة

تمكنت قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في تحقيق انتصارات في عدد من المحافظات، مع الاعلان عن تهدئه علي الحدود مع السعودية، فيما يعقد اجتماع لوزراء الخليج والعرب من أجل بحث الوضع في البلاد.
الوضع الميداني:

وعلى صعيد الوضع الميداني، تعرض الحوثيون وقوات الرئيس السابق علي صالح لخسائر فادحة في الأرواح والمعدات نتيجةَ المعارك وغارات التحالف على مواقعهم وتحصيناتهم في منطقة «نقيل بن غيلان» ومناطق «ملح ومسورة ومحلي وخلقة» الواقعة في منطقة نهم شمال شرقي صنعاء، وكذلك في منطقتي المكلكل والضبع شرقي تعز. وذكرت مصادر المقاومة الشعبية أن 40 متمرداً على الأقل سقطوا قتلى وجرحى في معارك اليومين الأخيرين.
وكان طيران التحالف العربي كثف أمس غاراته على مواقع مسلحي جماعة الحوثيين وقوات صالح في محافظات حجة وصعدة وتعز ومأرب، بالتزامن مع اشتداد المعارك التي تقودها القوات المشتركة للمقاومة الشعبية والجيش الوطني الموالي للحكومة اليمنية ضد المتمردين في جبهات تعز والضالع والجوف وعند المدخل الشمالي الشرقي لصنعاء في مديرية نهم. وطاولت الغارات مواقع الجماعة وقوات صالح في مديريتي حرض وميدي الحدوديتين شمال محافظة حجة، واستهدفت مناطق الوازعية ومطار تعز القديم ومدينة المخا، كما ضربت تجمعاتهم في مناطق نهم ومديرية صرواح غرب مأرب.
وأفادت مصادر المقاومة والجيش بأن 20 حوثياً سقطوا قتلى وجرحى في مواجهات مع قوات الشرعية في جبهة «حمك ويبار» الواقعة بين محافظتي الضالع وإب، كما كشفت عن مقتل العقيد في الجيش فضل القحيف وإصابة أربعة جنود في الاشتباكات التي اشتدت وتيرتها أمس باستخدام مختلف أنواع الأسلحة، وأسفرت عن صد محاولة المتمردين التقدم باتجاه مواقع المقاومة والجيش.
وفي محافظة تعز التي تشهد معارك كر وفر مستمرة منذ أشهر في أحياء المدينة وأريافها، قالت مصادر المقاومة إن غارات طيران التحالف استهدفت تجمعات المتمردين في منطقتي المكلكل والضبع شرق المدينة وأوقعت في صفوفهم خسائر كبيرة.
إلى ذلك، أكدت المصادر أن قوات من اللواء 35 مدرع في الجيش مدعومة بمسلحي المقاومة، سيطرت أمس على أجزاء كبيرة من منطقة المقضى في منطقة الأقروض في الريف الجنوبي لمدينة تعز، عقب معارك استمرت ساعات مع قوات الحوثيين وصالح استخدمت خلالها المدفعية والأسلحة المتوسطة.
جاء ذلك في وقت أكد نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الفريق الركن علي محسن صالح خلال لقائه في الرياض سفيري أميركا وألمانيا، «قرب استعادة الدولة» من قبضة ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية، مؤكداً -على ما أفادت وكالة الأنباء الرسمية (سبأ)- استمرار المتمردين في ارتكاب جرائم ضد المدنيين، ومنعهم وصول المساعدات الإنسانية إلى المدن والبلدات المحاصرة، ورفضهم تنفيذ قرارات المجتمع الدولي.
من جهة أخرى، قال مستشار وزير الدفاع السعودي العميد ركن أحمد عسيري، إن المعارك في اليمن تسير بشكل جيد وتتوالى الانتصارات، وتحرير صنعاء بات وشيكاً. وأضاف في مؤتمر صحافي عقده أمس في حفر الباطن، أن هناك في المنطقة مساعي لزعزعة الأمن والاستقرار بفعل تنظيمات متطرفة وانتشار ميليشيات في مناطق عربية مثل سورية واليمن والعراق، معتبراً تلك التطورات «لا تبشر بالخير». كما أكد عسيري أن أمن السعودية والخليج «خط أحمر»، وأن السعودية ودول المنطقة تقوم بجهودها لأجل تحقيق الأمن والاستقرار. (للمزيد)
هدنة الحدود:

أعلنت قيادة قوات التحالف العربي في بيان، الأربعاء، أن شخصيات قبلية واجتماعية يمنية سعت لإيجاد حالة من التهدئة على الحدود اليمنية المتاخمة للمملكة العربية السعودية، لإفساح المجال لإدخال مواد طبية وإغاثية للقرى اليمنية القريبة من مناطق العمليات، وقد استجابت قوات التحالف لذلك عبر منفذ "علب" الحدودي.
وأضاف البيان، الذي نقلته "وكالة الأنباء السعودية" (واس)، أنه تم استعادة المعتقل السعودي العريف "جابر أسعد الكعبي" وتسليم عدد 7 يمنيين تم القبض عليهم في مناطق العمليات بالقرب من الحدود السعودية الجنوبية.
وأعربت قيادة التحالف عن ترحيبها باستمرار حالة التهدئة في إطار تطبيقها لخطة "إعادة الأمل"، بما يُسهم في الوصول إلى حل سياسي برعاية الأمم المتحدة وفق قرار مجلس الأمن رقم (2216).
دعم خليجي لليمن:

وعلي صعيد الاعمار ، أقر مكتب تنسيق المساعدات الإنسانية والإغاثية المقدمة من دول مجلس التعاون الخليجي لليمن، توزيع المهام الإغاثية على الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي.
ونقلت وكالة الأنباء اليمنية «سبأ» عن وزير الإدارة المحلية ورئيس اللجنة العليا للإغاثة عبد الرقيب فتح قوله، إن الاجتماع أقر توزيع القطاعات الاقتصادية على الإمارات، والتعليم والكهرباء على قطر، والغذاء على الكويت، على أن يكون مركز الملك سلمان للإغاثة شريكاً أساسياً وفاعلاً في جميع القطاعات.
كما أقر بأن يكون مكتب اللجنة العليا للإغاثة في العاصمة المؤقتة عدن، مقراً فرعياً للمكتب التنسيقي لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
وأكد فتح إن الدول المسؤولة عن القطاعات ستعقد ورش عمل لمناقشة وتشخيص مشاكل القطاعات وتحديد المتطلبات وتحديد شركاء التدخل الإنساني من الدول الأخرى للتنفيذ.
وقال إن المجلس سيعقد جلسته خلال مارس الجاري لإقرار ما تم الاتفاق عليه والبدء بعملية التنفيذ.
وصل وزراء الخارجية في دول مجلس التعاون الخليجي والأردن والمفتش العام بوزارة الشؤون الخارجية بالمغرب اليوم الأربعاء، إلى الرياض للمشاركة في اجتماع المجلس الوزاري لوزراء خارجية التعاون مع وزيري خارجية الأردن والمغرب بالإضافة الى اليمن، المتواجد في الرياض.
ومن المقرر أن ينضم إليهم أيضاً نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية اليمني عبدالملك المخلافي، لبحث تطورات الأوضاع في اليمن، وسبل دعم وتعزيز التعاون القائم بين مجلس التعاون واليمن في مختلف المجالات، بما في ذلك التنسيق المشترك لتعزيز الأمن والسلم في اليمن، ودفع جهود الأمم المتحدة لعقد المشاورات السياسية بين الأطراف المعنية، وتكثيف إيصال المساعدات الإنسانية للشعب اليمني في المحافظات كافة بالتعاون مع الهيئات الدولية المختصة.
وكان في استقبالهم بمطار الملك خالد الدولي وزير الخارجية السعودي عادل بن أحمد الجبير، والأمين العام لمجلس التعاون الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني.
المشهد السياسي:

وفي العاصمة المؤقتة عدن، قالت مصادر حكومية إن نائب الرئيس ورئيس الحكومة خالد بحاح عقد اجتماعاً للقادة الأمنيين والعسكريين، وأكد ضرورة إعادة بناء وزارة الدفاع على أسس سليمة ووطنية والإسراع في استكمال تأهيل مسلحي المقاومة ودمجهم.
كما اطلع بحاح، على أوضاع القطاع الصحي في محافظة عدن، مشيدا بالجهود التي بذلت خلال فترة الحرب في مواجهة الامراض والأوبئة التي أصابت المدينة، والدور الكبير الذي قدموه في علاج الجرحى.
وثمن بحاح الجهود التي قام بها مركز الملك سلمان والهلال الأحمر الاماراتي والسوداني والقطري و صندوق دعم المرضى الكويتي، الذين كان لهم دور كبير وفعال في انعاش القطاع الصحي في المحافظة والمحافظات المجاورة
المسار التفاوضي:

وعلي صعيد المسار التفاوضي، دعا رجل الدين الشيعي البارز وأحد المنظرين لجماعة الحوثيين "أنصار الله" عصام العماد، اليوم الثلاثاء، إلى المصالحة مع المملكة العربية السعودية.
وقال العماد، على صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": فالله أمرنا بالمسالمة والمهادنة والمصالحة مع السعودية.
واستشهد رجل الدين الحوثي بالآيات القرآنية التي تدعو للسلم: (وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا) ثم يقول: (وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ).
وكانت مصادر قد تحدثت عن وصول سياسيين حوثيين إلى السعودية لبحث مساعي السلام، في تطور جديد من فصول الأزمة اليمنية والحرب الأهلية التي اندلعت مطلع العام الماضى.
فيما نفى وزير الخارجية اليمني عبد الملك المخلافي، الأنباء والتقارير التي تحدثت عن مفاوضات سرية بين المملكة العربية السعودية والمتمردين الحوثيين، مؤكداً أن قناة الاتصال الوحيدة مع الجماعة الشيعية هي عبر مبعوث الأمم المتحدة لليمن إسماعيل ولد الشيخ.
وفي تصريح لصحيفة "جولف نيوز" الإماراتية، الناطقة بالإنجليزية، مساء الثلاثاء، قال المخلافي إن السعودية أبلغت الحكومة اليمنية بعملية تبادل للأسرى مع جماعة الحوثي في اليومين الماضيين، مضيفا أنه "لا يوجد شيء غير عادي في مسألة تبادل الأسرى بين الجانبين".
وأوضح الوزير اليمني أن موقف الحكومة الشرعية "معلن وواضح"، ولا وجود لقناة اتصال سرية أو خلفية أو أي شكل من أشكال المفاوضات "مع الحوثيين" عدا تلك التي تتم برعاية مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد.
وأشار وزير الخارجية اليمني إلى أن هناك شكلا وحيدا للحوار تدعمه الشرعية في اليمن، وهو "المحادثات حول تطبيق القرار الأممي رقم 2216"، مؤكدا "وجود محادثات جارية عن طريق ولد شيخ، من شأنها الترتيب لجولة جديدة من المفاوضات مع الحوثيين وحلفائهم".
وعبر الوزير المخلافي عن أمله في انعقاد المحادثات مع الحوثيين قريبا، لاسيما وقد استجابوا للمتطلبات التي تم الاتفاق عليها في جنيف 2، لافتا إلى أن السلطات الشرعية ظلت منتظرة منذ 14 من يناير الماضي أن تقوم جماعة الحوثيين بإجراءات بناء الثقة.
وأكد استعداد حكومته إلى الاتفاق حول موعد ومكان الجولة الجديدة من المفاوضات بين الطرفين.
المشهد اليمني:
وفي ظل تعثر الجهود الدبلوماسية للمبعوث الدولي الخاص باليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، يدفع المدنيون في اليمن ثمن الحرب؛ فيما العالم يتفرج غير آبه بمأساة اليمنيين، الذين وقعوا بين فكي الحوثيين وصالح، والرئيسي اليمني وحكومته.. إصرار الرئيس عبدربه منصور هادي على عدم سعي الحوثيين للمفاوضات، وزيارة علي محسن الأحمر إلى قبائل تخوم صنعاء، يشيران إلى أن الحرب ستواصل رحالها في اليمن.