البطريرك يوحنا العاشر: لماذا يصمت العالم علي خطف مطراني حلب؟!

الخميس 10/مارس/2016 - 12:57 م
طباعة البطريرك يوحنا العاشر:
 
عقد أساقفة كنيسة أنطاكية للروم الأرثوذكس جلسة مجمعية تشاورية لدراسة بعض الشئون على الصعيدين الكنسي والوطني، وفي طليعتها القضايا المتعلقة في البلدان والأبرشيات والرعايا في الداخل أو في بلاد الانتشار، إضافة إلى المجمع الأرثوذكسي الكبير المرتقب الصيف المقبل. وقال البطريرك يوحنا يازجي: "تدارس الآباء موضوع المجمع الأرثوذكسي المرتقب في شهر حزيران المقبل والموضوعات التي سيصار إلى تداولها والوثائق التي ستقدم على طاولة المجمع"، لافتاً إلى أن "الكنيسة الأنطاكية لها دور أساس وفاعل ومؤثر عبر التاريخ سواء بالعمل المشترك الأرثوذكسي الأرثوذكسي، أو بالعمل المشترك المسيحي المسيحي، أو بحوار الحضارات والعيش المشترك مع المسلمين في كل أنحاء العالم، كما أن رعايانا أينما كانت فإنها تشكل جسر تواصل بين الشرق والغرب، وبالتالي فإن الكرسي الأنطاكي هو قلب ينبض بالحياة".
وتساءل: "هل قدرنا في هذه الديار أن نعيش في قلق؟ هل كتب علينا أن نعيش عدم استقرار؟". وأضاف: "من حقنا ومن حق كل إنسان أن يعيش بسلام وأمان واطمئنان". وآسف "لما تشهده قضية مطراني حلب بولس يازجي ويوحنا إبراهيم من غموض وصمت دولي مطبق في حقهما وهما رسولا محبة وسلام"، متسائلاً أيضاً: "أين أضحت حقوق الإنسان التي تنادي بها الدول في ظل ما يجري اليوم من خطف وقتل وتهجير؟"، ومؤكداً أن "الكنيسة تقف دائماً إلى جانب شعبها لا سيما في هذه الظروف والأيام الحالكة".
بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس هي كنيسة أرثوذكسية شرقية مؤسساها بحسب تقليدها الكنسي هما القديسان بطرس وبولس. ومقرها الحالي دمشق في سوريا، عدد رعاياها نحو 12 مليون. متوزعين في سوريا ولبنان والعراق وأوروبا وأمريكا وأستراليا. بطريركها الحالي هو يوحنا العاشر يازجي الذي انتخب بعد وفاة البطريرك السابق أغناطيوس الرابع هزيم (توفي في 5 ديسمبر 2012). ولغاتها الطقسية هي العربية واليونانية، وهذه الكنيسة هي عضو في مجلس كنائس الشرق الأوسط.
كانت ولاية البطريرك الإنطاكي تشمل بادئ الأمر، معظم الشرق الأوسط عدا مصر وسط وغرب تركيا حاليًا، ثم فصلت في أعقاب مجمع أفسس عام 431 كنيسة قبرص، وفي أعقاب مجمع خلقيدونية عام 451 فصلت كنيسة القدس، بشكل إداري وبات رئيس أساقفتها هو بطريرك القدس؛ وكان لكبير أساقفة العراق لقب جاثيلق ما لبث أن تحوّل لشبه كنيسة رسمية مستقلة، وذات نفوذ مباشر إلى إيران وأقاليم شبه الجزيرة العربية؛ حاليًا فإن البطاركة غير منحصرين في النطاق الإنطاكي فحسب، فإن حركة الهجرة نحو العالم الجديد، دفعت لاستحداث أبرشيات المغترب، وهو ما أدى إلى بسط نفوذ البطاركة في العالم أجمع.
منذ القرن السابع، وباستثناء فترات قصيرة، فإن أغلب البطاركة الإنطاكيين سكنوا في مدينة دمشق لا إنطاكية، التي فقدت أهميتها وتحولت إلى مدينة ثغور. وينتخب البطاركة من قبل المجمع المقدس، ويتبادلون رسائل التثبيت مع سائر البطاركة من طوائفهم. وفي السابق، كان البطريرك الإنطاكي يحلّ ثالثًا في التشريفات بعد أسقف روما والقسطنطينية، وخلال العهد العثماني، كان القانون يلحظ لبطريرك أنطاكية موقع وتشريف رئيس الوزراء، وهو ما استمرّ عليه الحال في سوريا حتى اليوم؛ وقد لعب البطاركة دورًا هامًا في حياة الشرق الأوسط، فعلى سبيل المثال فإنّ استقلال لبنان تُعزى اليد الطولى فيه للبطريرك إلياس بطرس الحويك.

شارك