بعد انسحابه من "الرطبة" بالعراق.. "داعش" يتقهقر ويرجع إلى الخلف

الأحد 13/مارس/2016 - 03:04 م
طباعة بعد انسحابه من الرطبة
 
تواصل القوات العراقية بمساندة التحالف الدولي بقيادة أمريكا، مساعيها للقضاء على التنظيم الإرهابي "داعش" في المدن الذي استحوذ عليها في العراق؛ حيث أعلنت مصادر عسكرية ومحلية في محافظة الأنبار، اليوم الأحد 13 مارس 2016، انسحاب مسلحي تنظيم داعش من مدينة الرطبة بعد تنفيذ القوات العراقية بمساندة التحالف الدولي عمليات متلاحقة ضد التنظيم في المحافظة الواقعة غرب العراق.
بعد انسحابه من الرطبة
وعلى الرغم من شن التحالف الدولي بقيادة أمريكا هجماته المتتالية على مواقع التنظيم في العراق، إلا أن التنظيم الإرهابي نجح في التوسع والتنامي في المدن العراقية؛ حيث امتدت سيطرته إلى مدن تدمر والرمادي وصلاح الدين والموصل ومدن عراقية أخرى.
وتعد الرطبة 380 كلم غرب بغداد أحد المقرات الرئيسية لمسلحي التنظيم لوقوعها على بعد أقل من مئة كلم عن الحدود العراقية السورية. 
من جهته، أكد قائم مقام الرطبة عماد أحمد على انسحاب تنظيم داعش وخلو الرطبة تماماً من المسلحين، مشيرًا إلى أن الانسحاب قد يكون جديًّا إثر تكبد داعش خسائر في الأنبار بعد استعادة الرمادي ومناطق شرق الرمادي، وتقدم القوات العراقية نحو مدينة هيت إلى الغرب من الرمادي.
وقال ضابط في الجيش: "إن تنظيم داعش انسحب بالكامل من مدينة الرطبة إلى مدينة القائم الحدودية، الواقعة على الحدود العراقية السورية، وهو ما أكده قائمقام الرطبة عماد أحمد".
وكانت مصادر إعلامية أفادت أن مقاتلات أمريكية نفذت صباح اليوم غارات مكثفة على مواقع تابعة للتنظيم، في منطقة الرطبة المحاذية للحدود العراقية الأردنية؛ حيث أسفرت الغارات عن تدمير منصات صواريخ ومعسكر للتدريب، ومقر رئيس للتنظيم.
وقامت ثلاث مقاتلات أمريكية، تابعة لقوات التحالف، نفذت، الأحد، غارات مكثفة على مواقع للتنظيم في الرطبة التي تبعد 10 كلم عن الحدود مع الأردن، ومنطقة الكيلو 160، القريبة منها، وطال القصف منصة صواريخ محلية الصنع تابعة لتنظيم داعش، ومعسكر تدريب، ومقر إيواء رئيسًا للمسلحين، وجاءت هذه العمليات بالتزامن مع إعلان مسئولين عراقيين عن تلقيهم وعودًا أمريكية بتكثيف غاراتهم الجوية على معاقل التنظيم.
بعد انسحابه من الرطبة
وتمكنت قوات عراقية بمساندة التحالف الدولي من طرد مسلحي التنظيم المتطرف واستعادة السيطرة على مناطق واسعة في محافظة الأنبار، بينها الرمادي كبرى مدن المحافظة نهاية ديسمبر العام الماضي.
كما تمكنت القوات العراقية يوم الثلاثاء 8 مارس الجاري، من تحرير منطقة زنكورة، التي تعتبر آخر معاقل تنظيم "داعش" غربي الرمادي بغرب العراق.
وأكد راجع بركات عضو اللجنة الأمنية في مجلس محافظة الأنبار، "انسحاب داعش بالكامل من الرطبة"، مضيفًا أن داعش انسحب ليس من الرطبة فقط، بل انسحب عدد من مسلحي التنظيم من هيت كذلك" مشيراً إلى قيام المسلحين بحلق لحاهم قبل فرارهم. 
وأوضح بركات أن "الانسحاب من الرطبة كان باتجاه القائم" فيما انسحب مسلحون من عناصر داعش من هيت باتجاه القائم وبيجي 200 كلم شمال بغداد.
وتواصل قوات عراقية بدعم مقاتلين من الحشد الشعبي، فصائل شيعية، وأبناء عشائر الأنبار بمساندة التحالف الدولي بقيادة واشنطن عمليات متلاحقة لاستعادة مناطق من سيطرة الجهاديين.
وذكرت بوابة الحركات الإسلامية في تقرير سابق لها أن الجيش العراقي الذي تدعمه الولايات المتحدة، يستعد لعمليات موسعة استعدادًا للمواجهة الأكبر حتى الآن مع تنظيم داعش بهدف استعادة الموصل.
وفي تقرير لصحيفة "يو إس إيه توداي" الأمريكية، أوضحت أن القتال لا يزال أمامه أشهر، لكن القوات البرية العراقية والضربات الجوية للتحالف بدأت بالفعل في عزل المتشددين داخل المدينة، ما قطع عنهم خطوط الإمداد، ومحاولة إضعاف المتشددين قبيل هجوم بري لاستعادة ثاني أكبر مدينة في البلاد.
بعد انسحابه من الرطبة
وكان دعا المجتمع الدولي إلى توفير الدعم اللازم للعراق فوراً لإعادة الاستقرار إليه، وجدد التزام بلاده بدعم العراق اقتصادياً وفق الاتفاقية الاستراتيجية الموقعة بين البلدين، واصفًا تحرير مدينة الرمادي بالعملية الأكثر تعقيداً، مؤكداً الاستمرار في جهود إعادة الاستقرار إلى المدينة، ولفت إلى أنه يجب التركيز على مرحلة ما بعد داعش، وعدم الاكتفاء بهزيمته فقط.
ويسيطر التنظيم منذ يونيو 2014، على مدينة الموصل، ثاني أكبر مدن العراق وعاصمة ولاية نينوي في شمال البلاد التي تقع على بعد 350 كلم شمال بغداد على الضفة اليمني لنهر دجلة، كذلك يسيطر على مدينة تكريت في نفس الشهر 2014، وهي عاصمة ولاية صلاح الدين وتقع على بعد 160 كلم شمال بغداد على طريق الموصل، وتلعفر، والفلوجة.
ويبدو أن التنظيم الإرهابي يواجه تحديات وخسائر بالجملة في ظل الهجمات التي تشنها معظم الدول الغربية والعربية، كما أن تحالف القوات العراقية مع دول التحالف الدولي أصبح منافسة قوية تواجه التنظيم الإرهابي، والذي قد يتحطم نهائيًّا في العراق خلال المرحلة المقبلة.

شارك