بعد توافق النواب والإخوان.. حكومة الوفاق تتحطم على صخرة الفوضى الليبية

الخميس 10/مارس/2016 - 12:55 م
طباعة بعد توافق النواب
 
بعد أكثر من شهرين ومنذ أن أعلنت حكومة الوفاق الوطني عن تشكيلها، في 17 ديسمبر الماضي، أعلن فريقا الحوار الممثلان للمؤتمر الوطني المنتهية ولايته والمحسوب على جماعة الإخوان، وكذلك مجلس النواب المعترف به دوليا، أمس الأربعاء 9 مارس 2016 في بيان مشترك، عن توصلهما لميثاق شرف وطني ليبي تحت اسم "الاتفاق الوطني الليبي" يلبي تطلعات المجتمع الليبي ويحل المشاكل التي تعيق الحل السياسي. 
بعد توافق النواب
يأتي ذلك فيما يسعى رئيس حكومة الوفاق الوطني، فايز السراج، للانتهاء من تشكيل حكومته، ولكن في ظل رفض الطرفين المتنازعين سيكون مصير حكومة السراج هي الفشل.
وطالب الطرفان، في بيانهما الذي صدر في طرابلس، الأمم المتحدة بدعم هذا الاتفاق، وأكدا أنهما سيعرضان "الاتفاق الوطني الليبي" على المؤتمر الوطني ومجلس النواب للمصادقة عليه في غضون أسبوعين.
وجدد ممثلا المؤتمر الوطني ومجلس النواب، في البيان، الدعوة إلى ضرورة حقن الدماء ورفع راية السلام ووقف الاقتتال بين أبناء الشعب الليبي في كافة المدن. وأكد البيان على ضرورة الوصول إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية وفق معايير ومقاييس مهنية تعتمد على الكفاءة والخبرة والنزاهة والروح الوطنية.
كما أكد فريقا الحوار في البيان على محاربة "الإرهاب" بكل صوره وفق تعريف واضح نابع من الثوابت الوطنية والأسس الشرعية والمواثيق الإنسانية ومستندًا إليها. وشدد البيان على تبني وإرساء مبدأ التوافق في الأمور السياسية والسيادية بعيدًا عن المصالح الشخصية الضيقة أو الحزبية أو الجهوية، أو أي أجندات خارجية إقليمية أو دولية.
وكان اشترط مجلس النواب المعترف به دوليًّا على حكومة الوفاق أن تغير عددًا من الحقائب الوزارية التي اقترحتها، مع عدم المساس بالجيش الليبي وقياداته واستمرار الحرب ضد الإرهاب في المدن الليبية، شريطة منح الثقة لها.
من جانب آخر يجتمع أعضاء لجنة الحوار السياسي الليبي الموقعة على اتفاق الصخيرات، في تونس لمناقشة فشل مجلس النواب في التصويت على منح الثقة لحكومة الوفاق الوطني.
كان المبعوث الأممي لدى ليبيا مارتن كوبلر، أكد في تصريحات صحفية أنه من الضروري أن يمرر البرلمان الليبي القائمة الثانية للوزراء التي سوف يقدمها المجلس الرئاسي الأسبوع الجاري.
وتواجه ليبيا منذ الإطاحة بمعمر القذافي في 2011 حالة من الفوضى العارمة أدت إلى استغلال الجماعات الإرهابية لذلك وتنامت بشكل كبير، وكان على رأسها تنظيم داعش الإرهابي الذي استطاع أن يتوغل ويتنامى في معظم المدن الليبية.
بعد توافق النواب
وفي هذا الصدد، تسعى إيطاليا لنشر قوة دولية بقيادتها في ليبيا لمواجهة المخاوف المتزايدة حول نشاط المتطرفين هناك، وأزمة النفط في العالم والتوقعات بالنسبة لأسعاره، و"استعمال الرئيس أردوغان لقوانين الإرهاب لإسكات معارضيه".
في صحيفة الجارديان كتب محلل الشئون الدفاعية "آوين ماكاسكل" مقالًا حول نشر قوة دولية في ليبيا بعد العملية العسكرية في تونس، حيث يقول: إن قوة تقودها إيطاليا قوامها 5000 جندي على أهبة الاستعداد الآن للانتشار في ليبيا، بينما تتزايد المخاوف بشأن التهديد الذي تمثله الجماعات المتطرفة العاملة فيها، خاصة بعد الاشتباكات في تونس المجاورة التي أسفرت عن مقتل العشرات.
وتعمل الحكومة الإيطالية، بحسب المقال، على خطة لإرسال قوة تضم جنودًا بريطانيين للمساعدة في تدريب الجيش الليبي إذا ما وافق البرلمان هناك على دعم حكومة وحدة وطنية، ودعا القوة للانتشار.
وسيستغرق نشر القوة شهرًا على الأقل وسيتم التدريب بالقرب من العاصمة، بحسب ماكاسكل.
وكان مسلحون قد شنوا، مؤخرًا هجومًا ضخمًا على مواقع تابعة للجيش والشرطة في مدينة بن قردان التونسية القريبة من الحدود الليبية.
وكان الرئيس التونسي باجي قايد السبسي قد قال: إن المتطرفين الآن يشكلون تهديدًا لبلاده كلها، وإن "هدف المسلحين ربما كان السيطرة على تلك المنطقة (بن قردان) وإقامة إمارة إسلامية."
ويشير المقال إلى هجمات سابقة لمسلحين في تونس وإلى تصاعد نشاطهم على الحدود الليبية التونسية مؤخرًا.
ويقول الكاتب: إن هناك تقارير تشير إلى عبور تونسيين، أعضاء في تنظيم الدولة الإسلامية، عائدين إلى بلادهم للقتال هناك بعد تلقيهم تدريبات في ليبيا.
وتعم ليبيا الفوضى منذ مقتل رئيسها معمر القذافي بعد حملة حلف شمال الأطلسي على ليبيا عام 2011.
بعد توافق النواب
وأشار ماكاسكال إلى أن صحيفة كوريلا دي لاسيرا الإيطالية نقلت عن السفير الأمريكي في روما جون فيليبس القول: إن إيطاليا بوسعها أن ترسل 5000 جندي إلى ليبيا. وأضاف: "نحتاج إلى أن نجعل طرابلس آمنة، وأن نتأكد أن تنظيم الدولة الإسلامية غير قادر على توجيه الضربات بحرية."
لكن تلك التصريحات أعقبها تصريح لرئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي قال فيه: إن الظروف لا تزال غير مواتية لتدخل عسكري في ليبيا، بحسب الكاتب الذي أشار أيضًا إلى قول رينزي "ما دمت رئيسًا للوزراء، لن ترسل إيطاليا 5000 جندي إلى ليبيا كقوة غزو."
وأعربت دول عدة عن رغبتها في المشاركة في القوة التي ستقودها إيطاليا، منها بريطانيا، والولايات المتحدة، وألمانيا، وفرنسا بالإضافة إلى دول عربية لم يسمها المقال.
ويقول المقال: إن الولايات المتحدة تقوم بالفعل بضربات جوية ضد أهداف لتنظيم الدولة في ليبيا، كما أن هناك وجودًا لقوات فرنسية وقوات خاصة أخرى، لم يسمها المقال، على الأرض هناك.
ويختتم الكاتب مقاله بالإشارة إلى مكالمة هاتفية يوم الاثنين بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والمصري عبد الفتاح السيسي، قال فيها الرئيس بوتين: "إن الحرب على الإرهاب لا بد أن تشمل ليبيا واليمن ولا تقتصر فقط على سوريا".
وتشير كافة المعطيات إلى أن ليبيا دخلت مرحلة التقسيم في ظل الصراعات القائمة على أراضيها من جانب الجماعات الإرهابية، وأخرى من جانب أطراف النزاع الذين اعتادوا على السعي لمصالحهم الشخصية وإهمال مصلحة البلاد، وكذلك المؤامرت التي تسعى لها بعض الدول وينفذها الإخوان في البلاد.

شارك