"رعد الشمال".. قوة عسكرية سُنية في مواجهة إيران

الخميس 10/مارس/2016 - 03:32 م
طباعة رعد الشمال.. قوة
 
في ظل مساعي المملكة العربية السعودية لقطع رأس الإرهاب في المنطقة العربية؛ حيث أعلنت الرياض في 16 فبراير الماضي، أن جنودًا من عشرين جيشًا من بلدان عربية وإسلامية سوف يشاركون في التمرين العسكري المعروف بـ "رعد الشمال"، إضافة إلى قوات ردع الجزيرة، وتستمر ثلاثة أسابيع، وتعد هي الأكبر من نوعها في المنطقة.
كانت مناورات رعد الشمال، انطلقت في مدينة الملك خالد العسكرية، يوم 27 فبراير شباط الماضي، وتختتم اليوم، بمشاركة قواتٍ من 20 دولة، إضافةً إلى قوات درع الجزيرة.

20 دولة تشارك

20 دولة تشارك
وشارك الحضور، العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز ليرعى الحفل الختامي، الذي يشهد حضور قادة 11 دولة، إلى جانب عدد من نواب الرؤساء وأولياء العهود ورؤساء الحكومات ووزراء الدفاع.
وتشارك كل من السعودية والإمارات والأردن والبحرين والسنغال والسودان والكويت والمالديف والمغرب وباكستان وتشاد وتونس وجزر القمر وجيبوتي وسلطنة عمان وقطر وماليزيا ومصر وموريتانيا وموريشيوس.
وقد استقبل سلمان كلا من الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي والرئيس السوداني عمر حسن البشير، والرئيس السنغالي ماكي صال، ورئيس التشاد الفريق الركن الطيار إدريس ديبي انتو، والرئيس الموريتاني محمد ولد عبدالعزيز، ورئيس جيبوتي إسماعيل عمر جيله، ورئيس جمهورية القمر المتحدة الدكتور إكليل ظنين، ونواز شريف رئيس وزراء باكستان، ورئيس الحكومة المغربية عبدالإله بنكيران، والأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء بمملكة البحرين، ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير الإسكان والأراضي وزير الشئون الإسلامية والحج في جمهورية موريشيوس شوكت سودهن، والأمير فيصل بن الحسين، وبدر بن سعود بن حارب البوسعيدي الوزير المسئول عن شئون الدفاع بسلطنة عمان، وقائد القوات المسلحة الماليزي ذو الكلفي محمد زين، ووزير الدفاع والأمن الوطني المالديفي آدم شريف.
وشهد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، التدريب الختامي الذي يشارك فيه 300 ألف عسكري من 14 دولة عربية و6 دول إسلامية. 
وقالت الرئاسة المصرية: إن مناورات رعد الشمال التي عقدت خلال الفترة من 26 فبراير وحتى 10 مارس 2016 تعد الأضخم في تاريخ منطقة الشرق الأوسط من حيث عدد الدول المشاركة فيها والتي بلغ عددها 20 دولة عربية وإسلامية من قارتي إفريقيا وآسيا، فضلاً عن تنوع القوات التي شاركت فيها والتي ضمت المدفعية والمدرعات والمشاه والقوات الجوية ومنظومات الدفاع الجوي والقوات البحرية.
ووصفت وكالة الأنباء السعودية، في بيانٍ سابقٍ، تمرين رعد الشمال بأنَّه أحد أكبر التمارين العسكرية في العالم، من جهة عدد القوات المشاركة، واتساع منطقة المناورات، وهو ما يجعل هذا التمرين يحظى بالاهتمام على المستوى الإقليمي والدولي؛ حيث يركز على تدريب القوات على كيفية التعامل مع القوات غير النظامية، والجماعات الإرهابية، وفي الوقت نفسه يدرب القوات على التحول من نمط العمليات التقليدية إلى ما يسمى العمليات منخفضة الشدة، كما يركز على تدريب القوات على العمل على عدة أنساق متباعدة الزمان والمكان.
كما أكدت السعودية، أن القوات المشاركة في مناورات رعد الشمال، التي تستضيفها على أراضيها نجحت في تنفيذ ثاني أكبر عملية حشد للقوات المختلطة في المنطقة منذ عاصفة الصحراء، في إشارة إلى القوات المشاركة في عملية تحرير الكويت بعد غزو العراق له العام 1991.

القدرة على الاقتتال

القدرة على الاقتتال
ووفق مصادر فإن القوات العسكرية السعودية تستخدم أحدث الأسلحة والطائرات الحربية في تلك المناورات، بهدف إظهار كامل قوتها، وقدراتها القتالية، كما أن طائرات "التايفون"، و"الأباتشي"، و"الأواكس" حاضرة، فضلاً عن المدرعات الحديثة التي وصلت للسعودية من بريطانيا وفرنسا.
ويأتي هذا التمرين في ظل ما تشهده المنطقة من تنامي وتوغل للجماعات الإرهابية المسلحة أصبحت تهدد العالم الغربي والعربي.
وكان أحمد عسيري مستشار وزير الدفاع السعودي، أكد خلال مؤتمر صحفي، قبل 3 أيام، أن "رعد الشمال" ليست موجهة ضد إيران، موضحاً أنها تهدف إلى رفع كفاءة قوات الدول المشاركة ودعم جاهزيتها القتالية، والتدريب على القتال لمواجهة التنظيمات الإرهابية والعصابات، مشددًا على أن أمن السعودية وأمن دول الخليج خط أحمر، ومن حقنا أن نرفع كفاءتنا القتالية لمواجهة كافة التهديدات.
كذلك محللون بأن المناورات، لا علاقة بينها وبين التدخل البري في سوريا، ولكن بعض الدول المشاركة، هي في التحالف ضد داعش، لكن لم يقل أحد أن الـ 150 ألف جندي الذين سيشاركون في المناورات، هم الذين سيذهبون إلى سوريا.
وكانت تناولت بوابة الحركات الإسلامية أن عملية رعد الشمال ما هي إلا تدريبات تجريها القوات السعودية بمشاركة 150 ألف جندي، لتكوين جيش أضخم وإرساله عبر الحدود التركية لمواجهة الأعداء المشغولين في سوريا، لتفرض على الأزمة السورية ومعادلتها المعقدة رقمًا صعبًا سيقلب موازين القوى على الأرض.
وكانت المملكة السعودية عبرت عن تأييدها للغارات الجوية ضد تنظيم داعش، وهذا ما أكده وزير الدفاع محمد بن سلمان في بروكسل مؤخرًا، ويرى محللون أن مناورات رعد الشمال رسالة واضحة من المشاركين بأنهم يقفون صفًّا واحدًا لمواجهة التحديات والحفاظ على السلام والاستقرار في المنطقة والعالم.

رسائل السعودية

رسائل السعودية
وأعلنت الرياض في ديسمبر 2015 عن تشكيل التحالف الإسلامي العسكري لمواجهة كافة التنظيمات الإرهابية في المنطقة، كما أن السعودية تقود منذ مارس 2015 تحالفًا عربيًّا في اليمن ضد الحوثيين.
وتهدف مناورات "رعد الشمال" إلى رفع معدلات الكفاءة الفنية والقتالية للعناصر القتالية المشاركة، وتنفيذ مخطط التحميل والنقل الاستراتيجي للقوات من مناطق تمركزها إلى موانئ التحميل والوصول، بما يحقق النقاط والأهداف التدريبية المرجو الوصول إليها، وصولاً إلى أعلى معدلات الكفاءة والاستعداد القتالي لتنفيذ مهمات مشتركة بين قوات الدول المشاركة لمواجهة المخاطر والتحديات التي تستهدف أمن واستقرار المنطقة. 
ويرى محللون أن مناورات "رعد الشمال" تأتي ضمن خطة سعودية ليست جديدة تهدف لتحجيم الدور العسكري الإيراني في المنطقة، ولكنها باتت تملك أهمية أكبر بعد اعتداء إيرانيين على السفارة السعودية في طهران والقنصلية السعودية في مشهد، وهي الاعتداءات التي دفعت الرياض لقطع علاقاتها الدبلوماسية مع طهران.
ويرى المحللون أن هناك رسائل عدة تود السعودية توجيهها، سواء إلى سوريا أو إيران، أو حتى إلى الحوثيين في اليمن، تشير إلى قدرة السعودية على خوض أكثر من حرب في أي وقت. 
كذلك توجه السعودية رسالة إلى أن لديها القدرة على خوض حرباً غير متماثلة، وهي قدرة القوات المسلحة في بلد معيّن للقيام بأكثر من حرب في أي مكان.

شارك