الجيش اليمني يفك حصار تعز... وقبائل صنعاء تعلن ولاءها لحكومة هادي

السبت 12/مارس/2016 - 06:21 م
طباعة الجيش اليمني يفك
 
نجح الجيش اليمني والمقاومة الشعبية في كسر حصار تعز بشكل جزئي، وسط أنباء عن انشقاق قبائل صنعاء وإعلان ولائها لحكومة الرئيس عبدربه منصور هادي، فيما يتوقع  ان تنعقد جولة جديدة من المفاوضات في نهاية مارس الجاري.

الوضع الميداني:

الوضع الميداني:
وعلى صعيد الوضع الميداني سيطرت قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية اليوم السبت على المرتفعات المجاورة لمنطقة الخزان في حي الزنوج بمدينة تعز (وسط البلاد)، وتحاصر تلك القوات المسلحين الحوثيين في مدرسة عبدالله بن المبارك.
وقال مصدر ميداني لـ«المصدر أونلاين» إن المقاومين يتمركزون في الخزان، بينما يتمركز الحوثيون خلف تبة الدفاع الجوي في مدينة النور من جهة شارع الخمسين الذي ما يزال تحت سيطرتهم وخط الإمداد لهم.
ونجحت المقاومة الشعبية والجيش اليمني، ليل الجمعة - السبت في تحقيق تقدم كبير على جبهة مدينة تعز المحاصرة من قبل مليشيات الحوثي منذ حوالي 10 أشهر، وتمكنا من فك الحصار غرباً وجنوباً.
وقتل 37 إضافة إلى سقوط عشرات الجرحى من مليشيات الحوثي والرئيس المخلوع علي عبد الله صالح في المواجهات الجارية في الجبهة الغربية للمدينة، حيث أحرزت القوات الحكومية تقدما ملحوظا. وأعلنت المقاومة الشعبية والجيش الوطني تحرير مديرية المسراخ بالكامل عقب الانتصارات التي تحققت في جبهة الأقروض، وهو التقدم الذي يرجح إمكانية رفع الحصار عن كامل المدينة خلال الفترة القادمة.
وأحكمت المقاومة المدعومة بالجيش الوطني القبضة على مبنيي نادي الصقر وشرطة مديرية المظفر في حي دير باشا وسط فرار المليشيات من المطار القديم في ضاحية الحصب، وهو مؤشر على عملية انهيار وشيكة في صفوف المليشيات.
إلى ذلك تواصل قوات الشرعية عمليات التمشيط وملاحقة ما تبقى من مسلحي الميليشيات غرب وجنوب مدينة تعز بعد نجاحها في فك الحصار عن المدينة من هاتين الجهتين، وبالتزامن مع عمليات التمشيط قصفت المقاومة الشعبية والجيش الوطني مواقع للميليشيات على الجبهة الشرقية من تعز.
وفي وقت سابق الجمعة، تمكنت المقاومة من الدخول إلى جامعة تعز اثر اشتباكات عنيفة قتل خلالها العشرات من العناصر الانقلابية، وتمت محاصرة أعداد أخرى من قناصتها في بعض المباني التي تحصنت بها
وفي الأثناء قصفت طائرات التحالف منصات إطلاق صواريخ في شارع الستين شمال المدينة.
كما أعلنت ميليشيات حزب الله اللبنانية المشاركة في الحرب اليمنية عن مقتل 3 من عناصرها في دول وأماكن لم تحددها، وفقا لقناة "العربية" يوم الجمعة.
وذكر موقع "جنوبية" اللبناني المعارض في معلومات خاصة له أن العناصر الثلاثة من الميليشيات قتلوا أثناء قصف لطيران التحالف لأحد المواقع الحوثية في اليمن.
والقتلى الثلاثة هم: عباس حيدر من بلدة الدوير الجنوبية، ومحمد سلمان من بلدة مجدل زون الجنوبية، وعلي الشامي من مدينة الهرمل البقاعية.

قبائل صنعاء:

قبائل صنعاء:
أفادت تقارير إعلامية بانشقاق عدد من شيوخ قبائل صنعاء عن الحوثيين، وإعلانهم تأييد الشرعية وذلك على وقع النجاحات الكبيرة التي تحققها المقاومة الشعبية والجيش الوطني في مدينة تعز.
بدأ شيوخ القبائل المحيطة بالعاصمة اليمنية صنعاء والأعيان بالتخلي عن تحالف «الحوثي- صالح»، وإعلان ولائهم لشرعية الرئيس عبدربه منصور هادي ووقوفهم إلى جانبها بعد التطورات الميدانية الأخيرة بشرق العاصمة ومحافظة تعز.
أكدت مصادر قبلية رفيعة أن عددا من أبرز مشائخ القبائل المحيطة بصنعاء أعلنوا ولاءهم للشرعية من خلال اتصالات سرية مع قيادات المقاومة والجيش الوطني، مؤكدين تخليهم التام عن المشروع الانقلابي الذي تقوده مليشيات الحوثي والمخلوع صالح.
وأوضحت المصادر لـ«المشهد اليمني»، أن هذه القبائل تمثل طوقا أمنيا للعاصمة صنعاء وأن التفافها حول الشرعية يعتبر ضربة قاصمة لقوى الانقلاب وستساهم في تحرير العاصمة في وقت قياسي.
وأضافت المصادر أن هؤلاء المشايخ يرتبون مع قيادات المقاومة لإعلان موقفهم بشكل رسمي في أقرب وقت ممكن.
وبحسب المصادر، فقد وجه شيوخ ووجهاء وأعيان قبائل الطوق الأمني المؤيدون للشرعية دعوة لمن تبقى من رموز قبائل العاصمة صنعاء بسرعة إعلان مواقفهم المؤيدة للشرعية.
وتأتي هذه التطورات بعد التقدم الكبير الذي حققته المقاومة الشعبية والجيش الوطني شرق العاصمة صنعاء، اليوم الجمعة، وتحرير أجزاء واسعة من محافظة تعز، وانكسار المليشيات الانقلابية فيها.

المشهد السياسي:

المشهد السياسي:
أعرب الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي عن شكره لدول التحالف العربي بقيادة المملكة، على جهودها وعملياتها التي أسهمت في فك الحصار عن مدينة تعز، وتحرير مناطق واسعة من المدينة في الجبهة الجنوبية والغربية، وفقاً لصحيفة "الرياض" السعودية، اليوم السبت.
كما هنأ الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي مساء أمس قائد اللواء 22 مدرع في تعز العميد صادق علي سرحان، بالانتصارات التي حققتها قوات الجيش اليمني والمقاومة في مختلف المواقع والجبهات بالمحافظة.
وثمن هادي الجهود الكبيرة التي جسدها الأبطال من قوات الجيش والمقاومة وتمكنهم من تحرير اللواء 35 وفك الحصار عن المدينة، ودحر الميليشيا الانقلابية وتخليص المحافظة والوطن من أعمالهم الإجرامية ومشروعهم الظلامي الرامي إلى عودة اليمن إلى ما قبل ثورتي 26 سبتمبر و14 أكتوبر المجيدتين التي ضحى من أجلها كوكبة من الأبطال من أبناء الشعب اليمني.
وأكد الرئيس اليمني أن تعز كانت وما تزال عنواناً للمدنية والسلام والتعايش وحاملة مشاعل العلم والتنوير، وتعز برجالها الأبطال وساستها الشجعان ومثقفيها يرفضون السياسات الدخيلة على مجتمعنا اليمني، وهم قادرون على صنع المعجزات وخلق حراك ثقافي وتوعوي وسياسي يسهم في استتباب الأمن والاستقرار وعودة الحياة إلى طبيعتها، والتعاون مع المنظمات الدولية والدول المانحة للبدء في عمليات الإغاثة وإعادة الإعمار.
ودعا هادي كافة أبناء المحافظة إلى الوقوف صفاً واحداً في مواجهة العناصر الدخيلة التي تحمل مشاريع الهدم والدمار وإقلاق الأمن والسكينة العامة وزرع التفرقة بين أبناء الشعب اليمني الواحد الموحد، مشدداً على ضرورة تضافر جهود المواطنين وجميع شرائح المجتمع مع الأجهزة الأمنية للحفاظ على هذه المكاسب التي حققتها قوات الجيش والمقاومة وحفظ الأمن والاستقرار باعتباره مسؤولية مجتمعية مشتركة.
فيما وجه نائب الرئيس اليمني رئيس الحكومة الدكتور خالد محفوظ بحاح بتسيير قوافل إغاثية من العاصمة عدن إلى مدينة تعز التي شهدت الجمعة معركة فك الحصار عنها من الناحية الغربية.
وقال بحاح في مؤتمر صحافي عقد في عدن السبت " هناك قوافل إغاثية سوف تتوجه إلى تعز بعد فك حصارها، وسوف تعمل الحكومة على إعادة أعمار المدينة, التي تعرضت لدمار كبير".
وأكد رئيس الوزراء اليمني خالد بحاح، أن الوضع الأمني في عدن يتحسن والأمور ستعود إلى طبيعتها تدريجياً، موضحاً "المرحلة الثانية من الخطة الأمنية سيتم تطبيقها في العاصمة عدن ومعها سيشعر المواطن بتحسن الأوضاع تدريجياً".
وقال بحاح "إن الحكومة اليمنية تعمل على إعادة تأسيس الملف الأمني من جديد".

المسار التفاوضي:

المسار التفاوضي:
رحبت مصادر دبلوماسية بالأمم المتحدة بصفقة تبادل للأسرى بين الحوثيين والتحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية. وشمل الاتفاق الذي تم بوساطة زعماء القبائل في المنطقة الحدودية بين اليمن والسعودية تبادل للأسرى لدى الجانبين، ووقفا لإطلاق النار، في إطار إجراءات وخطوات بناء الثقة التي طالبت بها الأمم المتحدة والمبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد كخطوة لتهيئة الظروف لعقد جولة جديدة من محادثات السلام اليمنية.
وأبدى السفير خالد اليماني سفير اليمن لدى الأمم المتحدة تفاؤله أن تسهم عملية تبادل الأسرى بين الحوثيين والمملكة العربية السعودية - ضمن إجراءات بناء الثقة – بالدفع بشكل إيجابي للعملية التفاوضية وتعجيل عقد جولة جديدة من محادثات السلام تحت رعاية الأمم المتحدة.
وقال السفير اليماني في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط»» بأنه من المتوقع إجراء محادثات سلام يمنية بنهاية شهر مارس الجاري، مشيرًا إلى أن المبعوث الأممي لم يحدد بعد التاريخ المحدد للمحادثات لكن من المقرر أن تكون في الأسبوع الأخير من الشهر الجاري وأن تعقد في سويسرا.
وشدد السفير اليماني أن الموقف الرسمي للحكومة اليمنية هو التأكيد على الاستعداد للذهاب إلى أية جولة مفاوضات اليوم قبل الغد، لإيمان الحكومة اليمنية أنه لا يوجد حل للأزمة إلا عن طريق التفاوض وتنفيذ القرار 2216.
وقال اليماني «كنا جاهزين لجولة جديدة كان من المقرر عقدها في الرابع عشر من يناير  الماضي لولا رفض الطرف الانقلابي المشاركة فيها وما زلنا جاهزين وعلى استعداد للبحث في كافة الملفات بما في ذلك دراسة وقف إطلاق النار لتهيئة الظروف لإنجاح المسار السياسي».
وأكد اليماني أن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي قدم في الماضي عدة طلبات إلى قيادة التحالف بهذا الشأن رغبة من الحكومة اليمنية في التوصل إلى مخارج سياسية للأزمة.
وأوضح اليماني أن إجراءات بناء الثقة التي تم الاتفاق عليها في جولة المحادثات السابقة في مدينة ييل السويسرية طرحت خطوات من وقف إطلاق النار كجزء من بناء الثقة على أن يتحول إلى وقف مستدام طالما تم إحراز تقدم في تنفيذ القرار الأممي 2216. وخطوات لرفع الحصار عن مدينة تعز (رغم أنه كان متواضعا ولم يسمح بوصول الإغاثة الإنسانية إلا لنحو 100 ألف شخص من بين مليون و200 ألف شخص في مدينة تعز) وخطوات لإطلاق سراح المعتقلين.
 وأوضح اليماني أن عدد من تم إطلاق سراحهم، شمل وزيرا واحدا هو وزير التعليم الفني، وأربعة كتاب صحافيين بينما لا يزال المئات معتقلين في صنعاء.
وشدد سفير اليمن لدى الأمم المتحدة أن الحكومة اليمنية لا تعترف بأي مسارات أو وساطات سوى ما تقوم به الأمم المتحدة ومبعوثها إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، وفقا لخريطة الطريق التي تم التوصل إليها وترتكز على تنفيذ قرار مجلس الأمن 2216 والمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني.

المشهد اليمني:

نجاح الجيش اليمني في فك جزء من حصار تعز، مع استمرار هدنة الحدود، يشير إلى أن الأوضاع في اليمن تقترب من النهاية، بفعل المسار العسكري، أو نجاح المحادثات الأممية في نهية الشهر الجاري، وهو ما يؤكد نجاح هدف عاصفة الحزم بعد عام من انطلاقها بعودة الحكومة الشرعية برئاسة هادي إلى صنعاء.

شارك