الحوثيون يخرقون هدنة الحدود.. والجيش اليمني يتقدم في تعز
الخميس 10/مارس/2016 - 08:20 م
طباعة

واصل الجيش اليمني والمقاومة الشعبية بدعم من قوات التحالف، تقدمها مدنية تعز، مع وقوع اول اختراق لهدنة الحدود من قب الحوثيين، فيما اعلن دول الخليج دعمهم للدولة اليمنية.
الوضع الميداني:

وعلي صعيد الوضع الميداني، هزت انفجارات عنيفة جنوبَ العاصمة صنعاء حيث أكد شهود عيان، أنها ناجمة عن غارات شنها الطيران على معسكر الحفا، الواقع على سفح جبل نقم، وعلى جبل النهدين ودار الرئاسة جنوب العاصمة. وتزامن القصف، مع تحليق مكثف للطيران في سماء العاصمة صنعاء.
وفي التطورات الميدانية اليمنية الأخرى، وتحديدا في تعز سيطرت قوات الجيش والمقاومة على عدد من المواقع غرب المحافظة منها تبة الخوعة وشارع غزة ومعبر الدحي التي انسحبت منها الميليشيات، وجاء ذلك عقب هجوم واسع للمقاومة والجيش من جميع الاتجاهات على مواقع المتمردين في مناطق البعرارة والحصب والدحي وحبيل سلمان.
كما جدد طيران التحالف العربي، غاراته على عدة أهداف تابعة للميليشيات في العاصمة صنعاء، حيث هز انفجار عنيف، جنوب صنعاء، بعد استهداف مقاتلات التحالف معسكر الحفا، عند سفح جبل نقم.
وفي شرق العاصمة في مديرية نهم تدور اشتباكات عنيفة بين الجيش الوطني والمقاومة الشعبية من جهة، وميليشيات الحوثي وصالح من جهةٍ أخرى، بالتزامن مع غارات جوية لطيران التحالف على مواقع المليشيات غرب جبل الشبكة.
من جانبها أفادت مصادر المقاومة الشعبية في تعز بأن العشرات من المتمردين سقطوا بين قتيل وجريح إثر هجمات مكثفة شنتها المقاومة على عدد من مواقعهم، تم خلالها السيطرة على عدد من مواقع الميليشيات منها تبتي الأرانب والخوعة باتجاه البعرارة، ومواقع أخرى في ضاحية الحصب.
يأتي ذلك فيما استهدف طيران التحالف صباح اليوم مواقع وتجمعات الميليشيات شمال مدينة تعز وجبل حبشي والمسراخ وحي الجامعة وضاحية الضباب غرب المدينة.
كما نفذت مقاتلات التحالف غارات عدة على مواقع الانقلابيين في منطقة المخا الساحلية، وشنت غارات متفرقة على مناطق في محافظات ذمار وحجة والجوف وعمران مستهدفة مواقع مخابئ أسلحة للميليشيات اسفرت عن مقتل واصابة العشرات علاوة على تدمير عدد من الآليات.
هدنة الحدود:

وفي أول خرق للتهدئة على الحدود السعودية من قبل الانقلابيين الحوثيين، كشف الدفاع المدني السعودي في جازان عن سقوط عدة قذائف عسكرية من داخل الأراضي اليمنية استهدفت محافظة الطوال الحدودية مع اليمن، ما أدى إلى وفاة مواطن سعودي أمس بجازان وإصابة 3 آخرين بينهم امرأة، تم نقلهم للمستشفى لتلقي العلاج اللازم، بحسب ما أفاد مراسل العربية.
وكانت الحدود اليمنية السعودية شهدت تهدئة بعد وساطات قبلية لإفساح المجال لإدخال مواد طبية وإغاثية للقرى اليمنية القريبة من مناطق العمليات، واستجابة قوات التحالف لذلك عبر منفذ "علب" الحدودي.
وقالت السعودية الأربعاء إنها استعادت عريفا احتجزته ميليشيات يمنية وسلمت سبعة يمنيين احتجزتهم في مناطق العمليات القريبة من الحدود السعودية اليمنية.
وجاء في بيان نقلته وكالة الأنباء السعودية "أعلنت قيادة قوات التحالف أن شخصيات قبلية واجتماعية يمنية سعت لإيجاد حالة من التهدئة على الحدود اليمنية المتاخمة للمملكة لإفساح المجال لإدخال مواد طبية وإغاثية للقرى اليمنية القريبة من مناطق العمليات".
وأضاف البيان: "كما تم استعادة المعتقل السعودي العريف (جابر أسعد الكعبي) وتسليم عدد سبعة أشخاص يمنيين تم القبض عليهم في مناطق العمليات بالقرب من الحدود السعودية الجنوبية وتعرب قيادة قوات التحالف عن ترحيبها باستمرار حالة التهدئة في إطار تطبيقها لخطة (إعادة الأمل) بما يُسهم في الوصول إلى حل سياسي برعاية الأمم المتحدة وفق قرار مجلس الأمن رقم ( 2216 )".
ورغم خرق الهدنة، أكد مستشار وزير الدفاع السعودي والناطق باسم التحالف العربي، العميد أحمد عسيري، صمود التهدئة على الحدود السعودية اليمنية.
وأوضح عسيري "التواصل مع القبائل اليمنية، وهم لهم دور، والجميع يعرف تركيبة اليمن الجغرافية، وأن القبيلة لها دور محوري وأساسي، وهؤلاء من بداية العمليات، ونحن نناشد أعيان وشيوخ القبائل أن يكون لهم دور إيجابي في أكثر من حدث، وإذا كان هناك دور إيجابي يجب أن نتعاطى بكل إيجابية ونشجع مثل هذا الدور".
وأكدت قوات التحالف لدعم الشرعية اليمنية، أنه لا مسار في إنهاء الأزمة السياسية باليمن، غير مسار الأمم المتحدة، والحكومة الشرعية، والقرار الأممي "2216".
الوضع الإنساني:

عقد نشطاء من التحالف اليمني لرصد حقوق الإنسان ندوتين عن انتهاكات الحوثي والمخلوع صالح لحقوق الإنسان في اليمن وقدموا شهادات ووثائق عن ضحايا مليشيات الحوثي والمخلوع صالح.
وتحت عنوان "الألغام تحصد أرواح الأبرياء .. اليمن نموذجا".. سجلت البعثة العربية لحقوق الإنسان قيام ميليشيات الحوثيين بزرع نحو مائة وعشرين ألف لغم في معظم المدن اليمنية ... ألغام خلفت أكثر من مئتي ضحية معظمهم من النساء والأطفال وتهدد بالمزيد.
وعرض حقوقيون في الندوة وثائق تبين تورط إيران وحزب الله التي قامت بالتدريب وتزويد مليشيا الحوثي بهذه الألغام المحرمة دوليا.
وتحدث توفيق الحميدي رئيس وحدة الرصد والتوثيق في منظمة "سام" للحقوق والحريات عن خروقات المخلوع صالح والحوثي لاتفاقية اوتاوا لحظر الألغام ضد الأفراد التي نصت على تدمير الدول لمخزونها من هذه الأسلحة وأشار الحميدي إلى انتشار الألغام في اليمن منذ العام 2011 حيث قامت حكومة المخلوع صالح في تلك الفترة بزرع آلاف الألغام كما أن ميليشيا الحوثي تقوم بزراعتها الآن.
كما تناولت الندوة الثانية استهداف الصحفيين وعمليات القتل والاعتقال والخطف القصري الذي تمارسه قوات المخلوع صالح ومليشيا الحوثي.
وقال إسماعيل عبدل له عضو وفد المنظمة العربية لحقوق الإنسان إن ميليشيا الانقلاب استهدفت الصحفيين منذ البداية ومنذ اقتحام العاصمة صنعاء بدأت المعركة بين القلم والبندقية وتم كسر البندقية الحوثية بصمود قلم الصحفي اليمني وقال كان في اليمن قبل الانقلاب "17" صحيفة ورقية يومية و"155" اسبوعية و"26" إصدار نصف شهري و"16" اصدار فصلي وبالإجمالي هناك 265 إصدارا وفي العام 2015 لم يبق من هذه المطبوعات سوى "10" مطبوعات فقط تمجدهم.
وطالب نشطاء المجتمع المدني مجلس حقوق الإنسان بتقديم الحوثي والمخلوع صالح إلى المحكمة الجنائية الدولية لاستخدامهم أسلحة محرمة دوليا.
الموقف الخليجي:

و قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير اليوم الأربعاء، إن التحالف رحب بالتهدئة في اليمن لإدخال المساعدات الإغاثية وإن الهدنة التي سعى لها قبليون تعزز من فرص السلام.
وذكر الوزير في ختام الدورة الـ138 لمجلس وزراء خارجية دول مجلس التعاون التي شاركت فيها اليمن، إن المجلس يدعم الجهود الدولية بشأن حل الأزمة اليمنية، وإن لديه اقتناع بضرورة أن يكون الحل بين اليمنيين أنفسهم.
وتابع في مؤتمر صحفي عُقد بالعاصمة السعودية الرياض، بأننا «ملتزمون بإيجاد حل سياسي في اليمن على أساس القرارات الدولية». وأضاف «دول الخليج وضعت خططاً لإعادة إعمار اليمن».
وعرج الجبير إلى الجمهورية الإيرانية، وقال إن طهران تستخدم اليمن لتمرير مصالحها وعليها إعادة النظر بسياساتها العدوانية وتصرفاتها وسياساتها الطائفية.
وقال إن «فتح صفحة جديدة مع إيران مرهون بتغيير تصرفاتها».
من جانب، قال وزير الخارجية عبدالملك المخلافي إن اليمن كانت على وشك الولوج إلى وضع مستقر سياسياً وصياغة دستور جديد، إلا أن الانقلاب المدعوم من إيران جاء ليوقف كل ذلك.
ودعا وزير الخارجية دول المجلس إلى استمرار دعم اليمن في كافة المجالات بما في ذلك دعم المسار السياسي الذي ترعاه الأمم المتحدة عبر مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن اسماعيل ولد الشيخ لتنفيذ القرار 2216.
المشهد السياسي:

وعلي صعيد المشهد السياسي، أعلن مصدر مسؤول بمكتب الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، مساء اليوم الأربعاء، موقفه من المحادثات الجارية حاليا بين الحوثيين، والسلطات السعودية.
وقال المصدر، في تصريح نشره موقع المؤتمر نت، لسان حال الحزب، إن المؤتمر مع السلام الشامل والكامل في اليمن، وأنه يقف مع أي جهد يبذل لإيقاف الحرب على البلاد، وكذلك إيقاف كل أنواع الاقتتال الداخلي، بما في ذلك، الأعمال العسكرية في الحدود المشتركة بين اليمن والسعودية.
كما رحب المصدر، بالجهود المبذولة، في هذا الصدد، مذكرا "بأن الدعوة للحوار المباشر بين بلادنا والأشقاء في المملكة العربية السعودية سبق وأن أعلنها رئيس المؤتمر الشعبي العام الزعيم علي عبدالله صالح من منطلق الإدراك بأنه يجب أن يكون مع من بيده قرار إيقاف العدوان باعتبار أن التفاوض والحوار معه كفيل بإيقاف العدوان وكل أنواع الاقتتال الداخلي في كل ربوع الوطن اليمني"، حد وصفه.
وجدد المصدر المسؤول بمكتب صالح، تأييد حزب المؤتمر لكل جهد يبذل من قبل أي طرف وطني سواءً كان في الداخل أو في الخارج أو من قبل أي منظمة أو دولة شقيقة أو صديقة، باعتبار أن المؤتمر هو داعية سلام وينشد السلام والأمن والاستقرار للجميعـ وأنه ضد كل أنواع الحروب مهما كانت ومن أي طرف كان، حد قوله. وشدد على أن القبول بالسلام، لا يعني "الاستسلام أو الخنوع"، ولا يعني أيضاً التخلي عن حق الشعب، في الدفاع عن نفسه، ووطنه، بحسب تعبيره.
فيما قال وزير الداخلية اليمني، اللواء الركن حسين محمد عرب أنه تم ضم حوالي ( ٦٣٠٠) من افراد المقاومة الشعبية الى قوات الأمن حتى الان.
جاء ذلك خلال تدشينه اليوم دورة تدريبية خاصة بوحدة الطوارئ في معسكر النصر بمحافظة عدن..
وقال اللواء عرب" نركز على تأهيل الكادر البشري كونه العنصر الاهم في العملية الامنية والذي يعول عليه تحقيق الامن والاستقرار"،مضيفا " نحن حريصون على استتباب الامن والاستقرار ليس في مدينة عدن وحسب ولكن في كل محافظات الوطن ".
وأكد وزير الداخلية اليمني، ان الوزارة حتى الان لم تتلق اي دعم وانما تعمل بجهود ذاتية وهناك ابطال يعملون لخدمة وطنهم دون مقابل .
المشهد اليمني:
وفي ظل تعثر الجهود الدبلوماسية للمبعوث الدولي الخاص باليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، يدفع المدنيون في اليمن ثمن الحرب؛ فيما العالم يتفرج غير آبه بمأساة اليمنيين، الذين وقعوا بين فكي الحوثيين وصالح، والرئيسي اليمني وحكومته.. إصرار الرئيس عبدربه منصور هادي على عدم سعي الحوثيين للمفاوضات، وزيارة علي محسن الأحمر إلى قبائل تخوم صنعاء، يشيران إلى أن الحرب ستواصل رحالها في اليمن.