بذريعة استضافتها للحوار.. "إخوان ليبيا" تلوح بفرض عقوبات على تونس

السبت 12/مارس/2016 - 02:06 م
طباعة بذريعة استضافتها
 
في ظل الصراعات الدائرة في ليبيا الآن، بين أطراف النزاع الذين ماطلوا في منح الثقة لحكومة الوفاق الوطني بقيادة فايز السراج، باتت الأوضاع تسوء يومًا بعد الآخر؛ حيث اتفق طرفا النزاع المتمثلان في الحكومة المعترف بها دوليًّا في طبرق، والمؤتمر الوطني المنتهية ولايته في طرابلس، على توصلهما لميثاق شرف وطني ليبي تحت اسم "الاتفاق الوطني الليبي" يلبي تطلعات المجتمع الليبي ويحل المشاكل التي تعيق الحل السياسي.
بذريعة استضافتها
يأتي ذلك في وقت يسعى فيه فايز السراج رئيس الحكومة، للانتهاء من التشكيل الوزاري الذي أعلن عنه في فبراير الماضي، بينما شن المؤتمر الوطني المحسوب على جماعة الإخوان، هجوماً حادًّا على تونس وطالبتها بالتدخل لوقف الاجتماعات التي ترعاها بعثة الأمم المتحدة لدى ليبيا، على أراضيها بين أطراف الحوار السياسي الليبي.
وقال وزير الخارجية في الحكومة الموازية بطرابلس علي أبو زعكوك إنه و"على الرغم من إدراك ليبيا لعمق الأزمة وحقيقة التنظيمات الإرهابية، وأن نسبة كبيرة ممن تم القبض أو القضاء عليهم من مواطني الدولة التونسية- إلا أنها تعاملت مع الأمر؛ كونه أزمة تجتاح المنطقة برمتها وفكرًا وافدًا على الأمة وعلى العالم".
ودعا تونس إلى التفطن للدور الذي تلعبه بعض الدول الإقليمية في تمويلها للإرهاب والتدخل في شئونها، ملوحًا ضمنيًّا باتخاذ إجراءات عقابية ضدها بعدما أشار إلى أن حجم التبادل التجاري معها يصل إلى 8 مليارات دولار أمريكي.
واتهم بوزعكوك، تونس بأنها قامت بعمل عدواني وغير مقبول، باستضافتها اجتماعات أعضاء الحوار السياسي الذين وقعوا في 17 ديسمبر الماضي على الاتفاق السياسي في مدينة الصخيرات.
وقال خلال مؤتمر صحفي عقده بطرابلس أمس الجمعة 11 مارس 2016: إن استضافة تونس لاجتماعات ممن يسمون أنفسهم بحكومة الصخيرات هو عمل عدواني وغير مقبول من طرفنا، ومحاولة لزعزعة الأوضاع الأمنية في طرابلس وزعزعة حكومة الإنقاذ، على حد تعبيره.
بذريعة استضافتها
وكان أبو زعكوك يشير إلى الاجتماعات التي تواصلت في تونس لليوم الثاني على التوالي برعاية بعثة الأمم المتحدة، وحضور رئيسها في تونس بين الأطراف الموقعة على اتفاقاً السلام بالمغرب نهاية العام الماضي.
وعقد أعضاء الحوار السياسي الليبي اجتماعات في تونس برعاية مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا مارتن كوبلر؛ حيث جددوا في بيان وزعوه ليلة الخميس- الجمعة، التأكيد على التزامهم بالتمسك بالاتفاق السياسي الليبي الموقع في الصخيرات في 17 ديسمبر الماضي، كإطار وحيد وشرعي قادر على إنهاء الأزمة السياسية والنزاع العسكري في ليبيا.
 وأعربوا في بيانهم عن قلقهم البالغ إزاء الخطر الذي يشكله الإرهاب على ليبيا، كما أكدوا على ضرورة منح الثقة لحكومة الوفاق، التي يتعين أن تتولى المعركة ضد الإرهاب.
وفي وقت سابق انتقد علي بوزعكوك السلطات التونسية؛ لأنها لم تنسق مع حكومته في إطار محاربة الإرهاب، عندما اتخذت إجراءات أمنية أحادية الجانب على طول الحدود المشتركة بين البلدين.
وتعتبر هذه الانتقادات ليست الأولى من نوعها، ولكن قد يؤشر ذلك إلى تصعيد خطير مُقبل على تونس، من قبل الإخوان؛ حيث تريد الجماعة في ليبيا أن تبعد الشبهات عن نفسها عن طريق اتهامها للآخرين، وتزايد انعدام ثقة المجتمع الدولي الذي بات يشكك في جديتها في مكافحة الإرهاب.
الناشط السياسي الليبي كمال مرعاش، قال: "إن حكومة فجر ليبيا، بدأت تشعر بأن الخناق يضيق حولها، مع اقتراب منح الثقة لحكومة الوفاق، وبعد النجاحات التي حققها الجيش الليبي في بنغازي، والضربات الجوية التي استهدفت معاقل داعش في صبراتة"، معتبرًا أن هذه الحكومة التي حملها مسئولية سقوط مدينة سرت تحت سيطرة داعش، لم تجد أمام هذه التطورات السياسية والعسكرية، سوى افتعال معركة وهمية مع تونس علها بذلك تُصدر أزمتها الداخلية إلى الخارج عبر الضغط على تونس لتفتح قنوات اتصال معها تفك بها عزلتها، خاصة بعد هجوم بن قردان الذي أثبت أن الذين نفذوه تلقوا تدريباتهم في معسكرات لداعش تقع في مناطق تقول تلك الحكومة إنها تُسيطر عليها.
من جانبها أعلنت فرنسا أنها سوف تقترح فرض عقوبات من الاتحاد الأوروبي ضد ليبيا في الوقت الذي تتصاعد فيه المخاوف من أن يستغل تنظيم داعش اضطراب الوضع السياسي في البلاد لترسيخ وجوده في ليبيا.
وتحاول الأمم المتحدة التوسط في إبرام اتفاق يُنهي الأزمة السياسية بين برلمان طبرق المعترف به دوليًّا والمؤتمر الوطني العام المنتهية ولايته.
بذريعة استضافتها
وقال وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إيرو في مقابلة مع شبكة إي تيلي الفرنسية تم تسجيلها بالقاهرة أثناء زيارته إلى مصر: "لا أستبعد إمكانية أن نهدد بفرض عقوبات، وعلى أي حال، هذا هو ما سأقترحه على زملائي وزراء الخارجية، الاثنين، في بروكسل".
وكانت فرنسا قد ذكرت الشهر الماضي أنها سوف تؤيد فرض عقوبات ضد من يتعمدون عرقلة العملية السياسية.
النائب فتح الله السعيطي، رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب الليبي، يقول: "إن أكثر الأزمات التي تحول بين ليبيا وبين الوصول إلى بر الأمان هو تغليب العاطفة على العلم في شئون الدولة- فعاطفة الكره المفرط هي التي تمنع بعض الأطياف السياسية عن تقديم التنازلات، وعاطفة الحب الأعمى هي التي تمنع أطياف سياسية أخرى عن إعلاء مصلحة الوطن فوق أي مصالح شخصية، وبين هاتين العاطفتين ضاع المواطن الليبي بين أزمات الغلاء وانخفاض سعر الدينار مقارنة بالعملات العالمية لا سيما الدولار واليورو، أضف إلى ذلك أزمات الخبز والغاز والكهرباء، والأهم من ذلك كله غياب السلطان الذي يحتمي به الضعيف، ومَن لا حول لهم ولا قوة".
ويرى السعيطي، أن الساسة في ليبيا لو كانوا يجيدون فن السياسة لأدركوا أنها تعتمد على باقي العلوم الإنسانية اعتمادًا كبيرًا، ولأيقنوا أن أكبر الأخطار التي تواجه الدولة الليبية هو ذاك التنظيم الإرهابي "داعش".
من جانبه، حذر عضو لجنة الحوار الليبي، فتحي باشاغا، من أن تفاقم الوضع في ليبيا سيؤدي إلى انفجار كبير، معتبرًا أن الوضع دخل فعليًا في طور الانفجار. 
ودعا باشاغا، الأطراف كافة إلى وضع مصلحة الوطن وتطلعات الليبيين فوق كل اعتبار، مطالبًا باعتماد رأي الأغلبية في مجلس النواب ومنح الثقة لحكومة الوفاق الوطني.
ويسوء الوضع في لييبا يومًا عن الآخر في ظل سعي الأطراف لمصالحها الشخصية، وإهمال مصلحة البلاد، كما أن تفكك البلاد يؤدي إلى تنامي الإرهاب المتمثل في تنظيم داعش الذي نجح في التوغل لجميع المدن الليبية.

شارك